رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيمان زهران: جولة السيسي الأوروبية تحدث نقلة في علاقات مصر مع العالم

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

قالت الدكتورة إيمان زهران أستاذ العلاقات الدولية، إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جدة وبرلين  صربيا، أسفرت عن بناء توافقات ضمنية تستهدف توحيد الرؤى حول الملفات التى تواجه النظام العالمي ومسارات الحل لتهديدات الإقليم.  

جولة السيسي نقلة نوعية في الاقتصاد المصري

وأوضحت زهران في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن  الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح فى الدفع بتنشيط الملف الاقتصادى والاستثمارى، وذلك عبر تعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين القاهرة وكل الدول التى تم زيارتها واللقاءات الثنائية التى تمت على هامش تلك الزيارات، وهو ما ساهم فى إحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية مع كافة دول العالم، خاصةً من خلال مشاركة الشركات الأوروبية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر، وذلك بما يخدم رؤيتنا التنموية وخطتنا الاستراتيجية 2030.  

وأشارت تزامنت زيارات الرئيس “السيسي” خلال الفترة الماضية لكل من جدة وبرلين وصربيا، مع عدد من المتغيرات الإقليمية والدولية التي قد تساهم في إعادة تشكيل بنية النظام العالمي بل والإقليمي خلال الآونة المقبلة، حيث فى مقدمتها: تداعيات الأزمة الاوكرانية، أزمة الغذاء، أزمة الطاقة، الموجة السادسة من جائحة كورونا، وما قد تُنذر به من صدمة لعمليات التعافى الاقتصادى بكافة الدول. 

مصر تنتهج سياسة تحييد المحاور

وأشارت أستاذة العلاقات الدولية إلى أن التحركات المصرية خلال الأيام الماضية جاءت فى إطار انتهاج سياسية "تحييد المحاور"، بالنظر لانعكاسات التصعيد الروسي بالأراضى الأوكرانية، وانتقال تفاعلات النظام الدولي إلى أجواء ما قبل الحرب الباردة، ومن ثم فقد انتهجت القيادة المصرية “مقاربة مستقبلية” قوامها العقلانية فى إدارة الملفات الخارجية، وذلك إنطلاقا من رؤيتنا حول استدامة التسوية، وبناء السلام واستعادة الاستقرار بكافة الأقاليم الفرعية، وذلك لإدراكنا لتبعات الأزمات العالمية والإقليمي وانعكاساتها المباشرة على التهديدات الأمنية لسلاسل الإمداد والتوريد، وأزمات المياة والطاقة، فضلاً عن الأزمات الإنسانية المتباينة.  

وأضافت “تلك الرؤية التى اتسمت بترسيم مستقبل العلاقات المصرية مع ألمانيا وصربيا، عبر تناول الملفات الحيوية الخاصة بإدارة الصراعات الاقليمية (الملف الفلسطيني والليبي والسوري) فضلاً عن التهديدات الأمنية غير التقليدية والمتمثلة فى (الأمن المائى، وأمن الطاقة، وأمن الغذاء)، دون إغفال الدور المصري فى محاولة حلحلة الأزمة الأوكرانية القائمة والخروج بموقف تفاوضى يُبنى عليه إنهاء الأزمة سلمياً”.  

مصر تعمل على خلق  التقارب وبناء مساحات مشتركة

وحول ما تحمله زيارة الرئيس لصربيا من دلالات زمنية  قالت زهران، أن الزيارة تأتى عقب جملة من التحركات المصرية، بدءا من المشاركة المصرية الجادة بـ “قمة جدة للأمن والتنمية”، وما أعلنته عن المحددات الخمس للسياسية الخارجية المصرية ورؤية القاهرة لتسوية الصراعات القائمة بالطرق السلمية، وما تلى ذلك من اللقاء الثنائي مع الرئيس الأمريكي “جو بايدن” وتبادل الرؤى حول مختلف الملفات الحيوية بالنظام الدولي، وفى مقدمته ملف التصعيد بالأراضي لأوكرانية وانعكاساته المباشرة على ملفي الأمن الغذائى وأمن الطاقة. 

وأضافت “تبع ذلك زيارة الرئيس لألمانيا وما تضمنته الزيارة من بحث سُبل الحل للعديد من الملفات ذات الاهتمام الأورومتوسطي، لتأتى الزيارة المصرية لصربيا - والتى تُعد الأولى من نوعها منذ 35 عاماً تقريباً -  لتؤسس بدلالات توقيتها على الرغبة المصرية لنبذ سياسية “المحاور”، وأن القاهرة تسعى لصياغة مفاهيم جديدة قوامها الوقوف على مقربة من كافة الأطراف بالنظام الدولي”.

وأوضحت أستاذة العلاقات الدولية أن زيارة الرئيس السيسي إلى صربيا المعروفة بموقفها المغاير للكتلة الأوروبية فيما يتعلق بالأزمة الأوكراني قد يرسخ النظرية المصرية حول “الحياد السياسي” فى إدارة “الصراعات الدولية”، فضلا عن لعب دور الوسيط عبر نقل رسائل الحل بين مختلف الأطراف، ومحاولة خلق التقارب وبناء مساحات مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة الأوكرانية القائمة وتباعاتها المتمثلة فى تهديدات الطاقة وسلاسل الأمدادات الغذائية.