رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البنك الدولي: 114.9 مليار دولار تمويلات للبلدان خلال 2021-2022

البنك الدولي
البنك الدولي

كشف تقرير صادر عن البنك الدولي، عن تقديم مجموعة البنك استجابة على نطاق غير مسبوق للأزمات العالمية المتداخلة، بإتاحة المشورة والتمويل لمساندة التصدي لأشد تباطؤ اقتصادي في ثمانية عقود، وتزايد معدلات التضخم، واشتداد الحرمان من الأمن الغذائي، والحرب والهشاشة، واستمرار التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).

وأشار التقرير، إلى أنه في خضم هذه الأزمات المدمرة، قدَّمت مجموعة البنك الدولي تمويلاً قياسيًا قدره 114.9 مليار دولار في السنة المالية 2021-2022، واسترشدت ارتباطات المجموعة خلال السنة المالية 2022 بعملها المعرفي، وساعدت البلدان على معالجة أزمات ارتفاع أسعار الغذاء، وإدارة تدفقات اللاجئين، وتعزيز قدرات التأهب لمواجهة الطوارئ الصحية، وضمان استمرار الأنشطة التجارية للقطاع الخاص، ودعم الجهود الرامية إلى التكيف مع تغير المناخ وذلك على سبيل المثال لا الحصر، الأمر الذي عاد بالنفع لا سيما على الفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً.

وتعليقاً على ذلك، قال رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس:"تواجه البلدان النامية العديد من التحديات، من الحرب إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة — التي تؤدي إلى تعميق التفاوت وعدم المساواة وضياع مكاسب التنمية. ولقد استجابت مجموعة البنك الدولي على وجه السرعة ونطاق واسع وبشكل مُؤثِّر، وقد ارتبطنا بتقديم دفعات متتالية من التمويل والدعم التحليلي والمشورة بشأن السياسات أولاً للتصدي لجائحة كورونا والآن لمعالجة أزمة الغذاء والحرب في أوكرانيا وتداعياتها غير المباشرة".

ولفت إلى أنه في السنة المالية 2022، بلغت ارتباطات البنك الدولي (البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية) 70.8 مليار دولار من المساعدات، وهو أعلى مستوى للارتباطات على الإطلاق، ويزيد نحو 70% عن متوسط الارتباطات قبل الأزمة من السنة المالية 2013 إلى السنة المالية 2019. واشتمل ذلك الرقم على 33.1 مليار دولار من البنك الدولي للإنشاء والتعمير لمساندة البلدان متوسطة الدخل وبضعة بلدان أعلى دخلاً و37.7 مليار دولار في شكل منح وقروض بسعر فائدة منخفض أو صفري إلى أفقر بلدان العالم من المؤسسة الدولية للتنمية. وبلغت ارتباطات المؤسسة الدولية للتنمية للبلدان التي تعاني أوضاع الهشاشة والصراع والعنف 16.2 مليار دولار، ما يعادل 43% من إجمالي ارتباطات المؤسسة في السنة المالية 2022.

ولتلبية الطلب المتزايد على التمويل خلال السنة المالية 2022، استخدم البنك الدولي كل الموارد المتبقية من العملية التاسعة عشرة لتجديد موارد المؤسسة. ونتيجة لذلك، تم تقديم موعد العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة عاما واحدا والتي أسفرت عن تعبئة 93 مليار دولار من المساندة المتواصلة للبلدان الفقيرة حتى يونيو 2025. واستطاع البنك الدولي للإنشاء والتعمير أيضا زيادة الموارد بالاعتماد على مخصص الوقاية من الأزمات الذي تم ترتيبه في زيادة رأس المال في 2018 لزيادة ارتباطاته التمويلية.

ومنذ بداية جائحة كورونا، بلغ إجمالي التمويل المُقدَّم من مجموعة البنك الدولي 272 مليار دولار، منها 52.6 مليار دولار في الربع الأخير للسنة المالية 2022. وفي الخمسة عشر شهرا من أبريل 2022 إلى يونيو 2023، من المتوقع أن يصل التمويل إلى 170 مليار دولار. وسيتم تخصيص جزء معتبر من هذا التمويل لمشروعات الأمن الغذائي، بما في ذلك الحماية الاجتماعية ومشروعات في مجالات الزراعة والتغذية والمياه والري. وأتاح البنك الدولي نحو 30 مليار دولار خلال هذه الشهور الخمسة عشر في إطار استجابة عالمية شاملة لمواجهة أزمة الأمن الغذائي المستمرة، سيكون نحو 12 مليار دولار منها إقراضا جديدا استنادا إلى عملياتنا الكبيرة المتصلة بجمع البيانات والتحليلات بشأن أنظمة الغذاء والتغذية. ومنذ 1 أبريل، نفَّذ البنك الدولي 32 عملية متصلة بأزمة الغذاء وارتبط بتقديم 5.3 مليارات دولار في هذا المجال.

استمر البنك في زيادة تمويله المناخي بوتيرة سريعة في السنة المالية 2022 تمشيا مع خطة عمل مجموعة البنك الدولي بشأن تغير المناخ للسنوات 2021-2025 التي تهدف إلى تخصيص 35% من تمويل مجموعة البنك الدولي للأنشطة المناخية في المتوسط، وتوجيه 50% على الأقل من التمويل المناخي للبنك الدولي إلى مساندة أنشطة التكيف. وبلغ التمويل المناخي للبنك الدولي إجمالا مستوى قياسيا قدره 26 مليار دولار (37% من الارتباطات) في السنة المالية 2022، بزيادة قدرها 83% من 14.2 مليار دولار في السنة المالية 2019. وبلغت حصة تمويل أنشطة التكيف 12.8 مليار دولار في السنة المالية 2022، ما يعادل 49% من الإجمالي، أو ما يقل قليلا عن المستوى المستهدف البالغ 50%، وهو أعلى مستوى للتمويل على الإطلاق. وفي إطار خطة العمل بشأن تغير المناخ، بدأت مجموعة البنك الدولي نشر تقارير قطرية عن المناخ والتنمية، وهي تقارير تشخيصية أساسية جديدة تدمج اعتبارات تغير المناخ والتنمية وتساعد البلدان على إعطاء أولوية للإجراءات الأكثر تأثيرا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز أنشطة التكيف. وقد نُشرِت تقارير عن تركيا وفييتنام، وأوشك 20 تقريرا آخر على الاكتمال ومن المتوقع صدورها في الأشهر القادمة.

 

واصل البنك الدولي التركيز على مواجهة جائحة كورونا خلال السنة المالية 2022، حيث وصل التمويل المخصص لهذا الغرض إلى 72.8 مليار دولار بين أبريل 2020 ويونيو/حزيران 2022 منها 37.6 مليار دولار و35.1 مليار دولار من ارتباطات البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية على الترتيب. وحتى 30 يونيو 2022، وافق البنك الدولي على تقديم 10.1 مليارات دولار تمويلا لشراء اللقاحات وتوزيعها في 78 بلدا، منها 4.6 مليارات دولار لمساعدة 42 بلدا في أفريقيا. وتم التعاقد لشراء أكثر من 600 مليون جرعة من اللقاح بتمويل من البنك الدولي، وتسليم أكثر من 430 مليون جرعة منها. ويعكف البنك أيضا على إنشاء صندوق للوساطة المالية لتدعيم قدرات الوقاية من الجوائح والتأهب لمواجهتها والتصدي لها على الصعيد القطري والإقليمي والعالمي مع التركيز على البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. ومع الإعلان بالفعل عن ارتباطات مالية تربو على مليار دولار، سيوفِّر الصندوق موارد إضافية مُخصَّصة لدعم قدرات الوقاية من الجوائح والتأهب لمواجهتها والتصدي لها، ويُحفِّز البلدان على زيادة الاستثمارات، وتعزيز التنسيق بين الشركاء، ويكون بمثابة منصة للتوعية وحشد الدعم.

وتَحقَّق أيضا تقدمٌ في الجهود الرامية إلى إدماج النساء في الاقتصادات بشكل كامل. وبلغت نسبة عمليات البنك الدولي التي تساعد في سد الفجوات بين الجنسين في السنة المالية 2022 مستوى غير مسبوق قدره 90%، وهي أعلى بكثير من الالتزامات العامة للبنك.