رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محطات شمسية عائمة فى مصر

المحطات الشمسية العائمة «الكهروضوئية» أحد الحلول لمواجهة العجز المائي، هي نوع جديد من النظم الشمسية يتم تشييدها فوق المسطحات المائية لتحقيق عدة فوائد غير متوفرة حال تنفيذها على الأرض الصلبة، كما هو متبع في معظم الحالات.

وقد بدأ تشييد هذا النوع من النظم في عام 2014، وتميزت الصين بتطوير وتنفيذ هذا الفكر حيث قامت بتنفيذ عدة مشاريع عملاقة منها.

تكلفة تنفيذ هذا النظام عادية جدا بالمقارنة بالنظم الشمسية على الأرض الصلبة، ولا يحتاج إلى أى إمكانيات فنية أو تكنولوجية غير عادية، ومناسب جدا للظروف المناخية والبيئية في مصر، ومن فوائد هذا المشروع في مصر:

1- التوفير في المساحة، حيث يتم استغلال مسطح المياه دون إهدار في الأرض، وهذا الفكر مفيد جدا عندما تكون جهة التنفيذ لا تمتلك أرضا.. مثال ذلك «وزارة الري وشركات مياه الشرب تمتلك حق استغلال المسطحات المائية في الترع والبحيرات، ولكنها لا تمتلك أي أراضٍ حول هذه المسطحات».

2- تقليل البخر في المسطح المائي عند تغطية جزء منه بالألواح الشمسية، وهذه الفكرة مفيدة جدا في مصر التي تعاني من الفقر المائي، فيمكن مثلا تنفيذ المشروع على بحيرة السد العالي والترع ونهر النيل للحفاظ على الموارد المائية وقيمة البخر في مناخ مثل مصر حوالي 3 م3 سنويا لكل متر مسطح من المسطحات المائية، وبحسبة بسيطة بحيرة السد العالي كمثال مسطحها حوالي 5250 كيلومترا مربعا، ويبلغ معدل البخر السنوي في هذه المساحة الكبيرة حوالي 16 مليار م3 مياه سنويا، وهو ما يمثل 30% من حصة مصر السنوية في مياه نهر النيل، هذا بالإضافة إلى أن سد أسوان في مصر الذى يفقد حاليًا ربع مدخلاته المائية السنوية نتيجة التبخر تحت شمس الصحراء.

3- تقليل تكوين الطحالب وورد النيل في الماء نتيجة عدم تعرض المياه للهواء الطلق، وكما هو معروف يقل تكوين هذه الكائنات حال تغطية المسطح المائي وعدم تعرضها لضوء الشمس المباشر لمنع التمثيل الضوئي لهذه الكائنات.

وإذا أضفنا إلى ذلك أن طول المجاري المائية في مصر يصل إلى 55 ألف كم «33 ألف كم ترع + 22 ألف كم مصارف» بالإضافة إلى 1500 كم طول نهر النيل بفرعيه، فإذا أقمنا المحطات الشمسية العائمة على نصف هذه الأطوال، خاصة في النصف الجنوبي لمصر حيث درجات الحرارة المرتفعة، لاستطعنا توفير ما يزيد على 40% من حصة مصر السنوية في مياه نهر النيل، وسوف يعود بفائدة عظيمة على الموارد المائية، وذلك عكس ما تم فعليا من إقامتها في صحراء بنبان بأسوان إهدارا للأرض وبعيدا عن مصادر المياه وشبكة الكهرباء القومية، مما تسبب في إقامة بنية تحتية مكلفة لتوصيل الكهرباء إلى المنطقة، فضلا عن مشاكل الحصول على المياه اللازمة لصيانة المحطات الشمسية وغسيلها بصفة دورية على مدار عمرها الافتراضي، هذا بالإضافة إلى كمية الكهرباء التى سوف نحصل عليها من وراء بناء هذه المحطات العائمة.

ومن الممكن إقامة تلك المشروعات «الكهروضوئية» الخاصة باللوائح الشمسية العائمة في مزارع الأسماك طبقا لتصميم معين يسمح بمرور الهواء والضوء إلى المياه، وبذلك يكون الاستثمار في مزارع الأسماك استثمارا مزدوجا للإنتاج السمكي وإنتاج الكهرباء، وأيضا الحفاظ على نسبة تبخر المياه.

ولا توجد دراسات حول الأثر البيئي أو تحليلات تفصيلية أخرى حاليًا حول التأثيرات المحتملة السلبية للألواح الشمسية العائمة على الحياة البرية أو البيئة الأوسع، وطبقا للدراسات الخاصة بهذا المشروع لا يتم إقامته في المياه ذات الأمواج العالية.