رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أجندة كوخافى».. ماذا يفعل رئيس الأركان الإسرائيلى فى المغرب؟

كوخافي
كوخافي

يجري رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، اليوم الإثنين، أول زيارة رسمية له إلى المملكة المغربية، حيث يلتقي قيادة المؤسسة الأمنية ويبحث التعاون الاستخباري بين الدولتين.

الزيارة وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بالتاريخية، إذ إنها أول زيارة لرئيس الأركان الإسرائيلي إلى المغرب. ويرافق "كوخافي"، خلال الزيارة، كل من رئيس قسم التعاون الدولي في الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، ورئيس قسم أبحاث الاستخبارات أميت سار، وستستغرق زيارة كوخافي للمغرب مدة ثلاثة أيام.

 أعادت إسرائيل والمغرب العلاقات الدبلوماسية بينهما في ديسمبر 2020 كجزء من عملية التطبيع بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية، بدعم من الإدارة الأمريكية السابقة. منذ ذلك الحين، استمر التقارب بين البلدين بوتيرة ثابتة، وسبق لخمسة وزراء إسرائيليين زيارة المغرب هم: وزير الدفاع بيني غانتس، ووزير الخارجية يائير لبيد، ووزيرة العلوم والتكنولوجيا أورويت فركش كوهين، ووزيرة الاقتصاد والصناعة أورنا باربيفاي، ووزيرة الداخلية إيليت شاكيد.

خطوة أمريكية 

ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية إن الزيارة تأتي أيضا ضممن توجه أمريكي لتعزيز التعاون الأمني والعسكري الإقليمي بين الدول التي شاركت في قمة النقب جنوب إسرائيلي ومن بينها المغرب. فيما تأتي الزيارة بعد جلسة أمنية بين كوخافي وبايدن بمشاركة كبار المسئولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، وذلك في جولته بمنطقة منظومات الدفاع الجوية متعددة الطبقات لاعتراض الصواريخ، التي نشرتها وزارة الأمن في المطار استعدادًا للزيارة. قبل توجهه إلى الرباط استقبل "كوخافي"، أمس الأحد، قائد القيادة الأمريكية المركزية "سنتكوم" الجنرال مايكل كوريلا في تل أبيب.

فزيارة "كوخافي" إلى المغرب تأتي أيضا ضمن المساعي الأمريكية لتعزيز التعاون الأمني والعسكري الإقليمي في الإقليم ولاسيما بين إسرائيل والدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام والمشاركين في قمة النقب، إضافة إلى عدد من الدول العربية التي شاركت في المناورات العسكرية بين دول عربية إفريقية والولايات المتحدة. 

تعاون عسكري

يمكن اعتبار الزيارة خطوة في إطار توثيق التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري بين المغرب وإسرائيل. في مارس الماضي، قام وفد من الجيش الإسرائيلي بأول زيارة رسمية إلى المغرب منذ تطبيع العلاقات الثنائية، أسفرت عن توقيع اتفاق تعاون عسكري يتعلّق خصوصاً بتشكيل لجنة عسكرية مشتركة.

وفي موازاة البعثة العسكرية، قام قادة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وهي أول مجموعة صناعة طيران إسرائيلية عامة "مدنية وعسكرية"، بزيارة غير مسبوقة إلى الرباط. ووقعت وزارة الصناعة المغربية وصناعة الفضاء الإسرائيلية، اتفاقية شراكة في مجال صناعة الطيران المدني، ومن المتوقع أن تسفر الزيارة الحالية عن اتفاقات مشابهة.

معبر اللنبي

لعبت المغرب دورًا كبيرًا في قضية فتح معبر اللنبي بين إسرائيل والأردن بصورة متواصلة، وكانت وزيرة المواصلات والنقل الإسرائيلية، ميراف ميخائيلي وطاقمها، على اتصال بجهات أمريكية ومغربية وفلسطينية من أجل العمل على ذلك.

 وبحسب موقع "القناة السابعة"، تم الدفع بهذه الخطوة بشكل أكبر في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومن المتوقع أن تتحقق بمجرد أن تنضج الظروف اللوجستية، بما في ذلك توظيف القوى العاملة المطلوبة، فالدور المغربي في القضية يشير بوضوح إلى رغبة الرباط في القيام بدور في الملف الإسرائيلي الفلسطيني خلال الفترة المقبلة.

 توتر مع الجزائر

تأتي هذه الزيارات في ظلّ توترات حادّة بين المغرب والجزائر، لا سيما فيما يتعلق بمسألة إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه.

والصحراء الغربية التي يدور حولها نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، تصنّفها الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتّعة بالحكم الذاتي". حيث من المتوقع أن يلتقي كبار مسئولي المؤسسة الأمنية المغربية. 

وكان اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمغرب برعاية الرئيس الأمريكي السابق ترامب قد تضمن موافقة أمريكية على السيادة المغربية على الصحراء الغربية محل النزاع. ولكن منذ تولي بايدن الحكم، لم تتخذ الإدارة في البيت الأبيض أي خطوات لدعم هذه الخطوة بل أرجأتها إلى الأمم المتحدة.