رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلم جديد.. خبراء: العالم فى انتظار مصر لإمداده بالطاقة المتجددة حفاظًا على البيئة

الطاقة المتجددة
الطاقة المتجددة

«مصر فى مقدمة الدول العربية، التى تمتلك إمكانيات رياح هائلة، تؤهلها لرفع طموحاتها فى مجال الطاقة المتجددة، والتوافق مع مسارات خفض الكربون».. بهذه العبارة وصف مجلس طاقة الرياح العالمى ما تمتلكه مصر من قدرات فى مجال إنتاج الطاقة من الرياح.

وذكر تقرير صادر عن المجلس أن «مصر لها تاريخ طويل فى التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الرياح»، مرجعًا ذلك إلى موقعها الجغرافى على البحر الأبيض المتوسط، وقربها من أوروبا.

وحسب ما أعلنته الحكومة أكثر من مرة، تستهدف مصر وصول نسبة الطاقة المتجددة فى توليد الكهرباء إلى ٤٢٪ بحلول ٢٠٣٥، بواقع ١٤٪ كهرباء مستمدة من طاقة الرياح، و٢١٪ من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية المركزة.

ورأى تقرير مجلس طاقة الرياح العالمى أن مصر لديها إمكانيات أكبر بكثير من هذه المستهدفات، مستشهدًا بتقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، الذى قال إن مصر يمكنها توليد نحو ٥٣٪ من الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة بحلول ٢٠٣٠.

فى السطور التالية، نتعرف تفصيلًا من خلال خبراء الطاقة على ما وصلت إليه مصر فى مجال طاقة الرياح، ومستقبلها المتوقع فى ظل المشروعات، التى تم تنفيذها فى هذا المجال.

مجدى علام: مهمة لما نمتلكه من مساحات صحراوية ضخمة

قال الدكتور مجدى علام، الخبير الدولى فى شئون البيئة، إن الدولة تسعى لزيادة قيمة الطاقة المتجددة المستخدمة إلى ٤٥٪ من إجمالى الطاقة بحلول عام ٢٠٥٠، ضمن خطة شاملة للتحول التدريجى من مصادر الطاقة الملوثة للبيئة، مثل الفحم والمازوت والبنزين والوقود، إلى مصادر الطاقة النظيفة، ومن بينها طاقة الرياح والشمس والمساقط المائية والبيوجاز، وفقًا لما كشفه الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة. وأضاف «علام»: «بالنظر إلى الخطوات العملية التى تنتهجها مصر فى سبيل هذا التحول، والنتائج الإيجابية الهائلة التى وصلت إليها بالفعل فى هذا المجال، وما زالت تقطع أشواطًا فى الطريق ذاته، أرى أنه بإمكاننا الوصول إلى رقم أكبر مما ذكره الوزير بحلول ٢٠٥٠». وأضاف: «مصر كما استطاعت استخدام الطاقة الكهربائية كبديل للوقود الملوث فى قطاع النقل، عن طريق توفير السيارات الكهربائية صديقة البيئة، فهى تستطيع أيضًا استغلال طاقة الرياح كمصدر من مصادر توفير الكهرباء، خاصة مع توافر مساحات صحراوية كبيرة بها».

عبدالجواد أبوكب: إنتاج 580 ميجاوات فى مزرعة «جبل الزيت» 

أكد الكاتب الصحفى عبدالجواد أبوكب، رئيس أمناء الشبكة المصرية للبيئة والمناخ، المتحدث السابق باسم وزارة البيئة، أن مصر اتخذت خطوات جادة فى مجال إنتاج الطاقة من الرياح، تجلت فى إقامة العديد من المشروعات بهذا المجال، مثل مزرعة «جبل الزيت» فى البحر الأحمر، التى تعد واحدة من كبرى محطات إنتاج الكهرباء من الرياح فى العالم، وتبلغ قدرتها الإجمالية ٥٨٠ ميجاوات، بتكلفة إنشاء بلغت حوالى ١٢ مليار جنيه.

وأضاف «أبوكب»: «مصر تتمتع بقدرات هائلة فى إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة، التى تشمل طاقتى الرياح والشمسية بشكل أساسى، ويمكن من خلالها توليد قرابة ٩٠ جيجاوات».

وأشار إلى تخصيص الدولة أكثر من ٧٦٠٠ كم مربع من الأراضى غير المستغلة لتنفيذ مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يمثل مستقبلًا أكثر تميزًا للتوسع فى إنتاج هذه النوعية من الطاقة.

صالح عزب: واحدة من أعظم مشروعات العصر الحديث

شدد صالح عزب، مستشار وزير البيئة الأسبق، على أهمية المضى قُدمًا فى استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وعلى رأسها محطات إنتاج الكهرباء من الرياح، واصفًا إياها بأنها من أهم المشروعات فى العصر الحديث.

وقال «عزب» إن رؤية مصر ٢٠٣٠ تتضمن خفض استخدام الطاقة غير المتجددة الملوثة للبيئة، بما يحفظ حق الأجيال المقبلة فى الحصول على طاقة نظيفة، والتمتع بمجتمع أكثر أمنًا من الناحية الصحية. وأضاف: «الاتجاه إلى استخدام طاقة الرياح يقلل من الاعتماد على البترول وغيره من الطاقات غير المتجددة، بما تمثله تلك الطاقات من أعباء اقتصادية على الدول، خاصة مع الأزمات المالية الحالية، التى يمر بها العالم أجمع، وما يواجهه من عدم استيعاب مصادر الطاقة المعتادة احتياجات الشعوب».

وكشف عن أنه من بين أكبر مشروعات مصر فى استخدام طاقة الرياح لإنتاج الطاقة، مشروع محطة رياح «الزعفرانة» على طريق الغردقة.

عماد الدين عادلى: المجتمع الدولى غيّر نظرته بعد المشروعات العملاقة

أشاد عماد الدين عدلى، خبير البيئة والتنمية المستدامة، بخطوات مصر نحو الطاقة النظيفة وبخاصة محطات الرياح لتوزيع وإنتاج الطاقة بشكل متجدد، مشيرًا إلى أن مصر تعاونت مع ألمانيا وعدد من الدول الأخرى، مثل اليابان وإسبانيا، فى مشروع مزرعة رياح الزعفرانة بسعة «٥٤٥ ميجاوات»، الذى يعد واحدًا من أهم المشاريع فى مجال طاقة الرياح.

وأوضح «عدلى» أن مزرعة رياح الزعفرانة تضم ٧٠٠ توربينة لإنتاج الطاقة المتجددة، مضيفًا: بالنسبة لمشروع مزرعة رياح جبل الزيت فإن سعته «٥٨٠ ميجاوات».

وأشار إلى أن هذا المشروع تمت تجزئته على أكثر من مرحلة لضخامته وبناؤه على أعلى مستوى، وافتتحه الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسى عام ٢٠١٨. وأضاف أن العالم غيّر نظرته إلى مصر بعد اهتمام الدولة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإنشاء محطات توليد الطاقة، ومنها طاقة الرياح، موضحًا أن المشاريع التى أنشأتها مصر كان لها أثر واضح فى تحقيق العديد من المزايا، ومنها الحد من انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون السام، الذى يعانى منه العالم، وبالتالى الحد من الاحتباس الحرارى.