رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون لـ«الدستور»: جولة بايدن حملت رسائل.. وقمة جدة تدشن مرحلة جديدة

قمة جدة
قمة جدة

أكد سياسيون وخبراء أن جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط التي استمرت 4 أيام جاءت في وقت عصيب يمر به العالم، وأيضا في ظل أزمات داخلية تواجه الولايات المتحدة بسبب الحرب الأوكرانية.

وفي هذا الإطار تحدثت «الدستور» إلى سياسيين وخبراء مصريين وعرب وأمريكيين لتسليط الضوء على هذا التحول المهم:

 

السفير رخا أحمد: زيارة بايدن حملت أهدافا عدة

بداية قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ان زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للشرق الأوسط لها عدة أهداف منها ردع إيران والتحالف ودعم اسرائيل، أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد بايدن على حل اقامة الدولتين ولكنه قال انه أمر صعب في الوقت الراهن. 

واعتبر رخا أن حكومة بايدن نجحت في تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، حيث وافقت المملكة على عبور الطيران الإسرائيلي الأجواء السعودية، مشيرا إلى أن بايدن كان يريد جمع الشركاء والدول العربية من أجل دعم واشنطن فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ولكن الدول العربية موقفها محايد.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الأضرار الاقتصادية إبان العملية العسكرية الروسية على واشنطن، كبيرة للغاية كما أن العقوبات الامريكية نفسها التي فرضتها على روسيا أضرت واشنطن والعالم، مما دفع بايدن للتوجه إلى السعودية للمطالبة بزيادة انتاج النفط من اجل تخفيف ارتفاع الأسعار عالميا.

وأكد أن الداخل الأمريكي به الكثير من الضغوط الآن، حيث التضخم والأضرار الاقتصادية الكبيرة، فضلا عن اقتراب انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس.

وحول مخرجات قمة جدة للأمن والتنمية، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ان واشنطن لديها مصالح مشتركة مع العرب، تسعى لتحقيقها.

وأشار رخا إلى أن لقاء بايدن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تناول قضايا مهمة وعلى رأسها ملف سد النهضة ودعم واشنطن للقاهرة للوصول لاتفاق ملزم وقانوني بشأن سد النهضة، كما أن مصر وواشنطن بينهما علاقات مهمة وخبرتهما وتعاونهما كبير في مجال مكافحة الارهاب.

كما تم التطرق في الحوار بين الرئيس السيسي وبايدن بحسب «رخا» إلى الحريات العامة وحقوق الإنسان، حيث تم الإفراج بالفعل عن عدد كبير من المسجونين في إطار مبادرة الحوار الوطني، كما تم التطرق للازمة الليبية التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر.

وتوقع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، زيادة التعاون في مختلف المجالات بين واشنطن والدول العربية بشكل كبير، لاسيما وان الدور العالمي لواشنطن تضاءل تماما منذ حرب العراق.

الصواف: مأزق بايدن دفعه للجوء للدول العربية

ومن جانبه، قال محمد خلفان الصواف، المحلل السياسي الإماراتي، إن زيارة بايدن جاءت على خلفية ورطة الرئيس الأمريكي الذي وضع نفسه في مأزق إقليمي من خلال اتباع سياسات يحاول من خلالها التقليل من أهمية المنطقة في السياسة الأمريكية سواء من خلال الانسحاب من أفغانستان أو السعي الحثيث نحو توقيع الاتفاقية النووية مع إيران دون وضع في الاعتبار مواقف الدول الرئيسية في المنطقة. 

أما المأزق الدولي بحسب «الصواف»، فكان ترك الفرصة المنافسين الدوليين وهما روسيا والصين لتعبئة الفراغ الاستراتيجي في المنطقة وبالتالي الاستفادة من أخطاء السياسات الأمريكية ومنها توريط أوكرانيا في حرب مع روسيا لم يعد أحد باستطاعتها توقع مصيرها.

واعتبر المحلل الإماراتي أن البيان الختامي لقمة جدة، يمكن فهمه أنه لم يخرج عما هو ما كان متوقعاً فجاء بيان تقليدي وركز على الملف الاقتصادي ودعم مسألة الطاقة الدولية كما أن البيان كان تقليديا في الملفات التي تناولها وهذا دليل أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يخرج بنتائج حقيقية وهذا ناتج من كونه لم يقدم ما يستحق من مبادرات لإقناع دول المنطقة.

 

مايكل مورجان: رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط كانت حاسمة 

فيما قال المحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان، إن رحلة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط كانت حاسمة للغاية.

وأشار مورجان إلى أنه على الرغم من أن الرئيس بايدن قد نفى مرارًا وتكرارًا أي لقاء محتمل مع ولي العهد في المملكة العربية السعودية قبل سفره، إلا أنه من الواضح أن معظم اجتماعاته، إن لم يكن كلها، شملت ولي العهد بما في ذلك لقاء ثنائي مع ولي العهد.

وأشار المحلل الأمريكي، إلى أن نقص الغاز ومعدلات التضخم المرتفعة دفعا الإدارة الامريكية إلى تغيير موقفها من التعامل مع السعودية، ومن الواضح أيضًا أن ولي العهد قد حصل على مكاسب سياسية هائلة من خلال هذه الزيارة التي قامت بها الإدارة ومن الممكن ان نعتبر ان زيارة بايدن كانت الأكثر أهمية لولي العهد محمد بن سلمان وبشكل عام، هناك الكثير مخفي لهذه الزيارة أكثر مما نراه.

 

عمر سيف قايد: نتائج قمة جدة أثبتت نجاحها

من جهته اعتبر الإعلامي والمحلل السعودي عمر سيف قايد، أن نتائج قمة جدة أثبتت نجاحها بسبب حضور العديد من القادة ومن بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الامريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي وغيرهم. 

وأضاف سيف قايد، أن من أبرز نتائج تلك القمة هي تأكيد شراكتهم التاريخية وتعزيز التعاون بين الدول وبعضها، والتجديد للتكامل الاقليمي المشترك، والوحدة العربية المتكاملة.

وأوضح قايد أن القادة رحبوا بأهمية وجود الرئيس الامريكي جو بايدن في المملكة العربية السعودية وشراكة الولايات المتحدة الامريكية الاستراتيجية الممتدة لعقود مع الشرق الاوسط والتزام واشنطن الدائم لشركائها وادراكها للدور المركزي في المنطقة، لربط المحيطين الهندي والهادي واوروبا وافريقيا. 

وأشار المحلل السعودي، إلى أن القادة العرب في قمة جدة أكدوا رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام وما يتطلبه ذلك من أهمية تدابير لازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها وتطوير سبل التعاون دوليها والتصدي المشترك للتحديات والالتزام بقواعد حسن الجوار. 

فيما جدد الرئيس بايدن بحسب قايد اثناء القمة على الالتزام الدائم والشامل لتحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، كما أكد القادة العرب ضرورة التواصل لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددين على أهمية المبادرة العربية ودعم الاقتصاد الفلسطيني. 

 

طارق فهمي: قمة جدة منهاج عمل لمسار العلاقات

ومن جانبه، أكد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، أن قمة جدة كانت جيدة وناجحة وقدمت فيها الدول العربية الكثير من القواسم المشتركة التي تخص التحديات والمخاطر، وأكدت على الأمن القومي وأنه جزء لا يتجزأ، كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم الإشارة فيها إلى التهديدات والمبادئ الخامسة لإدارة العلاقات العربية الأمريكية. 

وأوضح أن كلمة الرئيس السيسي كانت شاملة ومنضبطة، في مصطلحاتها والفاظها، وأكدت ثوابت الحركة المصرية في محيطها الإقليمي والدولي، كما شملت الكلمة الحقائق المتكاملة في المنطقة. 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن القمة شملت مكافحة الإرهاب والتحديات الاقتصادية في المنطقة والأمن القومي، لافتاً إلى أن كلمة السيسي هي الأشمل في نقاطها وسياقتها وفي الطرح الذي طرحه بالتأكيد على حسن تعامل دول الجوار ومنع التدخلات والقواسم المائية وغيرها. 

ويري فهمي أن كلمة الرئيس السيسي تصلح أن تكون منهاج عمل لمسار العلاقات العربية والأمريكية، مشيرا إلى أنها لا تختلف عن تصريحات القادة العرب إلا أنها كلمة تشمل الحقائق والمبادرات التي يتم من خلالها بناء علاقات متوازنة. 

عباس الجبوري: عودة طبيعية للعراق 

ومن جانبه، قال عباس الجبوري المحلل السياسي العراقي، إن قمة جدة لها أبعاد كثيرة في ظل التحديات التي تواجها المنطقة، مشيرا إلى أن العراق منذ أكثر من 20 عام انقطع عن الإقليم بسبب الارهاب في البلاد والتحديات التي تواجهها، مشيرا إلى أن عودة العراق للمحيط العربي والإقليمي باعتباره منبع استراتيجي ومؤسس عامل وله دور كبير في صناعة الرأي، من خلال المشاركة في العديد من القمم ومن بينها قمة جدة. 

 وأشار الجبوري إلى أن القمة ومن قبلها العديد من اللقاءات ساعدت في عودة وتعزيز العلاقات السعودية العراقية، لافتاً الي أن قمة جدة نجحت بالقادة العرب الذين شاركوا فيها. 

وأوضح الجبوري أن حضور بايدن كان له دور كبير، مع القادة العرب وعلى رأسهم الرئيس السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي، وقادة الخليج. 

 

علي التميمي: قمة جدة تحول إيجابي 

فيما أشار المحلل السياسي والقانوني العراقي علي التميمي، إلى أن قمة جدة قمة هامة عالمياً وعربياً، ومشاركة الدول العربية بها أمر مهم جدا لان الدول العربية تحولت الي صانعة قرار وباتت تمتلك قرارها، وهذا تحول ايجابي كبير بالنسبة للدول العربية على النطاق الدولي. 

وأضاف أن الدول العربية تتميز بحجمها الطبيعي الكبير من حيث الموارد البشرية والطبيعية من حيث الاقتصاد والتنمية والإعمار والاستثمار. 

واعتبر المحلل السياسي العراقي أن مشاركة العراق في هذه القمة من النقاط الهامة، خصوصاً فيما يتعلق بالطاقة وايضاً مكافحة الارهاب، كما مثلت القمة تعزيزا مهما للتعاون بين السعودية والعراق.