رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

«24 شحرورًا».. قصة أجاثا كريستى عن الطبيب والخال والتوت الأسود

أجاثا كريستى
أجاثا كريستى

"أربعة وعشرون شحرورًا".. هى واحدة من القصص الممتعة للكاتبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستى، والتى تحدثت فيها عن الجشع الذي يدفع إلى ارتكاب الجريمة، غير أن أجاثا كريستى فى هذه القصة لم تحير القارئ كثيرًا، بل فكت اللغز بطريقة سهلة وبسيطة. 
تفاصيل القصة 
كالعادة كان البطل هو المحقق العجوز بوارو الذى دخل أحد المطاعم الإنجليزية بصحبة صديقه السيد بولينغتون ودار الحوار حول الحديث عن الطعام والجريمة. حيث اتهم بولينغتون صاحبه أنه يبحث عن الجريمة قبل حدوثها، وهذا الأمر لا يتسق مع العقل، لفت انتباه المحقق بوارو وجود الرجل العتيق الذى يأكل شطائر التوت البرى الأسود بنهم، فسأل عنه  النادلة "مولى"  فقالت هذا الرجل اعتاد أن يأتى إلى المطعم  يومى الثلاثاء والخميس من كل أسبوع، غير أنه أتى اليوم الإثنين، فسألها بوارو عن اسمه فقالت لا نعرف اسمه أو عنوانه  لذا نلقبه بالرجل العتيق. 
انتهت الجلسة وبعد يومين تقابل الصديقان فقال بولينغتون لصاحبه إن العجوز لم يحضر الثلاثاء ولا الخميس يبدو أنه مات. 
فتش بوارو فى صفحة الوفيات فوجد صورة الرجل وعرف أنه يدعى جاكوزين،  فتوجه إلى الطبيب الشرعى فسأله عنه فقال سقط الرجل فى شقته من الدرج، فمات ولم يعلم به أحد حتى كسر جيرانه الباب بعد يومين من وفاته، فسأله المحقق هل كانت أسنانه نظيفة؟ فقال الطبيب نعم، ثم سأله هل كان فى معدته فطائر التوت الأسود؟ فقال الطبيب لا . ثم سأل المحقق عن أقاربه فقال له الطبيب لديه ابن أخت يدعى جورج وهو طبيب. وكان له أخ توأم مات فى نفس اليوم وكان متزوجًا من امرأة غنية ماتت وتركت له تركة كبيرة، كما ذكر الطبيب أن شقيق جاكوزين ليس له أبناء. 
توجه المحقق إلى جورج ابن أخت جاكوزين، ثم خرج من عنده وهو على يقين بأنه قتل خاله رغم أن التحقيقات قالت إنه كان فى البار وقت وفاة خاله. 
نهاية القصة 
سأل بولينغتون صاحبه: لماذا أنت متاكد أن جورج هو الذى دفع خاله من الدرج؟ فقال بوارو:  علم ابن الأخت بوفاة خاله الذى يملك ثروة كبيرة والتى ستؤول إلى شقيقه جاكوزين، الذى قد يعمر لسنوات أخرى، فقتله حتى تؤول الثروة إليه من بعده، فتنكر فى ملابس خاله ودخل المطعم وأكل شطائر التوت الأسود التى لا يأكلها خاله، وذهب فى يوم مغاير لليوم الذى يذهب فيه جاكوزين، ثم توجه إلى البار لينفى عن نفسه التهمة. لذا كانت أسنان جاكوزين بيضاء ومعدته فارغة من التوت الأسود. 

أما اسم القصة أربعة وعشرون شحرورًا، كان اسمًا مجازيًا له علاقه بالتمويه، ويبدو أنه مرتبط بمثل إنجليزى لم تذكره الكاتبة فى قصتها. 
الهدف من القصة 
أرادت أجاثا كريستى أن تقول إن الميراث يدفع أصحاب القلوب المريضة إلى ارتكاب الجرائم.