رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حققت «حياة كريمة» المعنى الحقيقي للجملة الأشهر «العيد فرحة»؟

مساعدات حياة كريمة
مساعدات حياة كريمة

كما اعتادت مبادرة "حياة كريمة" مشاركة المواطنين البسطاء حمول حياتهم اليومية والطارئة للتخفيف عليهم من آلامها وجعل حياتهم كريمة كمسماها، اعتادت المبادرة كذلك على مشاركتهم أوقات الأفراح والأعياد في محاولة لمنحهم ما يستحقونه من نصيب الفرحة بتلك المناسبات، وهذا ما عاشه الآلاف من المواطنين بفعل المبادرة قبيل حلول عيد الأضحى المبارك الذي انقضى منذ عدة أيام قليلة.

إذ أنه ما بين كراتين مواد غذائية وكميات من اللحوم استطاعت "حياة كريمة" إضفاء بهجة العيد على العديد من الأسر المصرية الأكثر احتياجًا.

تواصلت "الدستور" مع عدد من الأسر التي منحتها المبادرة المعنى الحقيقي للعيد.

 

أحمد: كم مر علينا العيد دون الشعور به تغير الوضع بفضل حياة كريمة

أحمد محمود عامل نظافة في محافظة أسيوط قال: "أجمع القمامة من المنازل ورزقي يومي والحياة صعبة على عائلتي المكونة من 6 أفراد زوجتي وأنا و4 أبناء الذين تزداد طلباتهم يومًا بعد يوم.

وتابع محمود بقوله أنه أمام تلك الظروف كان يخشى من أن يأتيه العيد دون أن يتمكن من إطعام أسرته شيئًا من اللحم فهو لا يقدر على دفع ثمنها كما أن لديه من عزة النفس ما يمنعه من مسائلة الناس لإعطاؤه إياها، مضيفًا أنه كم من أعياد مرت عليه وعلى أسرته دون الشعور بأجواء العيد نتيجة قلة ذات اليد، "كنا بنقعد كل سنة أنا ومراتي  نفكر حانقول لولادنا إحنا ما بناكلش لحم ليه زي الناس في العيد؟".

وأضاف: "ظل الحال كما هو عليه إلى أن تصادفت رؤيتي لسيارات مبادرة حياة كريمة في أحد الأيام بقريتنا ودار نقاش بيني وبين أحد متطوعيها، إلى أن سألني عن مكان سكني وعنواني وحالتي المادية وبعدها سجل اسمي وعنواني وطلب مني صورة من بطاقتي الشخصية ووعدني بتوفير لحوم العيد.

واستكمل العامل: "لا أنكر شكي بالبداية في جدّية حديث المتطوع وشكي في المبادرة بشكل عام إذ أنني لم يسبق لي التعامل معها بشكل مباشر كما أن هناك الكثير من المؤسسات الخيرية التي تعد ولا تفي، ولكن الحقيقة جاءت مغايرة تمامًا إذ لم يتعد الأمر أكثر من أسبوع واحد وجاءت قافلة مبادرة حياة كريمة في زيارة ميدانية مكونة من 3 متطوعين للتأكد من عنواني وسلمت أسرتي "كارتونة"بها مواد غذائية تموينية مثل الزيت والأرز والسكر بالإضافة إلى كيلو ونصف من اللحم .

وتابع: "الأمر تم بمنتهى الرقي والهدوء ودون إجراءات معقدة، موضحًا أن زوجته وأبناؤه هم من اسقبلوا كارتونة حياة كريمة لكونه كان بالعمل حينما أتى فريق المبادرة لمنزلهما، ولم يطالبهما أعضاء الفريق بدفع أي من المبالغ، مؤكدًا أن هذا الأمر جعله هو وأسرته ينتظرا قدوم العيد بفارغ الصبر، فهاهم قد استعدوا له بتوافر اللحم والمواد الغذائية، وذلك بفضل مبادرة حياة كريمة.

 

منتصر: حياة كريمة فاجأتني مرتين

 

منتصر عبد الجواد فني صيانة في أحد المصانع في محافظة أسيوط أشاد بمبادرة حياة كريمة “للدستور”: قائلًا: تعلمت صيانة ماكينات الخياطة منذ الصغر وعملت في إحدى المصانع الصغيرة بجوار المنزل وأسكن في غرفة صغيرة مع زوجتي وأولادي وكنت لا أتوقع الحصول على لحم في العيد فأنا بالكاد أحصل على قوت يومي فكيف لي إذن أن أوفر لأسرتي لحم، وهي التي سعر الكيلو الواحد منها يعادل قوت يومنا لمدة  ثلاث أيام من الوجبات البسيطة التي نعيش عليها ويمكننا شراؤها.

وتابع أنه منذ أيام قليلة فوجئ بزوجته تخبره وكانت تغمرها السعادة بأنها سجلت  في مبادرة حياة كريمة، بعد أن أكد لها جيرانهم أن المبادرة توزع كراتين مواد غذائية على المحتاجين بمناسبة عيد الأضحى، وتفعل ذلك بسرعة ودون إجراءات معقدة، ما على الأسرة المحتاجة إلا التسجيل فقط.

أضاف أنه ما كادت أيام قليلة حتى طرق أبواب غرفتهم الصغيرة فريق "حياة كريمة" لتقديم كرتونة المواد الغذائية لهم، وكانت تحتوي على كمية مناسبة من اللحم، الذي اضطروا أن يخزنوه عند جيرانهم نظرًا لعدم وجود ثلاجة لديهم بغرفتهم الصغيرة.

وفي مفاجأة لم تكن متوقعة أكمل منتصر حديثه موضحًا أن مبادرة حياة كريمة لم تكتفي بهذا الأمر بل عندما علم أعضاء الفريق بعدم وجود ثلاجة لدى أسرته فوجئ بطرق فريق المبادرة باب غرفته الصغيرة مرة أخرى في اليوم التالي، ولكن معهم هذه المرة ثلاجة جديدة من أجل تخزين اللحم وكافة طعامهم ،ليسارع أبناؤه -حسب ما وصف- بالذهاب إلى جيرانهم وأخذ اللحم لوضعها في ثلاجتهم الجديدة، في لحظة من دموع عبد الجواد وزوجته فرحًا بما قدمته لهم مبادرة حياة كريمة.

كما كان وراء هذه الملحمة التي قامت بها المبادرة  العديد من أبطال الخير الذين تركوا أسرهم بأيام العيد وبالساعات الأولى منه لتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر، تواصلت "الدستور" مع بعضهم.


 

مسئول صناع الخير بالبحيرة: انتظر رؤية فرحة البسطاء بلحوم العيد  

أوضح مسئول مبادرة "صناع الخير" بمحافظة البحيرة "أحمد علي" في حواره "للدستور" أن هذه هي السنة الأولى للمبادرة في القيام بتوزيع أضاحي العيد مؤكدًا أن هذا النشاط يتم تحت مظلة مبادرة "حياه كريمة"، وتابع أن ذلك جاء نتيجة مطالبة الكثير من المتبرعين بهذا الأمر للتخفيف عن الأسر الفقيرة ولتمكينهم من تناول اللحوم خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعارها.      

وأضاف أحمد أن المبادرة ستتعاون مع كبرى الجمعيات الخيرية والموثوق فيها لحصر عدد الأسر الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أن عملية الذبح ستتم داخل مقار هذه الجمعيات صباحًا بعد صلاة العيد مباشرة إلى آخر أيام التشريق طبقًا للشريعة الإسلامية، كما أن عمليات الذبح والتقسيم والتوزيع جميعها ستتم تحت إشراف أعضاء فريق المبادرة.

وتابع أن فريق محافظة البحيرة مكون من 3 أفراد،  ومن المقرر أن يخرج من  الساعة الخامسة صباحًا أول أيام العيد لحضور ذبح وتقسيم الأضاحي، ثم يطرق أبواب منازل الأسر المحدد لها لتوزيع اللحوم عليهم.

أكد محمد أن شعوره بفرحة المواطنين أثناء تقديم المساعدات لهم شعور لا يوصف فهو قد جربه من قبل وأدمنه لاشتراكه في كثير من الأعمال الخيرية منذ سنوات عديدة، موضحًا أن هذا العام الأمر يختلف إذ أن سعادته برؤيته للبسطاء يحصلون على اللحم الذين يكادون لا يعرفون له طعم منذ سنوات بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة لا مثيل لها من سعادة، مُشيرًا إلى أن الأسر التي قدمت لهم المساعدات بتقديم لحوم الأضاحي، هي الأسر الأكثر احتياجًا وعوزًا.

 

مسئول صناع الخير في الفيوم: "مبسوط إني سيبت أسرتي أول يوم العيد وعملت خير"

"مبسوط إني سيبت أسرتي أول يوم العيد وعملت عمل خير" كلمات محمود محرم مسئول مبادرة صناع الخير بمحافظة الفيوم موضحًا أنه خرج هو والفريق المصاحب له إلى منازل البسطاء منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك لتوزيع اللحوم عليها واستمر التوزيع إلى ثالث أيام العيد.

تابع محمود أن عملية اختيار المبادرة للأضاحي وكذلك عمليات الذبح والتقسيم جاءت  تحت إشراف مجموعة من أكفأ الأطباء البيطريين، وذلك لضمان صحة اللحوم الموزعة، مؤكدًا أنه تم الاستعانة بالجمعيات الخيرية ذات الثقة في كل قرية، وذلك لدراياتها بقائمة المواطنين الأكثر احتياجًا، وكذا لمعرفتها بقواعد عملية ذبح الأضاحي وتوزيعها.

وأشار إلى أن أعضاء فريق المبادرة وزعوا كميات من اللحوم تناسب عدد أفراد كل أسرة، وتناسب احتياجها لذا فإن كميتها اختلفت من أسرة لأخرى، لافتًا إلى أن المبادرة وزعت مايقرب من طن لحم على آهالي المحافظة.

أكد عبد الجواد أن خطوة مبادرة صناع الخير بالقيام بتوزيع لحوم الأضاحي هذا العام على الفقراء والمحتاجين، جاءت في الوقت الذي انخفضت فيه أعداد الجمعيات الخيرية بما تقدمه من مساعدات دائمة وأخرى في المواسم المختلفة، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وعلى رأسها  اللحوم.

وأضاف مسئول مبادرة صناع الخير بمحافظة الفيوم موضحًا أن خروجه بأيام العيد وتركه أسرته لقضاء وقت طويل في توزيع المساعدات على أهل محافظته أمر لم يزعجه على الإطلاق، كما أنه لم يزعج أسرته بل أن بعضهم طالبه بمشاركته في هذا العمل الخيري.