رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري رحيله..

تعرف على القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وديره الأثرى بأخميم

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكري رحيل القديس العظيم الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين، وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إن للأنبا شنودة مكانة هامة ومتميزة في التراث القبطي، فهو من جهة يلقب بـ«عميد الأدب القبطي»، أما لقبه الأشهر فهو «رئيس المتوحدين».

إذ تذكر سيرته الذاتية أنه كان وهو طفل صغير يواظب على الصلوات والأصوام وعمل الرحمة مع الفقراء، ولد حوالي عام 333 في مدينة أخميم، واشتهر منذ طفولته بمحبة الصلاة، فأوفده والده إلى خاله الأنبا بيجول، فتولاه بالرعاية حتى ألبسه لباس الرهبنة، وبعد وفاة خاله تولى رئاسة الدير الأبيض الذي توسع في عهده توسعًا كبيرًا، وكان ذلك حوالي عام 388م.

وترك سلسلة مؤلفات وعظات قيمة حتى قال عنه المؤرخ الإنجليزي «ورل»: إن الأنبا شنودة هو أعجب شخصية أخرجها القبط في أي عصر من عصورهم الطويلة، وبأنه مؤسس المسيحية القبطية، ولقد توفي الأنبا شنودة 451م؛ أي أنه عاش حوالي 118 عامًا تقريبًا.

أما عن مدينة أخميم فهي المقاطعة الدينية التاسعة في العصر الفرعوني، ولقد اشتهرت بآثارها الفرعونية الكثيرة، واشتهرت أيضا بأديرتها ومساجدها الأثرية الكثيرة، كذلك أيضا يوجد في اللغة القبطية اللهجة الأخميمية. 

أما ديره الأثري بأخميم فهو يقع غرب محافظة سوهاج، ويبعد حوالي 6 كم عن المحافظة، وتستغرق المسافة بين المحافظة والدير حوالي نصف ساعة بالسيارة، ولقد لقب بالدير الأبيض لأنه بني بالطوب الأبيض، وتمييزًا له عن دير آخر بالقرب منه يعرف بالدير الأحمر.. والدير يقع على أطلال مدينة فرعونية تعرف بـ«مدينة أدريبا»، ولقد بني الدير على أطلال معبد فرعوني قديم، وتذكر المصادر التاريخية أن هذا الدير أنشئ في القرن الرابع الميلادي على يد مجموعة من الرهبان الباخوميين، أي تلاميذ القديس الأنبا باخومويس أب الشركة وأتباع رهبنته.

ولقد ذكرت بعض المصادر التاريخية أن الملكة هيلانة، أم الملك قسطنطين الكبير (323- 337) قد ساهمت في بناء الدير، وعندما تسلم الأنبا شنودة رئاسة الدير من خاله الأنبا بيجول عام 383م، اهتم بتوسيع المباني الخاصة بالرهبان، كما أسس كنيسة الدير الكبري حوالي عام 441م تقريبًا.

أما عن الاكتشافات الحديثة بالدير الأبيض فلقد قام المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي ببعض الحفائر في المنطقة، ولقد كشفت هذه الحفائر عن أساسات لقلالي رهبان من الطوب الأحمر تحتوي كل واحدة منها على جزءين يقيم في كل جزء أحد الرهبان، كما تم الكشف عن أساسات قاعات اجتماعية وأخرى كعنابر للمرضى، كما كشفت الحفائر عن مصبغة للأقماش ومطبخ وبقايا أفران ومخازن للمؤن وبئر أثرية وشبكة من أنابيب الفخار؛ لنقل المياه على مستويات مختلفة ولمسافات بعيدة، كما كشفت أيضا عن مصانع للزيوت وطاحونة للغلال. 

ولقد اهتم قداسة البابا الراحل شنودة الثالث بالدير اهتماما كبيرا، فلقد ارتبط به منذ طفولته حيث نال سر المعمودية في الدير الأثري، وفي يوم 17 /6/ 1984 أصدر قداسته قرارا بتعيين ثلاثة أساقفة من الصعيد للإشراف والمتابعة على الدير خلال موسم الاحتفالات بعيد القديس في 14 يوليو حتى تتم في أسلوب روحي وحضاري راق وجميل.

وفي خلال شهر مايو 1995 كلف الأنبا يؤانس سكرتير قداسته الخاص بتعمير الدير والإشراف عليه روحيًا ومعماريًا، ولقد بذل الأنبا يؤانس جهدا كبيرا في سبيل تعمير الدير، فقام بنقل اثنين من رهبان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون إلى دير الأنبا شنودة بأخميم للإشراف والمتابعة على تعمير الدير، واستمر العمل على قدم وساق بكل همة ونشاط، وفي يوم 14 يونيو 1997 اعترف  المجمع المقدس في جلسته بإعادة  تجديد الحياة الرهبانية إلى دير الأنبا شنودة بسوهاج، وفي خلال شهر يوليو 1997 قام البابا شنودة برهبنة مجموعة من الآباء.