رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. كيف أحيا الأنبا شنودة رئيس المتوحدين القومية المصرية؟

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، ذكرى رحيل القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.

وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، في دراسة حول سيرة الأنبا شنودة: «يعتبر القديس العظيم الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين، هو عميد الأدب القبطي بلا منازع  فهو واحد من أهم المؤلفين الذين كتبوا باللغة القبطية، واهتموا في جميع كتاباتهم بتنقيحها من المؤثرات اليونانية التي دخلت علي اللغة القبطية بقدر الإمكان».

كما كان يتمتع بثقافة دينية ودنيوية واسعة، ولقد اهتم العالم كله بدراسة تراث الأنبا شنودة، فلقد خلف لنا مكتبة ضخمة هي مكتبة الدير الأبيض وحاليًا توجد كثير من مخطوطات هذا الدير منتشرة في العديد من المكتبات العالمية، هذا واستولى كل من هنري تاتم وروبرت كوروزن علي جزء كبير من مخطوطات الدير، وقاما بنقله إلى إنجلترا كما اشترى العالم الفرنسي "جاستون ماسبيرو" (1846-1916) جميع ما تبقي من مكتبة الدير ونقله إلى فرنسا ومن المكتشفات الحديثة خلال الحفريات التي تمت في الدير الأبيض خلال عام 1973 أنه تم العثور علي جدول يحدد تاريخ عيد القيامة وجميع المناسبات والأعياد المتغيرة المرتبطة به (صوم يونا – الصوم الكبير-  أحد السعف– عيد العنصرة– بدء صوم الرسل) خلال الأعوام من «1095- 1219» ونص آخر يذكر إعادة بناء القباب عام 1259 م، ومخطوط آخر لتاريخ الكنيسة القبطية مكتوب باللغة القبطية.

 كذلك نشر العالم الإنجليزي الشهير والتر كروم، في عام 1904 نصًا للكتابات الحائطية التي وجدها في الشرقية الكبري لهيكل كنيسة دير الأنبا شنودة وهي موجودة علي الحوائط الأربعة وتتضمن قوائم بأسماء الكتب الموجودة بمكتبة الدير وعدد النسخ من كل كتاب؛ كذلك قام العالم الدانماركي «جورج زيوجا» بنشر مقتطفات مما جمعه من كتابات الأنبا شنودة؛ وقام بنشرها في مجلد واحد عام 1810 وفي عام 1994 أنهى عالم القبطيات الأمريكي «ستيفن أميل» وهو حاليًا أستاذ ورئيس قسم القبطيات بجامعة مونستر بألمانيا منذ عام 1996، دراسته التي أستغرقت حوالي عشر سنوات أمضاها في جمع وترتيب كل عظات الأنبا شنودة.

 ولعل أعظم آثار القديس الأنبا شنودة هو تحمسه الشديد للقومية المصرية ففي معظم خطبه وكتاباته كان لا يسمح لنفسه باستخدام الكلمات والمصطلحات اليونانية إلا فيما ندر كما كان أيضًا لا يقبل في ديره إلا الرهبان المصريين فقط، إذ رفض قبول الرهبان الأجانب في نظامه الرهباني عكس القديس الأنبا باخوميوس الذي سمح بقبول الرهبان الأجانب في حدود معينة.

كما له دور كبير في تطهير مدينة أخميم من الكثير من المعابد الوثنية، كذلك تصدى الأنبا شنودة للدفاع عن الفلاحين المساكين الذين تعرضوا لظلم فادح من جباة الضرائب من الولاة البيزنطيين.