رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بايدن» فى المنطقة.. «بوتين» يتتبع الأثر!

الرئيس الأميركي، جو بايدن، يحزم حقائب السفر، وهو إذ يزور المنطقة يؤشر على توازنات تحتاجها الولايات المتحدة من أجل صياغة مرحلة جديدة من تحالفاتها والناتو في الشرق الأوسط، تلك المحطة التي حيرت مسار الأحداث، برغم دخول الحرب الروسية- الأوكرانية شهرها الخامس. 
.. الخطير أن الرئيس الروسي بوتين لبس البدلة السموكن، وقرر الخروج من الخندق، ليرى أين تقف روسيا في العالم، اختار بوتين إيران.. بوتين ذاته يدرك أطراف ما يحدث في إيران، مكوكيات لجان منظمة الطاقة الذرية والوفود الأوروبية والصراع المتبادل مع إسرائيل دولة الاحتلال الصهيوني، ولا ننسى أن الاتفاق النووي مع إيران مهدد تماما، نتيجة الحرب الروسية- الأوكرانية، وأزمة الطاقة عالميا.
.. لهذا برز أن إيران تعقد قمة بمشاركة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان. 
ليست زيارة، فربما يختلف لون البذلة في النهاية، فالرابط بين تركيا- إيران- روسيا تلك المساحة التي تتيح لها، أمنيا وجيوسياسيا، واقتصاديًا، التلويح بالتطرف والإرهاب، ليعود بوتين إلى الكرملين بصورة الرئيس الند «روسيا» للرئيس الند «أميركا».

* صراع مجهول، فماذا نتوقع؟ 
.. "بايدن"، والإدارة الأميركية، عززت رؤية العالم من هكذا زيارة إلى بلدى «إسرائيل والسعودية»، ووصفتها، سياسيا وأمنيا، بأنها محور أساس في ضمان تحالفات الولايات المتحدة في المنطقة، وأيضا لحلول اقتصادية متعلقة بأزمة الطاقة، وجيوسياسية الأمن الغذائي وديمومة سلاسل الإمداد. 
.. "بوتين"، يخرج من الغابة إلى غابة أكثر توحشا، إلى إيران، التي يعرفها جيدا، وتبادل معها الأدوار الأمنية والعسكرية، في سوريا ولبنان وأفغانستان.. وصولًا إلى الصين. 
يريد بوتين أن يصل إلى مواجهة مع إيران؛ منعا لأى إغراءات قد تفصح عنها زيارة بايدن للمنطقة، فإيران أحد ملفات الإدارة الأميركية المحيرة، منذ وقف تعهدات الاتفاق النووي، وسعي إيران لإتمام عمليات التصنيع النووي، وقد تصل إلى قنبلة نووية مختلفة في هذا العصر العسكري الرقمي، السيبراني.
كل التوقعات ممكنة، مكوك الدبلوماسية والأمن والاقتصاد يدور- سرًا- بين العواصم التي تستقطب الملفات لتعيد فهم توقع الحلول، خصوصا أن بوتين ينحاز إلى شريعة الغاب، فالأمر لديه: البقاء للأقوى، برغم اختلاف زوايا القوة.

* ماذا يحرك بوتين؟ 
.. من أتلانتا، في الولايات المتحدة الأمريكية، قالت شبكة «CNN» إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتواجد في العاصمة الإيرانية، طهران، لعقد محادثات مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، والتركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء المقبل، 19 يوليو/تموز، وفق ما أكده الكرملين. 
.. لكن، مسار الخبر أشد خطورة من مسار الزيارة- لو تحققت- فالمتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، كشف: "نحضر لزيارة الرئيس بوتين إلى طهران، سيُعقد اجتماع بين رؤساء الدول الضامنة وفقا لمسار أستانة"، في إشارة إلى التنسيق على الساحة السورية، وهنا تلك الأوراق التي تشكل زوايا ضغط قاتلة على أوضاع الصراعات الداخلية والسياسية والأمنية في المنطقة، ودولة الاحتلال الصهيوني ليست بعيدة عن الأزمات، فضياع عملية السلام، وعدم الركون إلى حلول للقضية الفلسطينية وضمان الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، هو الوضع الذي يجب على الولايات المتحدة ضمان إنهائه، وضمان عدم تهويد القدس، وضمان شرعية وقانونية الوصاية الهاشمية على أوقاف القدس الإسلامية والمسيحية. 

* صراع  أبيض أحمر

قد يكون هذا الحراك السياسي، في دول/ ومن دول المنطقة، دلالة على فتح ملفات الصراع الأبيض والأحمر، بين الأقطاب...، ففي الولايات المتحدة إن الرئيس بايدن يتطلع إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. 
هذا أمر متذبذب، ضمن فلسفة السياسة الدولية والشرعية الأممية، بينما لا يفصح الرئيس بالرؤى بوتين عن نوايا، وكل ذلك وفق غياب أي فهم أمني إنساني، يركز على وقف الحرب الروسية- الأوكرانية، وذيولها المتوقعة مستقبلا، وأيضا لا أميركا ولا روسيا لديهما مؤشرات لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأوضاع اللاجئين، والنقص الحاد في الطاقة والتغذية. 
الأبيض يغتال الأحمر، وربما العكس، ليس من الأهمية من ينتصر؟. 
بايدن، وبوتين، في تسلسل زمني واحد، والهدف: لـ«بدء فصل جديد»، في وقت حرج، والمنطقة، وكل بلدان الشرق الأوسط، تنتظر إعادة العمل بالاتفاق النووي مع إيران، إذا ما تركت زيارة بوتين الإيرانية، نقطة ضد التسوية. 
بايدن، بعيدا عن المفاوضات، يرنو إلى إيجاد متغيرات تؤدي إلى كبح جماح السياسة الإيرانية في المنطقة والشرق الأوسط، وهذا يساعد في  خلخلة  نفوذ الصين، وربما تركيا وكوريا والهند.
.. عمليا، ليس من نتائج قد تكون صادمة، فما زالت دوافع الأزمة العالمية قائمة، وبوتين يخرج لهدف سري.. لننتظر!