رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشارع أمان.. كيف تمنع الشرطة النسائية التحرش فى العيد؟

الشارع أمان
الشارع أمان

لدى المصريين مظاهر بهجة فى مواسم الأعياد والاحتفالات، لا ينافسهم فى تفردها وتميزها أى شعب حول العالم، لكن فى الوقت نفسه هناك مظاهر سلبية أخرى تعكر صفو هذه البهجة، على رأسها التحرش.

وإلى جانب حملات التوعية ضد التحرش، وإصدار القانون ١٤١ لسنة ٢٠٢١، بتعديل قانون العقوبات لمواجهة التحرش، الذى نص على معاقبة المتحرش بالسجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز ٤ سنوات، تنتشر فرق شرطة نسائية فى الشوارع وأماكن التجمعات لإلقاء القبض على المتحرشين، وضمان احتفالات آمنة للفتيات والسيدات.

فى السطور التالية نحاول أن نعرف كيف تحمى فرق الشرطة النسائية الفتيات والسيدات من التحرش فى العيد؟

هدى: أنقذتنى أنا وشقيقتى.. وينبغى نشرها فى كل الأماكن لحماية الفتيات

كانت ليلة عيد لن تُمحى من ذاكرة «هدى.م»، الفتاة العشرينية التى قررت النزول إلى شوارع وسط القاهرة هى وشقيقتها، يوم الوقفة، للتنزه وشراء ما يلزم من ملابس العيد وبعض المستلزمات الأخرى التى تجعلهما تشعران ببهجة العيد، وأثناء التسوق فوجئت «هدى» بأن هناك شابًا يتتبعها هى وشقيقتها، يسير وراءهما كلما سارا، ويبادر بالوقوف عندما تقفان فى مكانهما. ظنت فى البداية أنها مجرد صدفة، حتى بدأ يسير بالقرب منهما، وفى وسط الزحام تحرش بشقيقتها.

تذكرت «هدى»: «رأيته بعينى، وصرخت شقيقتى حين لامس جسدها، لكنى لم أتركه، أمسكته وبدأت ألفت انتباه المارة، إلا أنهم حاولوا كالعادة تهريبه حتى لا أحرر محضرًا له». وأضافت: «لاحظت وجود شرطة نسائية قريبة، وواحدة منهن لاحظت صراخى وطلبى النجدة، فاقتربت منى مسرعة، وأمسكت بهذا الشاب، وساعدتنى على تحرير محضر ضده»، معتبرة أنه «لولاهم مكنتش هعرف آخد حقى وحق أختى، ومن ساعتها وأنا بنزل العيد فى الأماكن اللى فيها فرق نسائية». 

وكل عام تنتشر فرق الشرطة النسائية فى الشوارع وأمام السينمات، من أجل ضمان الحماية للنساء، ومساعدتهن على قضاء أوقاتهن فى مناطق آمنة. وبحسب «هدى» فـإنه «لولا الفرق النسائية كان زمان المتحرش هرب، بعد ما تحرش بأختى يستغل العيد والزحمة، لأن الناس كانوا عايزين يهربوه، لولا إنى صرخت لحد ما صوتى وصل للفرق النسائية، وجت واحدة منهن وأصرت على عمل محضر».

وطالبت بزيادة عدد فرق الشرطة النسائية، ونشرها فى كل الأماكن، وبالشكل الذى يمكنها من مواجهة المتحرشين، خاصة أن كثيرات من الفتيات والسيدات يخشين النزول فى أيام الأعياد بسبب الازدحام وكثرة حالات التحرش». واختتمت: «عدد المتحرشين أكبر من عدد أفراد الشرطة المنتشرة فى الشارع وقت الأعياد، وبالطبع أكبر من عدد أفراد فرق الشرطة النسائية المخصصة لمواجهة التحرش، لذلك أطالب بزيادة عددها بالشكل الذى يمكنها من ضمان شوارع آمنة لحواء».

سارة محمد: تعمل وفق خطة موسعة لمكافحة العنف ضد المرأة

قالت سارة محمد، ٢١ عامًا، إن عناصر الشرطة النسائية أنقذتها من محاولة تحرش تعرضت لها فى العيد.

ووجهت الشكر والتقدير لعناصر الشرطة النسائية لما تبذله من جهود مضنية فى سبيل بث الأمن والطمأنينة فى قلوب الفتيات، ومحاولة السيطرة على ظاهرة التحرش بالفتيات والسيدات ضمن خطة عامة لمكافحة العنف ضد المرأة، خاصة فى التجمعات التى تتكون فى المناسبات الدينية والقومية والأعياد.

وأضافت: «تنتشر الشرطة النسائية بمختلف الشوارع بأعداد كبيرة لمنع تعرض الفتيات والسيدات لأى مضايقات أو محاولات تحرش، كما تحرص قوات الشرطة النسائية أثناء عملها على تأمين احتفال المصريين بالأعياد على التأكد من الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، تجنبًا لانتشار فيروس كورونا».

وتابعت: «نتعرض كفتيات لمواقف مزعجة ومضايقات كثيرة فى الشارع تسببت فى فقدان ثقتنا فى أنفسنا، وتحويل النزول إلى الشارع إلى كابوس، خاصة فى الأماكن المزدحمة، لكن وجود الشرطة النسائية فى الشوارع شىء مطمئن ويشجعنا على النزول والتحرك دون خوف من أى مضايقات، وهى مصدر طمأنينة لنا ولأسرنا».

وأشارت إلى أن ظاهرة التحرش زادت فى الفترة الأخيرة، لكن الاستعانة بعناصر الشرطة النسائية، وحملات التوعية التى تشجع المرأة على طلب المساعدة وفضح المتحرشين أسهمت فى انخفاض معدلات التحرش.

واختتمت: «هناك حاجة لمزيد من حملات التوعية، وتنظيم ورش وتدريبات لتعليم الفتيات فنون الدفاع عن النفس والتصدى للمتحرشين».

منار: وجودها على الكورنيش جعلنا نشعر بالراحة

تعرضت «منار»، عشرينية، لواقعة تحرش خلال تنزهها رفقة صديقاتها على كورنيش النيل بوسط البلد، وكادت إحداهن تختطف حسبما روت، لولا تدخل الشرطة النسائية والفرق المخصصة لمواجهة التحرش فى ذلك اليوم.

وحكت «منار» تفاصيل ما حدث قائلة: «كنا خارجين بنتمشى على الكورنيش وكنا فى عز الضهر محدش فينا متوقع اللى هيحصل بسبب إن فيه ناس كتير وقتها خارجين بمناسبة العيد وكدا، لكن فوجئنا بمجموعة شباب معهم عربية ماشيين ورانا لمسافة طويلة». وأضافت أن هؤلاء الشباب بدأوا بمد أيديهم من شباك السيارة ناحيتهن، قائلة: «أنا وصحباتى خوفنا، لحد ما واحد منهم نزل وكان هيشد واحدة صاحبتنا لولا أننا كلنا صرخنا من الخوف وبدأنا نشوف الشرطة النسائية قادمة». وتابعت: «بمجرد ما ظهرت واحدة منهن بزى الشرطة المعروف راحت العربية مشيت على طول وكانت صاحبتنا منهارة وكلنا خايفين وروحنا على البيت على طول بسبب الخوف من أنهم يكونوا لسه ماشيين خلفنا».

أسماء: أسهمت فى تعزيز ثقة الفتيات بأنفسهن

تعرضت أسماء عامر، ٣٢ عامًا، لموقف صعب فى عيد الفطر منذ عامين، عند اصطحابها شقيقتها وابنة خالتهما إلى إحدى دور السينما بوسط البلد بالقاهرة، حيث كان هناك حشد كبير من المواطنين الراغبين فى حجز المقاعد لمشاهدة فيلم سينمائى، وسعى أحد الشباب للتحرش بأختها.

وقالت «أسماء» إن وجود الفرق النسائية فى تلك الأماكن، كان له دور كبير فى حمايتهن، موضحة أن المتحرش لم يتمكن من لمس شقيقتها، حيث أمسكت به إحدى الضابطات، وأرسلته إلى أقرب قسم شرطة، ليتلقى الجزاء المناسب.

ورأت «أسماء» أن الفرق النسائية تلعب دورًا مهمًا فى حماية الفتيات من حالات الاعتداءات والتحرش بمختلف أنواعه، خاصة فى أماكن التجمعات، وتحديدًا فى أيام المناسبات والأعياد القومية والدينية.

وأكملت أنه «لم تكن ملابس الفتاة سببًا رئيسيًا فى عملية التحرش، فقد نرى فتيات منتقبات ويتعرضن للتحرش، ولكن انتشار قوات الشرطة النسائية بالشوارع خلال الأعياد، يبث روح الطمأنينة فى نفوس الفتيات، ومن ثم يستمتعن بوقتهن دون خوف».