رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والد الأمة بوليفار الخالد

فى يوم الخامس من يوليو 2022 كان اللقاء مع السيد ويلمر أومار بارينتوس سفيرجمهورية فنزويلا لدى جمهورية مصر العربية، والسيدات والسادة الكرام أعضاء السفارة للإحتفال بالذكرى 211 لتوقيع "قانون استقلال فنزويلا ويوم الجيش الوطنى البوليفارى" وتم وضع إكليل من الزهور، أمام تمثال المحرر سيمون بوليفار فى الميدان الذى يحمل اسمه بالقاهرة، بالقرب من ميدان التحرير وذلك بحضورممثلين عن السيد محافظ القاهرة وعدد من السادة السفراء والسفيرات من بعض الدول (كوبا والأرجنتين وبوليفيا وباراجواى وكمبوديا وبوروندى وروسيا وبلاروسيا) والسيد سفير جمهورية مصر العربية فى فنزويلا، وممثل عن وزارة الخارجية المصرية، وعدد من النواب، وممثلين عن مجموعة التضامن والأحزاب السياسية والإعلام أصدقاء جمهورية فنزويلا. 
ويجدر الإشارة إلى أن سيمون بوليفار الذى ولد فى مدينة كاراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 وتوفى عام 1830 عن 47 عاما هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الأمبراطورية الأسبانية ل6 دول فى أمريكا اللاتينية (بوليفيا – الإكوادور – كولومبيا – بنما – بيرو – فنزويلا)، وكان قائدا لخمس دول فى أمريكا اللاتينية وأسس جمهورية كولومبيا الكبرى كما كان له الأثر الكبير فى تحرر الأرجنتين وشيلى وبيرو.
ولقد سار هوجو شافيز الرئيس الراحل على طريق مناهضة الإمبريالية المتوحشة المعسكرة الأمريكية وعمل من أجل المساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية لتحسين أحوال احوال الفقراء وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية وللحوار الوطنى.
وفى بداية الاحتفال ألقى السيد ويلمر أومار بارينتوس كلمة أكد فيها على أن مصر وفنزويلا شهدت أكثر من سبعة عقود من العلاقات الودية كما أكد على التزام فنزويلا بمواصلة التقدم فى تعزيز التعاون الثنائى من أجل المنفعة المتبادلة وتحقيق أكبر قدر من الرخاء والسعادة والاستقرار لشعوبنا.
وأضاف السفير " سيمون بوليفار جندى الألف معركة فى عام 1820 نصحنا بأن السلام هو أثمن شىء فى العالم، وفى 2001 حذرنا القائد هوجو شافيز رجل السلاح وقائد العمل من أن الطريق الوحيد إلى السلام الحقيقى لإنقاذ العالم هو عدالة الشعوب، كما تبنى الرئيس الحالى نيكولاس مادورو نفس السياسات وتبنى أيضا سياسة الحوار الوطنى كأساس للخروج من الأزمات وكلغة للتفاهم".
كما أشار السفير فى كلمته إلى أن الفنزويليين يحيون بفخر وطنى الذكرى 211 لتوقيع معاهدة استقلال فنزويلا التى تضمنت " نعلن نحن ممثلو مقاطعات فنزويلا الموحدة، أن المقاطعات ستكون بالواقع والقانون دولا حرة ذات سيادة ومستقلة، وأن تكون معفاة من كل خضوع وتبعية".
إن معركة الاستقلال بدأت فى 19 إبريل 1810 حين أسس مجلس كاراكاس لحركة ناجحة من أجل خلع الحاكم الأسبانى وسرعان ماحذت حذوه مقاطعات فنزويلية، وبدأت حركة الاستقلال فى كل أنحاء فنزويلا، وحينها اندلعت حرب أهلية بين من يؤيدون الاستقلال، ومن يعتبرون أنفسهم مازالوا جزءً من الملكية الأسبانية، ولكن قاد سيمون بوليفار معركة الاستقلال التام متأثرا بأفكار عصر التنوير وقدوة الثورة الفرنسية، وتم إعلان استقلال فنزويلا فى 5 يوليو 1811 وتأسست بذلك جمهورية فنزويلا الأولى، وسقطت هذه الجمهورية فى 1812.
بعد ذلك قاد سيمون بوليفار حملة كبيرة بهدف استعادة فنزويلا، مؤسسا جمهورية فنزويلا الثانية عام 1813، ولم تصمد أيضا هذه الجمهورية وسقطت جراء مجموعة من الانتفاضات المحلية وإعادة الغزو الملكى الأسبانى.
ولم تحقق فنزويلا استقلالا مستمرا عن الاستعمار الأسبانى باعتبارها جزء من كولومبيا الكبرى إلا حين اندرجت ضمن أهداف حملة بوليفار للتحرير، ففى 17 ديسمبر 1819 أعلن "مؤتمر انجوستورا" كولومبيا الكبرى" دولة مستقلة، وبعد عامين من الحروب نالت الدولة استقلالها عام 1821 تحت قيادة المحرر سيمون بوليفار وشكَّلت فنزويلا مع كولومبيا، وبنما، والإكوادور وبيرو دولة (كولومبيا الكبرى) حتى عام 1830 وهو العام الذى انفصلت فيه فنزويلا عن كولومبيا الكبرى وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة.
لقد خلد التاريخ سيرة المحررسيمون بوليفار باعتباره أحد قادة حروب الاستقلال العظماء وباعتباره رمزا قاد معارك استقلال دول أمريكا اللاتينية ضد الاستعمار الأسبانى.