رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الأضحى تحت الرصاص.. احتفالات منقوصة بسبب الحروب والصراعات

عيد الاضحى
عيد الاضحى

يحتفل العالم العربي والإسلامي، بعيد الأضحى المبارك، ورغم الأزمات والحروب التي لازالت عدد من الدول العربية تشهدها، إلا أن شعوبها لا زالت تسعى وراء بصيص من الفرح يمنحها الأمل في غد أفضل.

ونرصد في هذا التقرير جانبًا من هذه المعاناة:

اليمن 

في ظل حرب مستمرة منذ 7 سنوات، يستقبل اليمن عيد الأضحى المبارك وسط أجواء من القلق والحزن والقتل والرصاص والانتهاكات التي تواصلها ميليشيا الحوثي في البلاد.

كما تنغص الأزمة الاقتصادية على اليمنيين أجواء الفرحة بعيد الأضحى في ظل حرب تشهدها بلادهم منذ أكثر من 7 سنوات، وعلى الرغم من سوء الأحوال المعيشية التي تصاعدت حدتها في العامين الأخيرين؛ إثر تدهور سعر العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات المنزلية، إلا أن المواطنين حاولوا التغلب على المآسي وصناعة الفرحة. 

ولذلك يمثل العيد فى اليمن الفرصة الوحيدة لسرقة الفرحة وسط كل الأحزان التى تعيشها الأسرة اليمنية، ويتحول إلى مهرجان للمصافحة، فيقبل اليمنيون على بعضهم البعض يتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم، ويعود الأطفال إلى الشوارع لتفريغ شحناتهم وممارسة هواياتهم فى اللعب والمرح والابتهاج والتنزه فى الحدائق وزيارة الأقارب.

وتنتشر حلقات الرقص الشعبي بالخناجر في الأسواق والساحات وضواحي بعض المدن، ويخرج البعض للصيد بالأسلحة النارية.

فلسطين 

ورغم معاناة الفلسطينيين وأحلامهم الضائعة بسبب الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، إلا أن الاحتفال بعيد الأضحى في أرض الأنبياء له مظاهر خاصة وعادات وتقاليد . 

وارتفعت تكبيرات عيد الأضحى في المسجد الأقصى المبارك رغم انتهاكات الاحتلال، وصدّر إلى العالم أجواء الفرح من باحاته الطاهرة والمزدحمة بالمحتفين.

 يعتبر أحد الموروثات في فلسطين إعداد كعك العيد، وإعداد خبز الصاج، وتوزيعه على الجيران.

ليبيا 

على الرغم من الأجواء التي تشهدها ليبيا منذ سنوات بسبب الحروب التي مزقتها، إلا أن العائلات تتطلع إلى العطلة بعد عامين من الوباء وأكثر من عقد من الفوضى والعنف، لكن غلاء الأضاحي وخصوصاً الأغنام  أثرت على حركة  الشراء فقد بلغت الأسعار مستوى جنوني.

كما سيطرت حالة الانقسام السياسي على أجواء الاحتفاء بأول أيام عيد الأضحى في ليبيا،، وتابع المراقبون باهتمام، تحركات المسؤولين السياسيين، وتهانيهم التي حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تميزت بنقلها عدداً من الرسائل المهمة المتراوحة بين التمنّيات والوعود واللوم والتنديد. 

العراق 

وعلى الرغم من حالة الإنقسام والانسداد السياسي، ومحاربة الإرهاب من قبل فلول تنظيم داعش الإرهابي في العراق خلال هذه الفترة، إلا أن مظاهر الاحتفال  بعيد الأضحى له عاداته وتقاليده في العراق. 

ويسمى العراقيون عيد الأضحى “العيد الكبير أو عيد الحجاج”، ولهم طقوسهم الخاصة التي يتميزون بها بهذه المناسبة عن غيرها ورثوها عن أجدادهم وعن تعاليم الدين الإسلامي من الإفطار الجماعي “المطبك”، وهو الرز واللحم  والزيارات وتوزيع الحلوى والهدايا.

كما أن هناك تقليد مهم لا يفارق العيد وهو الذهاب إلى المقابر لتوزيع الطعام على روح موتاهم، إضافة لترديدهم للأغنيات المشهورة والشعبية المميزة.

سوريا 

أطل عيد الأضحى المبارك هذا العام على السوريين، بالتزامن مع استمرار الانتهاكات والصراعات التي تشهدها البلاد منذ 11 عاما، وذلك ضد أمنهم المعيشي بشكل مباشر. 

وعلى الرغم من ذلك، يحرص السوريون على التجمعات فيما بينهم، بخاصة في الأعياد والمناسبات، ومشاركة طقوسهم الخاصة،  سواء من حيث الأكلات الشهيرة، مثل "المنسف الحلبي" و"الشاكرية" و"الشيشبرك"، وأيضاً من حيث الطقوس اليومية والعائلية.

وبسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، لجأ السوريون هذا العام لتقليد جديد من نوعه، وهو “موائد الشير”، بأن تتشارك كل مجموعة فيما بينها مائدة واحدة، اختصاراً للنفقات وتوطيداً للألفة والدفء والحنين لمسقط رأسهم، فيجلب كل فرد من شركاء المائدة عنصراً واحداً من مكوناتها، ويشترك في تكلفة ذبيحة واحدة صغيرة تكفيهم جميعاً.