رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد شوقى: عبدالمنعم مدبولى صاحب مدرسة «المدبوليزم» بلا منافس

الفنان عبد المنعم
الفنان عبد المنعم مدبولي

تحدث الناقد الفني محمد شوقي عن الفنان عبدالمنعم مدبولي في ذكرى رحيله الـ16.

وقال «شوقي»: «من رواد الكوميديا الفنان نجيب الريحاني والفنان إسماعيل يس والفنان عبدالمنعم مدبولي، وهو من أكثر الفنانين الذين أثروا الحياة الفنية الكوميدية بصفة عامة، بدأ حياته بعد تخرجه من معهد الفنون المسرحية، وأسس المسرح الحر بالتعاون مع الفنان توفيق الدقن والفنان عبدالمنعم إبراهيم والمسرح الحديث إلى أن قدم مسرحًا مختلفًا، بعد مرحلة الستينيات نجد أن أعماله من أعظم الأعمال في تاريخ المسرح العربي سواء كانت من إخراجه أو بطولته ومنها «لوكاندة الفردوس ومطار الحب وأنا  هو وهي وذات البيجامة الحمراء والزوج العاشر». 

وأضاف: «اكتشف عمالقة الفن ومنهم الفنان عادل إمام الذي اكتشفه وقدمه للفنان فؤاد المهندس في دور «دسوقي أفندي» في مسرحية «أنا وهو وهي» وكانت بدايات الفنان عادل إمام تراجيدية، إلا أن مدبولي أقنعه بالأداء الكوميدي، واكتشف الفنان أحمد زكي وقدمه من خلال مسرحية «هالو شلبي» بجانب تقديمه للفنان محمد صبحي، وكان رهانه على الفنان سعيد صالح في مسرحية «هالو شلبي» وفاز بالرهان، كما قدم الفنانة «سهير البابلي» في مدرسة المشاغبين في أول دور كوميدي لها بعد أدائها للأدوار التراجيدية على خشبة المسرح القومي بجانب عمالقة المسرح الفنانة سناء جميل والفنانة سميحة أيوب، كما اكتشف الفنانة شويكار وقدمها للفنان فؤاد المهندس في مسرحية «أنا وهو وهي» وهو من صنع اسم شويكار المسرحي والفني، وقام الفنان فؤاد المهندس بطلب الزواج من الفنانة شويكار في أحد أهم مشاهد المسرحية عندما ناما على خشبة المسرح وطلب منها الزواج أثناء العرض».

 قدم أسماء عظيمة في عالم التمثيل والكوميديا، واستطاع أن يكون أول نجم شباك لتذاكر المسرح من خلال الأعمال التي تحمل اسمه كمخرج، وفي الوقت الذي كان نجوم الشباك ممثلين وليسوا مخرجين، كما ساهم بالعديد من الأعمال المسرحية وسمي عصر الستينيات بالعصر الذهبي من خلال الأعمال المسرحية لكبار النجوم ومنهم الفنان أمين الهنيدي والفنان محمد عوض والفنان فؤاد المهندس، وكانت هذه الأعمال من إخراج عبدالمنعم مدبولي».

مدرسة المدبوليزم

وهي مدرسة تخصص بها الفنان عبدالمنعم مدبولي وتعني مدرسة الارتجال بدون إسفاف أو ابتذال ودون الخروج بشكل كبير عن النص، واستطاع مدبولي أن يصنع مدرسة المدبوليزم وتكون أسلوبًا للكثير من الفنانين من بعده.

ما قدمه للسينما

قدم في السينما أفلامًا كوميدية عظيمه مع كبار الفنانين منهم الفنان فؤاد المهندس والفنان رشدي أباظة وثلاثي أضواء المسرح ومع الفنانة سعاد حسني، إلى أن قدم أدوارًا عظيمة ومختلفة في السبعينيات في فيلم «مولد يا دنيا» 75 والذي قام بغناء أغنية «طيب يا صبر طيب» كلمات مرسي جميل عزيز وألحان كمال الطويل، وقال له الموسيقار محمد عبدالوهاب منتج الفيلم «أنت أبكيتني بسبب هذه الغنوة» وهي حتى الآن يعاد توزعها، كما أنه أصدر عدة شرائط كاسيت بصوته، كما قدم فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس» سنة 78 مع الفنان عادل إمام وهو من الأفلام العظيمة والمختلفة في أداء الأدوار سواء دور الفنان عبدالمنعم مدبولي أو الفنان عادل إمام، وتم تكريم مدبولي من قبل الرئيس محمد أنور السادات على هذا الدور، بالإضافة لدوره في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرًا» الذي قدمه سنة 78 ويعد من أهم الأعمال الدرامية في تاريخ التليفزيون المصري ويذاع حتى الآن وينال نجاحًا وقبولًا لدى المشاهدين.

وتابع: «قدم العديد من الأعمال الإذاعية وهو فنان له أثر هام ومتميز في تاريخ صناعة الفن من خلال الإخراج والإنتاج والتمثيل واكتشاف الوجوه الجديدة التي أصبحت بعد ذلك من كبار النجوم بالإضافة للتأليف، كما قدم للأطفال فوازير «جدو عبده راح مكتبته وجدو عبده زارع أرضه» بجانب أغاني الأطفال «توت توت وإن إن» وأغاني أعياد الطفولة، استطاع الفنان عبدالمنعم مدبولي التأثير على جميع الفئات العمرية وإدخال البهجة والسرور عليهم، كما قدم لنا رائعة المسرح مسرحية «ريا وسكينة» وحصلت المسرحية على أعلى نسبة مشاهدة حتى الآن، واستطاع توجيه الفنانة شادية بالشكل المناسب لتخوفها وقالت عنه الفنانة شادية إنه استطاع أن يقلل من رهبة المسرح لديها». 

أبرز المواقف

في إحدى المرات في بداية الستينيات كان في سيارة صديقه فؤاد المهندس وكانا يستعدان لافتتاح إحدى الروايات في اليوم التالي، وأخبر مدبولي المهندس عن عدم اقتناعه بأحد مشاهد المسرحية ويحتاج لبروفات أكثر، وبالفعل وافق المهندس وكانت السيارة وصلت بهما للصحراء ونزلا وقاما بأداء بروفة هذا المشهد ويتضمن قتل الآخر، وأثناء البروفة رأتهما دورية شرطة وظنت أنها جريمة حقيقية وقامت بالقبض عليهما حتى تعرف عليهما أحد أفراد الشرطة وتم الإفراج عنهما.

أثناء عرض مسرحية هالو شلبي اعتذر أحمد زكي وغاب لمرضه ونظرًا لأهمية مشهده وهو يقلد الفنانين حاول مدبولي تقليد أحمد زكي، لكنه لم يوفق وأغلقوا الستارة ولم تكتمل المسرحية وقال مدبولي حينها «أحمد زكي ده مايتسبش بعد كدا».

عنما اختار الفنانة شويكار لمسرحية «أنا وهو وهي» أخبرته أنها لا تعرف فؤاد المهندس، وقال لها إن له فيلم «الشموع السوداء» في السينما يمكنك مشاهدته لمعرفته ولم تقتنع شويكار بالمهندس في فيلم الشموع السوداء وأقنعها مدبولي وقال لها «هترتاحي معاه ومين عارف يمكن في يوم من الأيام أبقى أنا العزول» وبالفعل تم الزواج بعد عرض المسرحية.

كان عبدالمنعم مدبولي حريصًا في حياته الخاصة على عدم دخول أبنائه هذا العالم لمجرد أنها مهنة شاقة وصعبة، كما أنه كان بارًا بأهله وكان حريصًا على المشاركة في كل المناسبات العائلية والاجتماعية.