رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنرى كيسنجر: الإنترنت لا يصلح لصناعة القادة الملهمين

 هنرى كيسنجر
هنرى كيسنجر

رأى هنرى كيسنجر، البالغ من العمر ٩٩ عامًا، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أن العالم يحتاج إلى قادة عظماء الآن أكثر من أى وقت مضى.

وفى كتابه الجديد بعنوان «Leadership- القيادة»، تناول «كيسنجر» ٦ شخصيات بارزة من قادة العالم الذين واجهوا مواقف صعبة، معتبرًا أنهم تغلبوا عليها، مُركزًا على بعض القادة مثل كونراد أديناور، الذى ساعد الألمان على تقييم موقفهم بعد الحرب العالمية الثانية، وشارل ديجول، الذى أعاد الثقة إلى فرنسا خلال الفترة نفسها، وريتشارد نيكسون الذى فهم كيفية استعمال المقاييس الدقيقة، والرئيس المصرى أنور السادات، الذى وقع على أول معاهدة سلام مع إسرائيل، ولى كوان يو الذى حقق التماسك الوطنى لسنغافورة، ومارجريت تاتشر التى أخرجت المملكة المتحدة من ركودها الاقتصادى فى الثمانينيات.

وفى حوار «كيسنجر»، مع مجلة TIME، قال إن الإنترنت يوفر الإجابات الجاهزة للعديد من الأسئلة، ولكنه يجعل القيادة أكثر صعوبة، مشيرًا إلى أن «التغييرات فى تكنولوجيا الاتصالات جعلت القيادة الملهمة والتفكير العميق حول النظام العالمى أمرًا مستحيلًا، وفى عصر يهيمن عليه التليفزيون والإنترنت يجب أن يكافح القادة المفكرون ضد التيار».

وحين سألته المجلة هل تعتبر نفسك قائدًا؟ أجاب: نعم، ولكن فى المجال الفكرى أكثر من مجال القيادة السياسية الفعلية، مضيفًا: «حاولت أن يكون لى بعض التأثير على التفكير السياسى أيضًا، لكن ليس من خلال الانخراط الكامل فى السياسة».

وعن سر إحباطه من تأثير الإنترنت على القادة، أجاب هنرى كيسنجر، أن الإنترنت هو واقع مهيمن فى تلك الفترة، ولا ينبغى لأحد مناقشته كما لو كان يمكن التخلص منه، مضيفًا أنه يسمح بدرجة من التعليم الذاتى، لم يكن من الممكن تصوره نسبيًا قبل بضع سنوات، متابعًا أن التلاعب بالإنترنت يتطلب مهارات خاصة، ويمكن أن يثير ردود أفعال واسعة، بحيث تصبح القدرة على التأثير المباشر فى القصص أو الأحداث هى الشاغل الأصعب للقادة بدلًا من التفكير فى رؤية المستقبل بعيد المدى. 

وقال: «التأثير ليس فقط من الإنترنت ولكن من التكنولوجيا أيضًا، أصبح من السهل نسبيًا أن يقدم الكمبيوتر لك إجابات سريعة للمشكلات التى تعالجها، وفى أى حالة»، مردفًا: «هذه مساعدة رائعة، ولكن على مدى العمر وعلى مدار الدورات التعليمية، قد ينتج عن ذلك عدم القدرة على طرح الأسئلة الأعمق، وحلها».