رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثورة 30 يونيو.. وملحمة 3 يوليو

لست بصدد أن أروي قصة غيرت مجرى التاريخ في مصر فقفزت من على ظهر الماضي المظلم إلى مستقبل مشرق متجاوزة حاضرًا "في حينها" كان ينخر في جسد مصر، كما نخرت "دودة الأرض" في عصي نبي الله سليمان، إلا أن إرادة الشعب المصري استطاعت أن تزيح من تاريخها حقبة أدخلت مصر في ظلام لمدة عام، وحولت مصر العربية إلى قرية تابعة لجماعة ليست لها أي تطلع للمستقبل؛ لتعيش في ماض سحيق يقتل كل نوع من أنواع الثقافة، ويرسم في إطاره لغة البؤس لتكون لنفسها في "وهمها" إمبراطورية تتعدى حدود الوطن في مجد موهوم، دون أن تكون لهذه الإمبراطورية أي أيديولوجية تتحكم في مفاصلها سوى لغة واحدة، وهي أن تكون هي وتلغي الجميع....!!! 
نعم كانت ثورة 30- يونيو ثورة تتحرك وفق مسار مهم هدفها تخليص مصر من حبال التفت حول رقبته لتوقع مصر  في دهاليز الظلام، وفكر ليس له إلا أن يكون الأوحد بين الأفكار، وأن هذا الفكر حسب اعتقادهم هو الأصح لإدارة الدولة، ولم ينتبهوا أن مصر دولة مؤمنة وأن مصر لا تحتاج في تكوينها إلى فكر يدلها على طريق الإيمان، وأن مصر موحدة بكافة أطيافها وأديانها وأن لمصر شعبا يعرف ويعترف بكل ما أنزل على النبيين والرسل دون تفرقة أو تمييز، وأن مصر تبقى حاضرة وحاضنة للثقافة والعلم، وتلم بين جناحيها التسامح والإخاء لتتقدم مع شعبها نحو الذرى، لا أن تهوي بهم في قاع أسود مجهول المعالم.
جسدت ثورة 30 يونيو طموح الشارع المصري وعززت وجودها وتلاحمها من خلال تماسك كافة أطيافها نحو الهدف المنشود، مستنجدة بجيشها الأبي، والذي هو سور وطنها وحامي حماها، فكان الجيش في ضمير مصر وشعب مصر، فاستجاب دون تردد لمطالب شعب عريق وجاء القرار من (قائد الجيش ووزيره الأمين) الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن يعطي مهلة لمدة ثلاثة أيام، لحلحلة الغليان بين المكونات السياسة وبين حكومتها وبين تنفيذ مطالب الشعب، فكان الجميع يحبس أنفاسه، وماذا سيفعل الفريق أول وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بعد انتهاء المهلة التي منحت لهم لتعديل مسار تلك المجموعة، والعدول عن أفكارها وانتهت المدة وجاء قراره الشجاع الذي لبى مطالب شعبه، وليتمم مسار الثورة فتم بفضل الله والثبات على المبادئ من قبل الرئيس السيسي، وبشجاعة وتصميم تم إزاحة حقبة من الحكم، فتحولت مصر بعد عام 2013 إلى المستقبل متجاوزة كل التحديات والصعاب، دون أن تلتفت إلى الوراء منطلقة مع رئيسها عبدالفتاح السيسي إلى بناء مصر، وتوفير ما يمكن توفيره من الخدمات والطاقة، فتحررت مصر من عبودية نقص الطاقة بتخطيط بارع منقطع النظير، وكذلك تحركت مصر نحو الاستقرار وإعادة الثقة بينها وبين العالم، وأصبح قطاع السياحة يعمل كما ينبغي له، ومدت مصر الجسور وطورت الطرقات وأنشأت المزارع، واستعدت للتحول إلي للطاقة المستدامة بعد عام 2030، وبنت العاصمة الإدارية وتوسعت في علاقاتها الخارجية فجمعت شملها ما بين الشرق والغرب، وبعد أعوام أصبحت مصر ورشة عمل تتحدث عن نفسها، فاستقطبت المستثمرين لبلدها، ومن ثم أصبحت مصر تتباهى بخطى قيادتها، وها نحن نسجل تلك الخطى فرحين أن مصر نهضت وتنهض كل يوم، فتصبح وتمسي على إنجاز لم يكن ليتحقق، ولو بحلم مثقف أو سعي كاسب.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي مع شعبه ثائرًا، فانتصر الشعب برئيسه وغادر الشعب مع رئيسه روح الثورة لينغمسوا جميعًا في حقل البناء والتطوير والسعي الحثيث؛ لرفع اسم مصر عليا بين البلدان فتحقق المراد، ولن تتوقف مصر بعد اليوم، وستبقى تسعى للأمام.