رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صندوق النقد الدولى يكشف عن أهم تداعيات كورونا والحرب

صندوق النقد الدولى
صندوق النقد الدولى

كشف تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي عن أن  جائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا، وتهديد الأمن الغذائي، وارتفاع مستويات الفقر العالمي من جديد، وموجات الحر والجفاف، وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة ليست صدمات عشوائية، أو عاصفة كاملة بالمعنى التقليدي، أي مجموعة أحداث سيئة تحدث لمرة واحدة؛ بل أن العالم يواجه مجموعة من حالات انعدام الأمن الهيكلية الدائمة – الجغرافية-السياسية، والاقتصادية، والوجودية – تعزز كل منها الأخرى. لقد بتنا داخل عاصفة هوجاء ممتدة.

 

وتعد مخاطر تصاعد الصراع الجغرافي-السياسي أكبر مما كانت عليه لأكثر من ثلاثة عقود،  ودائما ما كانت الهشاشة هي سمة نظام القواعد والمعايير العالمية الذي يهدف إلى الحفاظ على السلام وسلامة أراضي الدول القومية. لكن الغزو غير المبرر لأوكرانيا ليس مجرد تصدع آخر في النظام. فعواقبه تتجاوز عواقب أي غزو آخر، وبطرق ربما تكون كارثية، كما أن العالم يواجه  احتمالات حدوث كساد تضخمي، في ظل ارتفاع التضخم وتوقف النمو لفترة من الزمن. 

 

وما كان ينظر إليه الكثيرون منذ عام مضى على أنه سيناريو غير محتمل "لمخاطر طرف المنحنى" أصبح الآن سيناريو محتملا. وتواجه البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة مهمة أكثر تعقيدا من أي وقت مضى في الذاكرة الحاضرة، كما تتضاءل فرصها في كبح التضخم مع تحقيق هبوط هادئ في النمو الاقتصادي. وقد زادت صعوبة المهمة بسبب الحرب في أوكرانيا والاضطرابات التي أحدثتها في أسواق الطاقة والغذاء والسلع الأولية الأخرى ذات الأهمية البالغة.

 

ومن غير المرجح أن يُنظر إلى التضخم في الاقتصادات المتقدمة باعتباره أخطر مشكلاته – إذ لا يمكن بالتأكيد مقارنته بآثار العسر المالي في العالم النامي أو النظام الدولي الضعيف. ولكن التضخم المرتفع لفترة طويلة سيؤدي إلى تآكل خطير في رأس المال السياسي الذي تحتاجه البلدان لمواجهة تحدياتنا الأكبر، محليا وعالميا، بما في ذلك أزمة المناخ. 

 

ويصيب العالم بانتكاسة بطرق لا تستطيع النماذج الاقتصادية التنبؤ بها. وتحديدا، سيؤدي ارتفاع تكلفة المعيشة إلى إضعاف ثقة السكان الذين أصبحوا الآن أكبر سنا مما كانوا عليه في سبعينات القرن الماضي، عندما شهدت الاقتصادات آخر نوبات التضخم المرتفع.