رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناهد صلاح: وحيد حامد لم يتراجع عن قناعاته فى معركته الإبداعية

وحيد حامد
وحيد حامد

تحدثت الناقدة الفنية ناهد صلاح لـ "الدستور" عن الراحل وحيد حامد في ذكرى ميلاده الذي يحل اليوم الأول يوليو، حيث تمر ذكرى الكاتب والسيناريست والمنتج السينمائي وحيد حامد.

ميلاد الراحل وحيد حامد

قالت ناهد، إن وحيد حامد وهو واحد من أبرز صانعي السينما المصرية والعربية، ذكرى ميلاده تأتي بعد عام من رحيله، نفتقد حضوره بشكل كبير وعزائنا الوحيد حضوره الإبداعي المستمر والخالد من خلال أعماله، وحيد حامد ليس مجرد كاتب أو منتج قدم مجموعة من الأعمال الفنية، ولكنها أعمال متميزة وخالدة تشكل معالم هامة في قراءة الواقع الإنساني المصري، لم يكتف بالكتابة للسينما فقط ولكن شهرته الإبداعية بدأت من الإذاعة فهو من الذين أغنوا الإذاعة والتلفزيون والمسرح بأعمال قوية استطاعت أن تتوغل في مأزق المجتمع والفرد والعلاقات الإنسانية.

وأكدت: أن الكاتب وحيد حامد هو أحد أهم محاربي الطائفية والإرهاب، أطل وحيد حامد على الساحة الإبداعية من أواخر سبعينات القرن الماضي وكانت إطلالته الأولى من خلال تجربة إذاعية لافتة "طائر الليل الحزين"، والذي تحول بعد ذلك لفيلم سينمائي.

تجارب وحيد حامد كثيرة وكفيلة بإعطائنا فكرة عن مسيرة مبدع مثابر قادر على تقديم الحالات الإنسانية المختلفة في المجتمع المصري مثل "البريء - غريب في بيتي- الإنسان يعيش مرة واحدة - الغول- الإرهاب والكباب- اللعب مع الكبار- طيور الظلام- اضحك الصورة تطلع حلوة- كشف المستور - معالي الوزير-محامي خلع- أحلام الفتي الطائر- آوان الورد، وهو من المسلسلات التلفزيونية الجادة الذي أثار الكثير من الجدل وتوقفت عنده الكثير من الكتابات النقدية.

وأشارت الناقدة الفنية إلى أن وحيد حامد طوال مشواره الفني انشغل أيضا بالسياسة وتأثيره الاجتماعي والإنساني والثقافي على المجتمع كما قال في أحد حواراته "أنا لا أقوم بتأليف الأحداث، لكني أرصد أحوال المجتمع كما أنه يكتب تحليله ونظرته ورؤيته من خلال هذا الرصد الذي أشار إليه، لذلك الأفلام التي قام بكتابتها لم تنل إعجاب شعبي فقط، ولكنها نالت إجماعاً نقدياً أيضاً، في معالجته لقضيه الإرهاب استطاع أن يكتب معالجة بحث كوميدي من خلال فيلم الإرهاب والكباب، تحت قيادة المخرج شريف عرفه، واستطاع أيضا تغير المعالجة الدرامية وتناول القضية مرة أخرى بشكل درامي من خلال فيلم "طيور الظلام" للمخرج شريف عرفة، كما قدم معالجة أخرى بداخلها غضب في مواجهة الإرهاب من خلال فيلم دم الغزال للمخرج محمد ياسين، وأيضاً استطاع رصد التحول في فيلم "عمارة يعقوبيان" للمخرج وحيد حامد.

وترى أنه استطاع أن يطور من نفسه ومن أدواته ويكون أكثر حدة في مواجهة أي أمر طبيعي يحدث في الحياه من خلال تناوله للعنف وأشكاله المختلفة خاصة في قضية الإرهاب، كما أنه استطاع أن يتعمق في النسيج الاجتماعي المصري من خلال أفلامه المختلفة وهذا منحة نوع من الخصوصية الفنية والإبداعية في التعبير الكتابي والبصري، كان لديه تلاعباً درامياً في التعبير عن تغيرات المجتمع بشكل كبير، لذلك تحمس لها الجميع سواء جمهور أو نقاد، كانت مسيرة حافلة بالتحديات ولم يتنازل عن قناعته أبداً، كان طوال الوقت معتركاً مع قضايا المجتمع ولم يفارق هذه المعارك ابداً.

وحيد حامد من خلال كتاباته لميكن يبحث عن الوطن في حلم أسطوري أو خيال بعيد ولكنه حاول أن يكون دقيقاً من خلال رصد تفاصيل المجتمع ومصيره المحتوم، وكان لديه هاجس الفساد لأنه يمثل انعطافه حادة في تاريخنا المعاصر بكل صورة لذلك كان هذا الهاجس بمثابة الخط الرئيسي الذي دارت أغلب أعماله لأنه كان يرى أن الفاسدين لن يرتدعوا من أنفسهم لذلك كان لابد من مواجهتهم وكشفهم، جرأة وحيد حامد في مشواره ومشروعه الدرامي أكدت أنه دائماً مستعد، ولن يتراجع أبداً عن قناعاته، ولم يتنازل عن معركته الإبداعية المتفجرة من قلب وهموم مجتمعه.