رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ريفو».. آلة الزمن التي خطفت المشاهدين للتسعينات

ريفو
ريفو

طرحت منصة «WATCH IT»، مُسلسل «ريفو»، ذو الطابع الخاص من «النوستالجيا»، والحنين لفترة التسعينات المحببة؛ لدى مُعظم الأجيال التي تسبقها، لاسيما ما بعدها قُدم في إطار درامي، تطغى عليه العاطفة واختلاط المشاعر، عندما نلمح زجاجات المشروبات الغازية في شكلها القديم والمُتداول وقت الفسحة في المدارس، وأكياس البطاطس، ومُنتجات أخرى لم تعد متواجدة في عصرنا الآن مثل شرائط الكاسيت والمُسجل الكهربائي وأجهزة الفيديو وشرائطها.

عالم مختلف يصل الي الشاشة في آلة زمن من خلال الأزياء والديكورات واستخدام المصطلحات التي تخص الشباب والمُراهقين وقتها مثل «طحن»، أما عن الموسيقى وطموح الشباب الموهوبين، فقد امتلأت مشاهد الحلقات العشر بالطموح والأحلام، التي تدفع المُشاهدين إلى التفاؤل والحنين.

يدور المسلسل حول «مريم» التي تقوم بدورها الفنانة ركين سعد، وتُجسد دور المخرجة الشابة التي تحاول استكمال مشروع والدها الكاتب السينمائي المعروف «حسن فخر الدين»، الذي يقوم بدوره الفنان محسن توفيق، والذي تربطه في الأحداث علاقة ما بالفريق الغنائي «ريفو» حيث كان الكاتب بصدد تطوير فيلم يتناول حياة كل فرد على حدة، وفرقتهم، وقصة نجاحهم، وعلى النقيض سر اختفائهم، وفراقهم رغم الصداقة القوية التي تبدو عليها تلك العلاقة، التي يجمعها الشغف والطموح ببعضهم البعض.

فتبدأ مريم بتبني مشروع والدها، وتتخلي عن حياتها التي على وشك البدء مع خطيبها، وإعادة التفكير في استمرارها في علاقتها به، ومقارنتها بالتمسك، باستكمال فيلم باند ريفو أو التخلي عنه.

راهنت منصة «واتش ات» على إسناد البطولة الجماعية لممثلين شباب ومدونين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم نجوم في صنع المحتوى، سواء كان كوميدي أو اجتماعي، وفازت في الرهان بعد ملاحظة الإقبال الشديد والشعبية مُنقطعة النظير التي حظى بها المُسلسل منذ أولى حلقاته فتجد «مروان»، الذي يُجسده الفنان صدقي صخر، شاب خجول لكنه حالم لا يتوقف عن سماع الموسيقى، وانتهى به الحال نزيلًا في مصحة نفسية، إثر صدمة انتهاء حلم الباند الموسيقي ريفو.

كان أكثرهم نجاحًا هو «أباظة» الذي جسد دوره الفنان حسن أبو الروس، وهو عازف الجيتار المحترف الذي يعزف بصحبة كبار النجوم وقتها مثل حسام حسني، ولكن مع الوقت يتحول أباظة إلى شخص مُتشدد يكره الموسيقى، ويُهمل آلة الجيتار، ومن بين أعضاء الفريق الذي يُعاني من تذبذب الهوية «شادي» الذي يُجسد دوره الفنان والمُطرب أمير عيد، وهو عضو الفريق الذي كان يؤمن بحلمه وحتمية تحقيقه في يوم ليس بعيد، شادي الذي حاول الاقتراب من أجواء فيلم أيس كريم في جليم، باستخدام الجراج، كمقر لممارسة العزف، والتمرين على الألحان، وتناوله الأيس كريم في الطقس البارد لشهر ديسمبر، والإصرار على جذب جمهور النادي الرياضي عندما قفز في حمام السباحة، وأجبر زميليه علي القفز معه بدفع كلاهما بملابسهم الداخلية، بالإضافة إلى ظهور حسام حسني كراع لشباب المطربين، ومساعدتهم في الحصول علي فرصة للعمل والظهور.

وأيضًا ماجد جورج الذي انفصل عنهم، وهاجر إلى كندا، وتزوج من امرأة كندية في زواج لم يدم سوى عدة أشهر، حتى تعرض لحادث أثناء هبوب عاصفة ثلجية، مما دفع الأطباء إلى بتر ذراعه. 

نجح السيناريو الذي كتبه محمد ناير في إيصال المُشاهدين لحالة من النوستالجيا التي تعتمد علي شكل حياة تسعينية خارجية تعتمد على الشكل والمظهر وتجاهل الشأن الداخلي لأحداث الفترة المنصرمة، ربما لتنقل الخط الدرامي ما بين العصر الحالي والعودة الي التسعينات في مشاهد متتالية لم يلقي الضوء بشكل كبير على أيًا منهما.

كما نجح المخرج يحيى اسماعيل من توظيف العناصر الفنية من إضاءة وصوت بشكل مميز؛ لينتج عمل فني متكامل وشيق وقابل للتصديق إنه صنع في عام 1997.