رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أصبح الجيش المصري القديم الأقوى والأكثر رعبًا في العالم؟

الجيش الفرعوني الأقوى
الجيش الفرعوني الأقوى في العالم

أكدت مجلة "انشنت أورجنيز" الأسترالية، أنه يجب على أي شخص مهتم بتاريخ الحرب أو الأسلحة التأكد من إلقاء نظرة على الأسلحة المصرية القديمة، وكيف استغلت الجيوش المصرية تفوقها التكنولوجي.

وتابعت أنه على الرغم من شهرة مصر القديمة بعجائبها المعمارية، إلا أنها كانت تستخدم في يوم من الأيام القوة القتالية الأكثر رعباً التي شهدها العالم على الإطلاق. 

بدايات متواضعة: أسلحة مصرية قديمة مبكرة

كانت الأسلحة المصرية في فترة الأسرات المبكرة (3150 قبل الميلاد - 2613 قبل الميلاد) بسيطة كما قد يتوقعها المرء"، وتتكون من الخناجر الأساسية والرماح والصولجان للقتال مع الأقواس البدائية للقتال بعيد المدى.

وكانت الرماح بدائية وشبيهة جدًا بتلك التي يستخدمها الصيادون المصريون في فترة ما قبل الأسرات.

وكان التقدم الحقيقي الوحيد هو إدخال رؤوس الحربة النحاسية، والتي قدمت اختراقًا أفضل من طرف الصوان التقليدي، ومع ذلك، كانت صناعة المعادن في هذه الفترة المبكرة باهظة الثمن ومن غير الواضح مدى انتشار استخدام رؤوس الرمح النحاسية بين متوسط ​​جنود المشاة.

المملكة المتحدة الوسطى: الاستثمار في جيش وطني

بدأت الأمور تتغير بالنسبة للجيش المصري مع صعود منتوحتب الثاني ملك طيبة، ففي مصر المبكرة، كانت الإمبراطورية مكونة من مناطق مختلفة يقودها جميعًا زعماء إقليميون بجيوشهم الخاصة الذين استجابوا للحكومة المركزية. إذا اتصلت الحكومة المركزية ، فيجب على الزعيم التحرك مع جيشه.

تألفت هذه الجيوش الصغيرة في الغالب من مجندين فلاحين غير مدربين تدريباً جيداً مع ضعف تجهيزهم، لم يكن منتوحتب من محبي هذا النظام. 

وفي عام 2050 قبل الميلاد هزم الحزب الحاكم للحكومة المركزية في هيراكليوبوليس الحكومات الصغيرة وبذلك وحد البلاد، وأصبحت مصر في هذا الوقت تحت سيطرة طيبة.

بوجود جيش واحد موحد، تمكن المصريين التركيز على التطوير العسكري، على هذا النحو، كان أسلوب التعامل مع الأسلحة رخيصًا ولم يكن مبهجًا للغاية.

الهكسوس الغربيون

قرب نهاية المملكة الوسطى، أصبحت الحكومة المركزية راضية عن نفسها وضعيفة بشكل متزايد، تجاهلوا الجيش وسمحوا للهكسوس  - وهم ثقافة عسكرية خطيرة يتحدثون لغة غربية وكانوا على الأرجح من الكنعانيين - بالتسلل إلى أراضيهم.

بينما كانت الحكومة المصرية المركزية مشتتة بسبب الاقتتال الداخلي الصغير، تمكن الهكسوس من السيطرة على مصر السفلى حول مدينة أفاريس (أورايس)، وسرعان ما أثبت الهكسوس وجودهم وبدأوا يفرضون إرادتهم على المنطقة سياسياً وعسكرياً.

أصبح الهكسوس “البعبع” في الفترة الانتقالية الثانية لمصر (1782-1570 قبل الميلاد). غالبًا ما توصف هذه الفترة باسم "غزو الهكسوس". 

الدعاية من المملكة المصرية الجديدة وجوزيفوس من مانيثو تجعل الهكسوس يبدون مثل الوحوش المتعطشة للدماء التي اجتاحت مصر، ودمرت كل شيء في طريقهم، ومع ذلك، لا يوجد دليل أثري على هذا المستوى من الدمار.

وفي عهد أحمس الأول، أخذ المصريون ما تعلموه من الهكسوس واستخدموه ضدهم، وهزم أحمس الهكسوس وطردهم من مصر السفلى، ثم ذهب جنوبا وفعل الشيء نفسه مع النوبيين، مرة أخرى توحدت مصر، وبدأ عصر الدولة الحديثة.

الأسلحة المصرية الشرسة للمملكة الحديثة

كانت المملكة الحديثة عصر توسع عسكري لا مثيل له لمصر، حيث قرر المصريون ألا يكونوا ضحايا للغزو الأجنبي مرة أخرى، ومع توسع حدود مصر ومواجهة بأعداء جدد، واصل المصريون التقدم التكنولوجي السريع لقواتهم، وسرعان ما أصبحت جيوشهم غير قابلة للهزيمة تقريبًا.

 

الرمح المصري "الجديد"

ظل الرمح دون تغيير إلى حد كبير، كانت لا تزال في الأساس عصا طويلة بنقطة حادة في النهاية، لكن النقطة الحادة أصبحت الآن مصنوعة من البرونز الذي كان أفضل بكثير، وكان الرمح لا يزال غير مكلف ولكنه فعال وظل السلاح الأساسي لمعظم القوات المصرية.

هل شن الهكسوس غزوًا سلميًا لمصر؟

كشف باحثون عن قصة حقيقية لأسرة الهكسوس في مصر القديمة، حيث كان التغيير الرئيسي هو إدخال تكتيكات الرمح والدرع، وكانت الدروع أساسية لكنها فعالة، ويمكن لرجال الرمح الصمود وراء دروعهم ومنع هجمات العدو قبل الرد بضربات رمح متوسطة المدى مدمرة.

سيوف محسنة

قبل غزو الهكسوس، كانت السيوف المصرية هشة وسهلة الكسر، وقدم الهكسوس تطورات حاسمة في تقنية الصب البرونزي، وصنع المصريون سيوف قطعة واحدة صلبة وهي النصل والمقبض سويًا، ولم تعد هناك مسامير تضعف السيف بل زادها الشكل جديد متانة وقوة.

عربات الحرب

كان السلاح الأكثر إثارة للإعجاب والأكثر فتكًا في المملكة الحديثة هو العربة، حيث قدم الهكسوس للمصريين فكرة عربة خفيفة الوزن تستخدم في المعركة، لكن المصريين أتقنوها.

عربة حربية يقودها اثنان من المحاربين، يمكن للمرء قيادة الخيول والتركيز على الدفاع قصير المدى بينما يركز رامي السهام في الخلف على الهجوم بعيد المدى.

وكانت العربة خفيفة الوزن ولكنها محملة بالأسلحة، حيث رُفعت رباعيات السهام والرماح على الجانبين جنبًا إلى جنب مع استخدام سيف الخوبيش والفؤوس في المعركة.

كانت عربة واحدة بمفردها مرعبة لكن الجيش المصري كان يستخدم تشكيلات من أكثر من 100 عربة لاختراق خطوط العدو وتدمير جناحهم. 

كانت العربة في الأساس عبارة عن منصة أسلحة متنقلة تتجول في ساحة المعركة بسرعات جنونية.

أقوى الجيوش

وأكدت المجلة أن النظر إلى الجيش المصري القديم وأسلحته يقدم درسًا مهمًا في التواضع، فبدون قيادة فعالة، فإن الجيش الكبير لا يكون أكثر من مجرد ثقل حول رقبة الدولة.