رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير عمان بالقاهرة: زيارة الرئيس السيسى لمسقط تؤكد متانة وخصوصية العلاقات

السفير عبدالله الرحبي
السفير عبدالله الرحبي

قال السفير عبدالله الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلطنة غدًا الإثنين، تؤكد متانة وخصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين.

وأكد السفير العماني لدى القاهرة في بيان تلقت «الدستور» نسخة منه، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان التي تبدأ غدًا الإثنين، ولقائه ومباحثاته مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، تكتسب أولوية استراتيجية باعتباره اللقاء الأول الذي يجمع  القيادتين العُمانية والمصرية، منذ تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، وتؤكد متانة وخصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين، خاصة أنها تأتي عقب مباحثات مهمة شهدتها القاهرة مؤخرًا وتمثلت في زيارات عدة من قادة ورؤساء الدول العربية.

 

أجندة لقاء الرئيس السيسى وسلطان عمان

وأوضح البيان أن الزيارة ستتناول  سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهي محل ترقب وترحيب كبير في عُمان، لما تكنه القيادة والشعب العُماني للرئيس السيسي والشعب المصري من تقدير.

وأضاف البيان «المتابع السياسي لمؤشر العلاقات العُمانية المصرية يلحظ أنها تشهد دومًا دفعات قوية للأمام، بفضل الانسجام في المواقف والسياسات تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث يدعو البلدان دائمًا إلى حل جميع مشاكل وقضايا المنطقة بالحوار، وتؤكد زيارة الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربي في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي العربي، فضلًا عن التأكيد على سياسة مصر الثابتة والراسخة التي تدفع دائمًا بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار».

 

ازدهار العلاقات العُمانية المصرية

وتشهد العلاقات العُمانية المصرية باستمرار نموًا مطردًا بفضل التوافق المشترك بين قيادتي البلدين السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد أولى السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، منذ أن تم تعيينه سفيرًا لسلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، جل اهتمامه بتفعيل ملف العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة بين عُمان ومصر، وذلك تنفيذًا لتوجهات الدبلوماسية العُمانية الجديدة (الدبلوماسية الاقتصادية) ووفقًا لتوجيهات السلطان هيثم بن طارق، من أجل التنفيذ الفعلي لرؤية "عُمان 2040"، بحسب البيان.

وعكف السفير الرحبي، على تنفيذ هذه الاستراتيجية وفق خطة منهجية مدروسة، من خلال زياراته المكثفة للجهات والمؤسسات الاقتصادية في مصر، وعقد لقاءات مع المسئولين المصريين في مجالات الاقتصاد والاستثمار، أو عبر استضافة مجموعات من رجال الأعمال المصريين، وذلك في مقر بعثة سفارة السلطنة بالقاهرة، من أجل بحث فرص التعاون المشترك في المجالات المستهدفة التي تحقق المصالح المتبادلة بين البلدين وبما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين عُمان ومصر.

كما شهدت القاهرة الأسبوع الماضي فعاليات منتدى الأعمال العُماني المصري،  حيث قام وفد صناعي عُماني برئاسة عبدالله بن علي الشافعى رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بشمال الباطنة وضم 19 رجل أعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان بزيارة رسمية لمصر خلال الفترة من 17 – 22 يونيو الجاري، وذلك لبحث سبل التعاون الصناعي وتبادل الخبرات بين البلدين ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال تنمية وتطوير المناطق الصناعية وانشاء المجمعات الصناعية المتكاملة والمدن المتخصصة.
وأكد السفير عبدالله الرحبي أن العلاقات السياسية بين سلطنة عمان ومصر تعيش أزهى عصورها، وتحظى باهتمام ومتابعة مستمرة من لدن السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبدالفتاح السيسي، وقال: نحن نقوم بتنفيذ توجيهات قيادة البلدين في النهوض بالعلاقات الاقتصادية، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار المشترك لتتواكب مع رؤية عمان 2040، ورؤية مصر 2030.
 

علاقات تاريخية متجذرة بين مصر وسلطنة عمان

مرت العلاقات بين السلطنة ومصر بعدة مراحل تاريخية، إذ تعود العلاقات إلى ما قبل 3500 سنة، حين كانت الملكة حتشبسوت ملكة مصر، ترسل أساطيلها التجارية إلى ظفار العمانية لتحمل بلبانها الفاخر الذي استخدم في تعطير المعابد الفرعونية، وحينما فتح عمرو بن العاص مصر، جاء عدد من القبائل العُمانية في ذلك الوقت، وأكدت المؤشرات التاريخية على بقاء أفراد من عُمان وشكلوا فيما بعد بعض القبائل.

وأعلن سلطان بن أحمد (1792-1804) استياءه من الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وأوقف المفاوضات الفرنسية العمانية التي تمهد لعقد معاهدة بين الدولتين، وأعلن احتجاجه الرسمي على اعتداء فرنسا على دولة عربية مسلمة.

ـ في 13 يناير 1944 قام السلطان سعيد بن تيمور بزيارة مصر للمرة الأولى، والتقى بالملك فاروق، وعدد من الشخصيات المصرية في حكومة مصطفى النحّاس رئيس الوزراء، وبحث امكانية دراسة ابنه قابوس في مصر، ومن أجل توطيد علاقات أكثر قوة ومتانة، وفي 17 أبريل وصل السلطان سعيد بن تيمور إلى القدس عن طريق القطار قادمًا من القاهرة.

ـ أعلنت عن عُمان تأييدها لمصر خلال العدوان الثلاثى عام 1956، وانفجرت مشاعر الغضب فى كل أنحاء عمان، وعبر المئات من العمانيين عن استعدادهم للمشاركة فى نضال مصر الوطنى ضد المعتدين.

ـ من المواقف المشرفة للسلطان قابوس ـ طيب الله ثره ـ حينما أطلق مبادرة تاريخية وأصدر مرسومًا أثناء حرب أكتوبر 1973 بالتبرع بربع رواتب الموظفين العُمانيين لدعم مصر مع إرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لمصر.  

ـ في عام 1977 رفضت سلطنة عُمان قطع علاقتها مع مصر بسبب توقعيها اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وقال السطان قابوس رحمه الله حينها: "إن مصر لا تقاطع ولا تعزل ولا تموت بسبب موقفها".  

ويستمر هذا النهج في مسيرة عُمان المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق، إذ أكد في خطابه الأول في 11 يناير 2020م بالسير في نهج عُمان في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء، ويؤكد المسئولون العُمانيون دومًا أن مصر لها الأولوية والاهتمام لدورها الريادي والأساسي في قاطرة الأمة العربية.