رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: علاقات مصر وقطر ستشهد انفتاحًا وتنسيقًا فى مختلف القضايا

جريدة الدستور

أجمع عدد من المراقبين والمحللين السياسيين على أهمية زيارة أمير قطر "تميم بن حمد" إلى القاهرة، من ناحية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين فى مختلف القضايا الدولية والجوانب الاقتصادية.

وتحدث عدد من الخبراء، لـ"الدستور"، حول نتائج تلك الزيارة وأهميتها الاستراتيجية، ودورها فى رفع مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين فى مختلف القضايا.

مرسى عوض: مناقشات حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

قال محمد مرسى عوض، سفير مصر السابق لدى الدوحة، إن زيارة أمير قطر للقاهرة جاءت استكمالًا لنتائج قمة العلا للمصالحة العربية، التى عُقدت بين قطر ودول الرباعى العربى "مصر والبحرين والإمارات والسعودية"، وبموجبها تم استئناف العلاقات الدبلوماسية وعودة السفراء، وإجراء زيارات متعددة على مستوى الوزراء ورجال الأعمال.

وأضاف "مرسى" أن آفاق التعاون بين مصر وقطر متسعة فى كل المجالات، وتحديدًا مجال الطاقة والاستثمارات، مشيرًا إلى أن مصر سوق كبيرة ومفتوحة لجميع الاستثمارات العربية والأجنبية، وأمام القطريين فرصة لزيادة حجم استثماراتهم القائمة بالفعل فى مصر، ولم تتأثر كثيرًا بالأزمة السياسية.

وذكر أن الزخم فى العلاقات الاقتصادية ينعكس على العلاقات السياسية والإعلامية، لافتًا إلى إنجاز بعض الملفات التى كانت عالقة بالفعل بين البلدين، معتبرًا أن الزخم فى العلاقات يحصنها ضد أى تداعيات مسقبلية.

وبيّن أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من أهم القضايا التى تم مناقشتها بين البلدين، فضلًا عن موقف دول الخليج ومصر منها، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتى استكمالًا للقاءات بين القادة العرب قبيل قمة الرئيس الأمريكى جو بايدن مع قادة الدول العربية منتصف الشهر المقبل فى السعودية.

طارق فهمى: جذب الاستثمارات وتنسيق فى ملف الغاز

أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة أمير قطر للقاهرة تأتى بعد استئناف العلاقات المصرية القطرية على أعلى مستوى عقب المصالحة العربية التى تمت فى قمة "العلا"، التى سبقتها اتصالات مستمرة بين المسئولين القطريين والمصريين من أجل استعادة العلاقات الدبلوماسية، كما تأتى وسط تطورات كبرى تحدث فى الإقليم العربى.

ورأى "فهمى" أن إجراء الزيارة فى هذا التوقيت أمر مهم للغاية، من أجل النظر فى قضايا أمن الخليج العربى، خاصة بعد اللقاءات الخليجية المصرية التى عُقدت فى الفترة الماضية. وأشار إلى أن الملفين الليبى واليمنى وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أبرز الموضوعات على طاولة المباحثات بين الرئيس السيسى وأمير قطر. وبيّن أنه من الناحية الاقتصادية سيكون هناك المزيد من التعاون بين البلدين، حيث سيتم استئناف عمل اللجان المشتركة ومجلس الأعمال المصرى القطرى، لافتًا إلى أن الزيارة ستجذب المزيد من الاستثمارات بين البلدين. وتحدث عن إمكانية التعاون بين مصر وقطر فى أزمة الغاز والطاقة، قائلًا: "سيكون هناك تعاون كبير، خاصة مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن قطر على علاقة وطيدة مع أوروبا بسبب ملف الغاز، والآن مصر أيضًا بعد الاتفاق الأخير مع الاتحاد الأوروبى وُضعت على خارطة الغاز الدولية، وبالطبع سيكون هناك تنسيق مصرى قطرى فى هذا الملف".

رامى زهدى: الدوحة تتطلع للاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة 

أوضح رامى زهدى، الخبير فى الشئون الدولية، أن الزيارة تؤكد عودة التكامل المصرى القطرى، فمصر دولة مؤثرة فى محيطيها العربى والدولى، وقطر دولة ذات أهمية فى منطقة الخليج، ويكتسب هذا التقارب أهمية كبرى فى ظل تغيرات سياسية واستراتيجية عالمية تواجه المنطقة وتؤثر عليها، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية. 

وأضاف: "تحتاج مصر وقطر فى هذا التوقيت لعودة قوية فاعلة على مستوى توفيق الرؤى السياسية والاقتصادية، كما تطمح قطر للمشاركة فى تنامى الاقتصاد المصرى والاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة، والانفتاح على القارة الإفريقية عبر بوابة مصر، بينما ترحب مصر بالاستثمار الخليجى بصفة عامة ومنه القطرى طالما يعود ذلك بالنفع على الشعبين الشقيقين". وأوضح "زهدى": “التعاون الاقتصادى بين البلدين يأتى فى إطار من التكامل وتبادل الخبرات والإمكانيات وهو أمر مهم للدولتين، تحتاجه قطر الآن بشدة، وتحتاجه مصر بالدرجة نفسها، ويحظى بتركيز الدولتين كأحد أهم نقاط الالتقاء بين الدولتين، حاليًا ومستقبلًا". وحول احتمالية فتح مجال للتعاون بين البلدين فى مجال الطاقة فى ظل سعى مصر للتوسع فى تصدير الغاز، قال زهدى: "تمتلك مصر خبرات كبيرة فى مجالات التعدين، وكذلك قطر، ودمج الخبرات بين مصر وقطر فى هذا المجال يفتح لهما طريقًا نحو بيئة أعمال مشتركة كبيرة".