رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز المعلومات عن نشأة الرهبنة الفرنسيسكانية فى مصر

كنيسة
كنيسة

أعلنت الكنيسة الكاثوليكية، الثلاثاء الماضي، عن انتقال الأب يوحنا جودة الفرنسيسكاني.

وفي هذا التقرير يستعرض «الدستور» أبرز المعلومات عن الرهبنة الفرنسيسكانية في مصر.

من هو فرنسيس الأسيزي؟

وفقًا لموقع الكنيسة القبطية بمصر، ولد فرنسيس في ربيع عام 1182 لأب إيطالي تاجر أقمشة ثري وأم فرنسية، وتربى فرنسيس في بيئة أحاطته بكل أنواع التدليل ومرت سنوات صباه في لهو ومرح وانطلاق مع رفقائه.

كان والده يعده ليخلفه في تجارته بينما كانت والدته تبث فيه محبة المسيح واحترام الكنيسة والعطف على الفقراء والمساكين.

وتابع: اشترك فرنسيس في الحرب التي قامت بين مدينته "أسيزي" ومدينة "بيروجيا" والتي انتهت بأسره، وهناك في سجون بيروجيا عاش فرنسيس أولى خبراته المؤلمة والتي كانت نقطة تحول في حياته، فقد بدأ يفكر فيمن هو السيد الحقيقي الجدير بأن يخدمه.

مضيفًا: في عام 1207 بدأ فرنسيس أولى خطواته في حياته الجديدة، إذ تنازل لوالده عن كل شيء حتى عن ملابسه التي كان يستر بها عورته وأقام بجوار كنيسة القديس دميان المهدمة والتي بدأ في ترميمها، والتف حوله كثير ممن أعجبوا بسيرته الجديدة. وكانت الآية "لا تقتنوا ذهبًا ولا فضة ولا مزودًا". 

وتابع موقع الكنيسة الكاثوليكية بمصر: عام 1210 توجه فرنسيس مع نفر من رهبانه إلى روما ليطلب من البابا اعتمادًا لطريقة حياته، فصرح لهم البابا بأن يبشروا بكلمة الله ودعوة الناس إلى التوبة.

واستطرد: وفي العام التالي وبناء على رغبة الشابة "كلارا" أسس فرنسيس رهبنة نسائية ودعيت الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية.

وواصل: أما في عام 1219 فقد جاء فرنسيس إلى مصر والتقى بالسلطان الملك الكامل في مدينة دمياط، حيث قاما بأول حوار بين الديانتين المسيحية والإسلامية، وقد منحه السلطان تصريحًا كتابيًا يخول له زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين، حيث أسس الإقليم الشرقي الفرنسيسكاني.

وتابع: وتوفى فرنسيس في الثالث من أكتوبر 1226 فأعلنت قداسته بعد انتقاله بعامين، وانتشرت الرهبنة في معظم بلدان أوروبا، وكانت إرساليات تجوب أماكن كثيرة من العالم للتبشير بالمسيح، حيث استشهد العديد من الرهبان الذين وصل عددهم أثناء حياته إلى عدة آلاف.

الرهبنة في مصر:

وواصل: يعود تاريخ الرهبنة في مصر على عهد القديس فرنسيس نفسه عندما قام بزيارتها مع فلسطين، حيث أسس الإقليم الشرقي بهدف المحافظة على الأماكن المقدسة ورعاية الجاليات الأجنبية وبعثات الحج، ثم ظهرت الحاجة إلى إنشاء إرسالية جديدة من أجل مواصلة الحوار بين الكنيسة الجامعة والكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ويعود تاريخ تلك الإرسالية التي سميت النيابة الرسولية في مصر إلى عام 1630 وفي عام 1697 نشأت نيابة رسولية جديدة لمناطق أخميم بمصر وفونجي بإثيوبيا، ولكن بعد استشهاد الرهبان في إثيوبيا عام 1716 تقرر إلغاء النيابة الرسولية التي أعيد فتحها عام 1719.

طابع النيابة الرسولية للإخوة الأصاغر في مصر:

مستطردًا: كان الطابع المميز لنيابة المرسلين الفرنسيسكان "في خدمة الأقباط" وقد تحدد ذلك في الرسالة الرعوية للبابا بندكتوس الرابع عشر في 4 مايو 1745 الذي بموجبه أنيطت بالرهبان الفرنسيسكان ثلاث مهام هي: التبشير بالإنجيل وتوزيع الأسرار في حالة نقص كهنة الأقباط الكاثوليك والاهتمام باستمرار الحوار مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وتابع موقع الكنيسة الكاثوليكية: 

عام 1896 وبموجب البراءة البابوية التي أصدرها البابا لاون الثالث عشر بإحياء بطريركية الأقباط الكاثوليك، تخلت النيابة الرسولية الفرنسيسكانية عن لقبها واعتبرت إرسالية عادية يرأسها رئيس ديني وكنسي. وقد استمر هذا الوضع حتى عام 1949، حيث طالب مجمع الكنائس الشرقية من الرئيس العام للفرنسيسكان ألا يعتبر نفسه رئيسًا كنسيًا فقط بل رئيسًا دينيًا وقانونيًا يمارس مهامه بالنسبة للرهبنة فقط، أما في مجال النشاط الرعوي فكان عليه الخضوع للسلطات الكنسية المحلية.

وأوضح: وارتبطت الرهبنة في مصر بإقليم توسكانا الفرنسيسكاني بإيطاليا حتى عام، 1958حيث بدأت أولى مراحل الاستقلال عن الإقليم الإيطالي، ففي عام 1962 حصلت الإرسالية على الاستقلال الذاتي ونالت لقب حراسة، وفي السبعينيات رقيت إلى وكالة وفي الثمانينيات حصلت على لقب إقليم صغير.

أوجه أنشطة الرهبنة في مصر:

وواصل: ساعدت الرهبنة في مصر في تكوين إكليروس طائفة الأقباط الكاثوليك، فقد اهتمت بإرسال مبعوثين من الشباب القبطي لتلقي العلوم اللاهوتية في روما ومن ثم عودتهم إلى مصر لرعاية بني وطنهم وأول المبعوثين هما الشابان روفائيل طوخي وصالح مراغي.

وتابع: وفي عام 1893 تركت ثلثي مقارها للإكليروس القبطي الكاثوليكي الذي كان يرغب في ممارسة نشاطاته مستقبلًا عن المرسلين اللاتين، ومن هذه المقار كنيسة ودير بدرب الجنينة التي تحولت إلى مقر البطريرك وكنائس طهطا وأخميم وجرجا وجامولا وفرشوط ونقادة، وفي سنوات لاحقة تنازلت أيضًا للطائفة عن كنائس أسيوط وحجازة، وتنازلت للآباء اليسوعيين عن كنيسة جراجوس وللآباء الكومبونيان عن كنيسة ودير أسوان.

وأوضح: وما زال الرهبان الفرنسيسكان يقومون برعاية الكثير من الكنائس مثل دير ومزار العذراء بدير درنكة وكنيسة منفلوط في أسيوط وكنائس نجع حمادي وفرشوط وقنا والطويرات وكنيسة الأقصر المخصصة لخدمة السائحين وكنيسة الرزيقات والمحاميد والرياينة وإسنا وكوم أمبو.

وأتم: «يدير الرهبان الفرنسيسكان عدة مدارس منها مدارس الرزيقات وأرمنت الحيط والأقصر والطويرات ونجع حمادي ومدارس أسيوط ودير العذراء ومنفلوط ومدرسة الفيوم، كما يديرون ملجأ للأيتام بالمقطم».