رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غاز الضحك.. «مخدر الهيبيين» الموت على كفوف السعادة

غاز الضحك
غاز الضحك

انفجر من الضحك أو "مات من الضحك" عبارتين يتردد قولهما كثيرًا تعبيرًا مجازيًا عن شدة الضحك، ولكن أن يتحقق معنيهما على أرض الواقع هذا هو ما لم يتوقعه الكثيرون، ولكنه حدث عندما انفجرت رئة شاب، وكاد أن يفقد حياته بعد استنشاقه كمية كبيرة من غاز أكسيد النيتروز المعروف بـ"غاز الضحك" خلال حفل كان يحضره مع أصدقائه.

الشاب الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، والذي اضطر إلى الاعتراف لأهله باستنشاقه أكسيد النيتروز أثناء وجوده في بارك لايف في مانشستر خلال عطلة نهاية الأسبوع، عانى من تورم في الرقبة وضيق في التنفس، وشعر بفرقعة فقاعات عند لمسه بسبب الهواء المتسرب من الرئة الممزقة بسبب استنشاقه لهذا الغاز.

وفي البداية، رجح الأطباء أن يكون الفتى المصاب في حاجة إلى إجراء عملية جراحية من أجل إزالة الهواء المنحبس حول رئته وقلبه، ولكن في وقت لاحق، استطاع الأطباء إزالة الهواء منحبس عن طريق قناع تنفس جرى وضعه طيلة الليل، دون اللجوء إلى عملية.

و"غاز الضحك" اسمه العلمي أكسيد النيتروس واشتهر بهذا الاسم لأثاره المنشطة عند استنشاقه، كما أنه مركب كيميائي بالصيغة الكيميائية N2O، في الحالة الطبيعية هو غاز عديم اللون، غير قابل للاشتعال، له رائحة محببة للنفس، شبه حلوة.

وعادة يستخدم غاز الضحك في الجراحة وطب الأسنان لأثاره المسكنة والمخدرة، ويستعمل في بعض العمليات الجراحية، كما يستعمل أكسيد النيتروس كوسيلة لتفعيل فترات قصيرة من الأداء الفائق في محركات الحرق الداخلي في السيارات، مؤدياً إلى زيادة القوة التي ينتجها المحرك. 

وعنه يقول أحمد حسين استشاري طب الأسنان في حديثه "للدستور" إنه يستخدم أحيانًا كبديل مؤقت للبنج في بعض الحالات، مثل حالات الأطفال وذوي الحالات الخاصة لصعوبة السيطرة عليهم، إذ أنه له تأثير في تهدئة أعصابهم وتخديرهم، موضحًا أنه بصفة عامة لا يمكنه أن يكون بديلًا كاملًا للبنج.

وتابع أن المسئول عن جهاز ضخ غاز الضحك يجب أن يكون طبيب التخدير فقط، إذ يجب أن يحدد هو وحده الجرعات المناسبة للمريض، وليس لأي طبيب من تخصص آخر الحق في تحديد ذلك.

مؤكدًا أن أي قصور في استخدام هذا الجهاز يمكن أن يضر بالمريض ضررًا شديدًا، مثلما حدث مع الشاب الإنجليزي الذي انفجرت رئته، وتابع أن هناك العديد من المستشفيات في مصر تلجأ إلى استخدام هذا الغاز بعد تعاقد مع أطباء تخدير معتمدين.

ويُعرف عن "غاز الضحك" امتلاكه عدة خصائص مُبهجة تحدث عند استنشاقه، بما فيها الشعور بالهدوء أو حدوث نوبات ضحك، ولهذا الأمر استخدم كواحدًا من أكثر أنواع المواد المغيّرة للكيف رواجاً بين الشباب الإنجليزي الذين تترواح أعمارهم بين 16 و24 سنة، وأصبح مصدر للقلق وموضع نقاش متصاعد في السنوات الأخيرة.

وفي المجتمع العربي ظهرت العديد من الشكاوى بسبب استخدامه من قبل الشباب كأحد أنواع المخدرات خاصة في المجتمع المغربي.

وتوضح منظمة "فرانك"  Frank الاستشارية في مكافحة المخدرات، أن الأشخاص الذين يستخدمون "أوكسيد النيتروز" بشكل ترفيهي يفعلون ذلك عن طريق استنشاقه بواسطة بالون، في العادة.

وبخصوص ذلك كشف "المسح العالمي للمخدرات" Global Drug Survey عام 2016 أن الاستعمال الترفيهي لـ"غاز الضحك" آخذ في الازدياد، مشيراً إلى أنه بات أكثر شعبية في المملكة المتحدة بالمقارنة مع 19 دولة أخرى، كما تبين أن أغلب المستخدمين له هم الأطفال الصغار ما يعرضهم للخدر واللامبالاة والذُهان نتيجة استنشاقه.

 

وتشير منظمة "فرانك" الإنجليزية أن استنشاق أوكسيد النيتروز مباشرة من العبوة يسبب أضرارًا كثيرة، وكذلك يشكّل استنشاقه في مكان محصور ممارسة في غاية الخطورة محذرة "لا تضعوا كيساً بلاستيكيّاً فوق رؤوسكم أبداً"، إذ أن الخطورة تكمن في مستوى الضغط المرتفع المستعمل في احتواء الغاز داخلها.

وفي السياق نفسه توضح منظمة "دراغ وايز"  DrugWise التي تقدّم معلومات عن المخدرات عبر منصة إلكترونية، أن استنشاق كميات مفرطة من الغاز يمكن أن تتسبّب في تعرض الشخص لنقص الأكسجين في الدماغ ووفق كلماتها، "يمكن أن ينجم عن ذلك فقدان المرء للوعي أو حتى وفاته، بسبب الاختناق أو مشكلات القلب".

وحسب "المكتب الوطني للإحصاء" ONS، تسبّب استنشاق "أوكسيد النيتروز" بوفاة 25 شخصاً بين عامَيْ 2010 و2016.