رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «أئمة فرنسا»: السيسى سد منيع أمام محاولات توغل «الإخوان» فى العالمين العربى والإسلامى

حسين شلغومى
حسين شلغومى

أشاد حسين شلغومى، إمام بلدية "درانسى"، رئيس "منتدى أئمة فرنسا"، بالتجربة المصرية فى مواجهة جماعة "الإخوان" الإرهابية، ووصفها بأنها رائدة ويحتذى بها، متمنيًا نقلها إلى أوروبا. 

وقال إمام بلدية "درانسى"، فى حواره مع "الدستور"، إن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الجماعة الإرهابية وقف كسد منيع أمام محاولاتها التوغل فى العالمين العربى والإسلامى، داعيًا الأزهر الشريف إلى تكثيف حملاته للتوعية بمخاطر التنظيم. 

واستعرض صاحب كتاب "حرروا الإسلام من الإسلام السياسى"، السبل التى تنتهجها الجماعة لاختراق أوروبا، من خلال استخدام سلاح "المظلومية" والظهور بمظهر الضحية فى الانتشار وتجنيد الأتباع خاصة من شباب المسلمين، إلى جانب ارتدائها "اللباس الأوروبى الحديث"، فوق ما تخفيه من "رداء متطرف"، فى استعمال صريح لمبدأ "التقية". 

■ بداية... كيف نجحت جماعة الإخوان الإرهابية فى اختراق المجتمعات الأوروبية؟

- اتجهت جماعات "الإسلام السياسى" وعلى رأسها "الإخوان" إلى أوروبا بحكم الجغرافيا والقرب المكانى، لذا توجه إليها أغلب أعضاء الجماعة، سواء من مصر أو الجزائر أو تونس أو المغرب، وتحديدًا مع بداية سبعينيات القرن الماضى، خاصة مع تمتع أغلب الدول الأوروبية بمبدأ "اللجوء السياسى"، وتوفيرها القوانين التى تتيح الحرية والمدنية، وكل هذه أمور تستغلها الجماعة لتحقيق أهدافها.

■ .. وماذا عن اختراق قلب فرنسا ودوائر قراراتها السياسية؟

- تتعرض فرنسا إلى هجمات إرهابية مستمرة من قبل جماعات "الإسلام السياسى" وتحديدًا "الإخوان"، على ضوء امتلاكها أكبر جالية إسلامية فى أوروبا، فداخل فرنسا يعيش بين ٦ إلى ٨ ملايين مسلم.

واخترقت "الإخوان" فرنسا بكل سهولة عن طريق الانتشار فى المساجد والنقابات المهنية والحركات العمالية والطلابية، وأعضاء الجماعة يخترقون الجهات المعارضة بشكل سريع للغاية، وينجحون فى استمالة وتجنيد أعضائها.

وباعتبار أن فرنسا "دولة علمانية"، تحاول جماعة "الإخوان" إيجاد الثغرات القانونية لنشر أجندتها، والظهور بمظهر "الضحية"، وتعمل بنشاط بالغ على اختراق الجامعات والنقابات العمالية والطلاب.

وبات للجماعة حوالى ٢٠٠ مسجد ومركز دينى، فضلًا عن عدد من الجمعيات الخيرية التى تجمع الكثير من التبرعات، ورغم ما يبدو من ذهابها إلى صالح الفلسطينيين على سبيل المثال، يعلم الجميع أن هذه "الأموال الإخوانية" لا تذهب لأى مكان سوى لدعم الجماعة.

■ مَن أبرز رموز "الإخوان" فى فرنسا؟

- جاء العديد من رموز "الإخوان" إلى فرنسا تحديدًا، باعتبارها "دولة علمانية" فى المقام الأول، كما سبق أن بينت، وعلى رأسهم التونسى راشد الغنوشى، زعيم "حركة النهضة"، إلى جانب عدد من رموز "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" فى الجزائر، ورموز "حركة العدل والإحسان" من المغرب.

ومن مصر جاءت الرموز الأخطر على الإطلاق، مثل: طارق رمضان حفيد حسن البنا، وشقيقه هانى البنا، وهما من كبار محركى الجماعة فى أوروبا، علاوة على عمر الأصفر، رئيس ما يعرف باسم "اتحاد مسلمى فرنسا"، ومؤسس "التجمع ضد الإسلاموفوبيا فى فرنسا- CCIF"، وطارق إبرو، ومحمد مروان.

■ ما الخطورة التى يمثلها تنظيم "الإخوان" على القارة العجوز؟

- أعضاء جماعة «الإخوان» فى أوروبا لا يرتدون "اللباس الدينى التقليدى"، كما هو الحال فى الحركات السلفية أو الصوفية، لكنهم يرتدون "اللباس الأوروبى الحديث".. وهذه أول نقطة يستطيعون من خلالها خداع المواطن الأوروبى.

ومن أهم مخاطر "الإخوان"، اتباعها خطاب "المظلومية" و"الضحية"، وهذا الخطاب هو الأساس الذى تنطلق من خلاله الجماعة الإرهابية لتجنيد أفرادها، فعندما ترسخ فى ذهن الشاب المسلم أنه ضحية للقوانين الأوروبية، وأنه يتعرض للعنصرية من قبل دول القارة العجوز، تنمو لديه "غريزة الانتقام" من النظم الأوروبية، ويصبح من السهل للغاية استدراجه للعمليات الإرهابية والقتل والتكفير.

وأود القول هنا إن مصطلح "الإسلاموفوبيا" من ابتكار جماعة "الإخوان"، وهى استراتيجية يتم من خلالها استقطاب المسلمين، مع تذكيرهم بالماضى الاستعمارى، فدائمًا ما يعتمد "الإخوان" فى خطابهم عن فرنسا مثلًا بأنها سبق أن احتلت مدنًا إفريقية مثل تونس والمغرب والجزائر، وبهذه الطريقة تنمى "الإخوان" روح الانتقام فى قلوب الشباب المسلم فى فرنسا. كذلك جماعة "الإخوان" هى منبت لكل الجماعات الإرهابية حول العالم، بدءًا من "القاعدة" و"داعش" وغيرها من جماعات التكفير المختلفة، فكل هذه الجماعات تجتمع على عقيدة الكراهية والتطرف والقتل، وهى العقيدة الأولى لدى التنظيم الإرهابى. واغتر العديد من المثقفين والإعلاميين والسياسيين الأوروبيين فى "مظهر الجماعة الأوروبى الحديث"، وخطابها الذى يحمل فى ظاهره الحرية والعدالة، وتعاونوا معها عن جهل، وهناك من الأوروبيين من تعاون مع الجماعة عن تعمد، فى ظل ما توفره لهم من غطاء مالى يحتاجون إليه. ولهذا كله، جماعة "الإخوان" هى أخطر الجماعات الدينية، وأخطر من الحركة السلفية، ومنبع ومصدر التكفير والخراب الذى تعيش فيه القارة العجوز، خاصة مع حملها ازدواجية الخطاب و"التقية"، كما سبق أن أوضحت.

■ إذن.. ما رأيك فى الإجراءات الأخيرة التى اتخذتها أوروبا لمواجهة الجماعة؟

- أخيرًا استفاق عدد من الدول الأوروبية على مخاطر "الإخوان"، واتخذ عددًا من القرارات، لكنها غير كافية لمواجهة "التمدد الإخوانى"، وأعتقد أن إجراءات النمسا هى الأقوى فى محاربة التنظيم، خاصة أن الأحزاب اليمينية المتشددة تحاربه بكل قوة.

وإجراءات مكافحة "الإخوان" فى ألمانيا بطيئة وغير مجدية، لأن الجماعة هناك تسيطر على جهات متعددة، ولها وجود مكثف للغاية، حتى إنها تمتلك قنوات ألمانية ناطقة بالعربية.

أما فرنسا فقد استفاقت متأخرة، بعدما تعرضت للعديد من الهجمات الإرهابية التى راح ضحيتها ما يقرب من ٣٠٠ شخص، خلال الفترة الأخيرة، لتقر أخيرًا قانون "مكافحة الانفصالية".

■ لماذا لم يتم تصنيف "الإخوان" كتنظيم إرهابى فى أوروبا رغم خطورتها الكبيرة التى بينتها سابقًا؟

- هناك حالة من عدم الوضوح فى القوانين والسياسة الأوروبية تجاه "الإسلام السياسى"، فقد تجد خطابات بعض السياسيين والمثقفين تهاجم "الإخوان"، لكن لا توجد قوانين واضحة تختص بالموقف من الجماعة، خاصة مع دعمها من عدة أحزاب يسارية فى أوروبا لأغراض مالية، علاوة على وجود بعض المثقفين والرموز الذين يلمعون الجماعة ويعملون على تبييض صورتها.

ومع سن قانون "مكافحة الانفصالية" فى فرنسا، يمكن حل جمعيات أو مراكز إخوانية، أو إغلاق مساجد تابعة للجماعة، لكن هذه معركة ما زالت طويلة، خاصة أن عدد المساجد فى فرنسا حوالى ٢٤٠٠، بينها ٦٠٠ مسجد تابع لجماعة الإخوان بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

■ كيف ترى التجربة المصرية فى مواجهة "الإخوان"؟

- تجربة مصر رائدة ويحتذى بها فى مواجهة جماعة "الإخوان"، فقد برهنت مصر للعالم مخاطر الجماعة، ونجحت فى محاربتها على المستويات الأمنية والسياسية والدعوية والإعلامية والثقافية.

لذا نرجو نقل التجربة المصرية فى محاربة الجماعات التكفيرية إلى قلب أوروبا، عن طريق محاضرات أو ندوات والعمل السياسى والبرلمانى، سواء فى فرنسا أو أوروبا بشكل عام التى باتت تعانى من خطر "الإخوان".

ووقف الرئيس عبدالفتاح السيسى فى وجه الجماعات التكفيرية وهو عازم على القضاء عليها، ولهذا باتت التجربة المصرية فى مواجهة "الإخوان" سدًا منيعًا أمام محاولاتها للانتشار والتوغل فى العالمين العربى والإسلامى.

وأناشد مؤسسة الأزهر الشريف تكثيف حملاتها التوعوية والتثقيفية من أجل نشر التوعية بمخاطر جماعة "الإخوان" و"الإسلام السياسى" ككل، خاصة أن الأزهر من الجهات المؤثرة فى العالمين العربى والإسلامى.