رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تصريحات مبروك عطية.. وقائع فتيات محجبات تعرضن للتحرش

مبروك عطية
مبروك عطية

كانت أمل. م، عشرينية، تعتقد أن ملابسها المحتشمة وكذلك حجابها هما الحماية الكاملة من وقائع العنف والتحرش، التي تتعرض لها الفتيات في الشارع، حتى ذلك اليوم الذي تعرضت فيه لواقعة لا تنساها أثناء ذهابها إلى عملها في الصباح.

تقول: «كانت الساعة السابعة صباحًا، ولم تكن الحركة دبت في شوارع وسط البلد بعد، حتى فوجئت بشخص يتتبعني فبدأت أسرع خطواتي، وبمجرد صعودي للأتوبيس شعرت ببعض الأمان ولكن فوجئت بأنه صعد وجلس خلفي».

تتذكر وقتها أمل أنها لم تتصور وصول الأمر إلى حد التحرش: «بدأ يحتك بي بشدة لم أكن أعرف التصرف الصحيح، فهي المرة الأولى التي أتعرض فيها لمثل تلك المواقف، حتى مد يديه وبدأ يتحرش بي».

لم تفعل أمل شيئًا، سوى أنها نزلت من الأتوبيس في صمت لا يقطعه سوى بُكائها: «كنت أبكي لأنه فعل بي ذلك وفي نفس الوقت لم أقم أنا بأي رد فعل سوى النزول والبكاء، فكان الموقف مهيبًا إلى حد كبير».

انهارت مفاهيم عدة لدى أمل منها أن الملابس المحتشمة أو الحجاب ليست لها حماية من التحرش أو العنف، وذلك الأمر هو ما أثار الجدل خلال الفترة الأخيرة، حين علق الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على واقعة قتل فتاة آداب المنصورة، قائلًا: «الفتاة تتحجب عشان تعيش وتلبس واسع عشان متغريش».

وربط عطية بين القضية ورفض البعض الحجاب بدعوى الحرية الشخصية، مؤكدًا: «سيبي المهفهف على الخدود يطير والبسي محزق هيصطادك اللي ريقه بيجري ويقتلك، حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتكم قفة.. لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود».

ونصح عطية كل امرأة وكل فتاة أن ترتدي أوسع ما عندها حتى تخرج من بيتها حتى تشتري الواسع، وأن تتخلص من كل ضيق وتغطي نفسها، استجابة لما أمر به الله وتحفظ نفسها، حتى لا تتعرض للعنف أو التحرش.

ربط عطية بين الحجاب وعدم تعرض الفتيات للتحرش والعنف يتنافى مع ما حدث لـ«يارا» والتي تعرضت لواقعة تحرش داخل الحرم المكي، وهي ترتدي ملابس الإحرام وتطوف مع الحجاج حول الكعبة.

تتذكر ما حدث: «كنت أبكي من الفرحة وأنا أطوف خشية من الله حتى شعرت بمن يحتك بجسدي بشدة فارتعدت من الخوف، واختلطت دموعي، فلم أتخيل أن أكثر البقع المباركة في العالم يحدث فيها تحرش بالفتيات أو السيدات».

توضح أنها كانت ترتدي عباءة سوداء لأنها داخل صحن الحرم وفي الطواف، ولم تكن تتخيل أن يحدث لها ذلك: «كنت أطوف برفقة أمي في الساحة وبسبب الازدحام الشديد عند الحجر الأسود، فوجئت بشخص التصق بي بشدة، ووضع يده على ظهري».

لم تستطع يارا الحديث أو إصدار أي صوت بسبب الازدحام الشديد: «رأيته يبتعد وهو يضحك وشعرت برعب شديد ولم أصدق وقتها أن ذلك حدث بالفعل، ومن وقتها أذهب ومعي زوجي وأطوف في الدور الثاني أو الثالث بعيدًا عن الكعبة وعن الازدحام حولها».

بحسب نتائج مسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي أصدره المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن 5 ملايين و6 آلاف امرأة في مصر يتعرضن للعنف باختلاف أشكاله ومصادره.

و2 مليون و400 ألف امرأة أصبن بنوع واحد أو أكثر من الإصابات نتيجة للعنف، فيما تصل نسبة التحرش بالنساء إلى نحو 90%، خاصة الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 17 و28 عامًا.

يذكر أن جامعة الأزهر علقت على تصريحات عطية بأنها لا تتناسب مع تقدير المؤسسة الأزهرية للمرأة واحترامها لها، والخطوات العملية التي اتخذتها للحفاظ على حقوقها وتعزيز مكانتها.