رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع بدء امتحانات الثانوية العامة

حطموا «التابوهات».. طلاب كليات الذكاء الاصطناعي وعلوم الإعاقة يتحدثون لـ «الدستور»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ الصغر ويتمنى الوالدان أن يلتحق ابنهما بكليات القمة كالطب والهندسة، وطوال مراحل التعليم لا يرون أي بدائل لتلك الكليات والتي أصبح ينضم إليها آلاف الطلاب سنويًا تحقيقًا لرغبة الأباء في أن يمتهن الطالب مهنة مرموقة اجتماعيًا.

ولا ينظر وقتها الطلاب أو أولياء الأمور إلى حاجة المجتمع في وجود تخصصات مختلفة، والتي يندر وجود الكفاءات بها لاسيما أن مصر خلال السنوات القليلة الماضية استحدثت أكثر من تخصص جديد في مجالات هامة للغاية إلا أن الأعداد بها لازالت قليلة.

إلا أن هناك طلاب بالفعل حطموا تلك «التابوهات» والتحقوا بكليات غير تقليدية مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم الإعاقة،  ومع انطلاق امتحانات الثانوية العامة، «الدستور» التقت عددا من هؤلاء الطلاب لمعرفة تجاربهم في تلك الكليات لتكون نموذجًا للطلاب القادمين وقت تنسيق الثانوية.

أحمد: «صنعنا روبوت للخدمات الطبية 

لم يكن قرار الالتحاق بتلك الكلية لدى أحمد جميل، أحد طلاب أول دفعة التحقت بكلية الذكاء الاصطناعي جامعة كفر الشيخ، سهلًا، بل إنه شعر بقلق بالغ لأنه لا يعرف أين ستذهب به تلك الكلية عقب التخرج لعدم انتشار تخصصها لو معرفة الكثيرون بها أو الإفادة ومجال العمل الذي سيكون في استقباله.

ورغم ذلك التحق بها بعد تشجيع من ذويه وبعد عمليات بحث مستمرة حول مفهوم الذكاء الاصطناعي ومجاله وفائدته وجد أنه مجال له باع خارج مصر، وأن الذكاء الاصطناعي به دور كبير في عملية التحول الرقمي، موضحًا أن مجموعه كان ٩٨.٥٪ وكان من الممكن الالتحاق بكلية الهندسة إلا أنه أصر على كسر «التابوهات».

يعد أحمد من أوائل الدفعات في تلك الكلية ووصل إلى المستوى (العام) الثالث بها، إذ أنه التحق بالكلية داخل جامعة كفر الشيخ خلال العام الدراسي ٢٠١٩/ ٢٠٢٠، يؤكد أن الدراسة في الكلية غير تقليدية وأنها مختلفة في آلية الدراسة والمناهج عن باقي الكليات، ففي البداية يدرس الطلاب المنهج بشكل عام قبيل التخصص منها مواد عن البرمجة وعلم البيانات والتكنولوجيا وشبكات الإنترنت وكل ما يخص الإلكترونيات والذكاء الاصطناعي.

يرى جميل أن قسم الذكاء الاصطناعي الحيوي هو أحد أهم مجالات الدراسة داخل كليات الذكاء الاصطناعي لأنه يهتم بالمجال الطبي: «لو فيه طلاب مصممين يدخلوا كلية الطب هيكون المجال دا مفيد بهم ومختلف لأنه مهتم بالطب الحيوي».

خاض أحمد في الكلية تجارب عديدة في المشاريع التي ينفذها الطلاب وهي أحد آليات الدراسة التي يرى فيها نفسه بشكل كبير: «بتخلينا نعمل سيرش وأبحاث ضخمة عن المشروع لحد ما نوصل للمعلومات الدقيقة القابلة للتنفيذ وبعديها بنبدأ ننفذ المشروع زي اول روبوت للخدمات الطبية اللي اتعمل وقت الكورونا وحاليًا موجود في مستشفيات العزل».

يشجع أحمد طلاب الثانوية العامة الآن على عدم الالتحاق بالكليات التقليدية وتجربة مجالات مختلفة، موضحًا أن الكلية انعكس آثارها على حياتهم بالإيجاب في أمور عديدة، وأنه يطمح بعد التخرج أن يجد فرصة عمل في مجاله جيدة حتى يستطيع إفادة بلده في المستقبل بكل ما تعلمه.

أيمن: أتمنى العمل في جوجل

توتر شديد شعر به أيمن حين عرف أنه تم قبوله في كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة المنوفية، بالرغم من أنها كانت حلمه ورغبته التي وضعها وقت التنسيق في أولى الرغبات، إلا أن عدم انتشار ذلك التخصص في مصر أصابه بالخوف عقب القبول مباشرة.

جاءت فكرة الالتحاق بالكلية له منذ أن كان في الثانوية العامة، حيث ظل يبحث عن كلية تجمع بين تخصصين الهاردوير والسوفت وير، ولم تكن كلية الحاسبات والمعلومات تجمع بينهم لذلك ظل يبحث حتى وجد كلية الذكاء الاصطناعي التي تحقق رغبته في الجمع بين التخصصين، واختار قسم «machine intelligence».

يصف أيمن كلية الذكاء الاصطناعي بأنها تجمع بين كلية الهندسة والحاسبات والمعلومات، ويدرس بها الطلاب مواد يدرسها طلاب تلك الكليات فهي تعد الحاصل الجمعي بينهما: «درسنا مواد خاصة بالهندسة ومواد حاسبات ومعلومات عشان كدة هي بتجمع بين الكليات دي».

يشعر أيمن بالتوتر قرب تخرجه في الكلية بسبب أن المجال مفتوح للغاية وهناك مجالات كثيرة لا بد من الطالب أن يطور نفسه كل فترة، بسبب تسارع وتيرة التطور في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي فلا بد من اللحاق بذلك الركب سريعًا.

يحلم أيمن بأن يعمل في شركات تشبه جوجل ومايكروسوفت تحقق طموحه وحلمه وسعيه في أن يملك شركات مشابهه في السنوات القادمة، مشجعًا طلاب الثانوية العامة في الالتحاق بكلية الذكاء الاصطناعي لكونها تخصص مختلف ومجاله واسع وعدم الاستمرار في الكليات التقليدية.

خالد: التحقت بعلوم الإعاقة لخدمة المجتمع

ربما توتر خالد السيد، كان أقل حين قرر الالتحاق بكلية ذوي الإعاقة، فالبرغم من عدم تقليدية الكلية أو انتشارها إلا أنه شعر بأنه مجال مطلوب ومفتوح وله مستقبل في مجال العمل بشكل كبير، ولم يكن مجموعه هو السبب في الالتحاق به ولكن رغبته في خدمة المجتمع.

في عام ٢٠١٦ كانت المرة الأولى التي يسمع فيها “خالد” عن كلية الإعاقة والتأهيل ووجد أنها في جامعة بني سويف ولم يكن هناك أي معلومات كاملة عن تلك الكلية ومحتواها ومجال العمل بها إلا أنه شعر بأهميتها في خدمة المجتمع.

بعد عمليات بحث عرف “خالد” أنه تخرج أخصائيين للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ووقتها حسم قراره لكونها كلية خدمية من الطراز الأول، سيقوم فيها بالتعامل مع أطفال من ذوي الإعاقات، وخدمتهم في توفير حياة سهلة وكريمة لهم من خلال طرق العلاج التي درسوها في الكلية.

اختار “خالد” أن يتخصص في قسم التوحد ليكون مدرس وأخصائي ويستطيع العمل في كلا المجالين وبعد التخرج في العام ٢٠٢٠ كان أحد أول دفعة تتخرج من كلية التأهيل وعلوم الإعاقة: «الدراسة بها مختلفة ومتعددة المجالات منها أجزاء تربوية وانجليزي وصعوبة تعلم وتوحد وتخاطب، فمن الممكن أن يختار الطالب ما يريده منها».

ياسر حسن: فرص العمل متوفرة 

من محافظة الفيوم انطلق ياسر حسن، أحد طلاب كلية علوم الإعاقة إلى بني سويف يعمل وقع تنسيقه عليها، إذ كان يضعها رغبة أولى بالرغم من الغموض الذي كان يحيط الكلية في ذلك الوقت وعدم توافر معلومات كثيرة عنها».

هدف “حسن” من الالتحاق بتلك الكلية خدمة ذوي الإعاقة وتقديم سبل الحياة السهلة لهم وكذلك دمجهم في المجتمع، مبينًا أن كلية علوم الإعاقة توفر أكثر من مجال للعمل وقت التخرج: «بقول لطلاب الثانوي العامة ميخافوش ويقدموا في الكلية دي لأن بها مجالات مختلفة».