رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحجز يبدأ بـ50 جنيهًا.. «الدستور» تتبع منصات تسريب امتحانات الثانوية العامة

الغش الإلكتروني
الغش الإلكتروني

نحو 700 ألف طالب وطالبة يأدون امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 2021 - 2022 في مصر، جميعهم يأملون الحصول على أعلى الدرجات، والالتحاق بكليات القمة، ليجدوا أمامهم وسيلة سهلة تحقق لهم الأماني، وتسهل لهم الصعاب.

في السنوات القليلة الماضية، انتشرت منصات «الغش الإلكتروني»، التي تعمل على تسريب أسئلة وإجابات الامتحانات بمختلف المراحل التعليمية، عن طريق تطبيقات إلكترونية مختلفة، تقودها شبكات إجرامية متخصصة في الحصول على أوراق الامتحانات.

تختلف أهداف مروجي الامتحانات المسربة، منهم من يريد فقط التضييق على الأنظمة التعليمية في مصر، ومنهم أيضًا من يرغب في الحصول على أكبر قدر من الأموال مقابل تسريب نماذج الامتحانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

في السطور التالية، «الدستور» تتبعت ألاعيب المجموعات السرية داخل التطبيقات الإلكترونية المختلفة، للتحقق من ما يرتكبونه من جرائم قانونية واضحة، هدفها تشويه المسيرة التعليمية في مصر، ومساواة الطلاب الممجتهدين بالغشاشين.

50 جنيها لحجز الامتحان

داخل مجموعة سرية بتطبيق «تيليجرام»، وجدنا نحو 40 ألف طالب مشتركين بقناة تحمل اسم «تسريبات الثانوية العامة»، وتعمل على مدار الـ24 ساعة، من خلال نشر الأحاديث المحفزة للغش الإلكتروني، وكيفية الحصول على أوراق الامتحانات بالحجز مقدمًا.

اعتمد مؤسس القناة على تسريب الامتحانات لطلاب الثانوية العامة والأزهر، بعد تجميع أكبر قدر منهم داخل المجموعة السرية، ثم الاشتراط عليهم بدفع مبلغ قدره 50 جنيهًا بدلًا من 200 جنيه، للانضمام إلى مجموعة سرية أخرى بتطبيق «واتساب»، وهناك يحصل الطالب على نسخة الامتحان قبل خوضه بساعات قليلة.

اكتشفنا أيضًا أن هناك عددًا كبيرًا من الطلاب قد انساقوا وراء هذه الألاعيب، ودفعوا مبالغ مالية عدة عبر الرقم المرفق داخل المجموعة، عن طريقة «فودافون كاش»، كما استطعنا الحصول على محادثة لأحدهم مع مروج الامتحانات، يقنعه من خلالها بدفع المبلغ المطلوب من خلال إرسال صورة لسؤال واحد من الامتحان، حتى يتأكد من مصداقيته.

نصب علني
لم يقف الأمر عند ذلك فقط، فقد عادت مؤخرًا صفحات الغش الإلكتروني التي تحمل اسم «شاومنج» عبر موقع «فيسبوك»، لتتبع ذات الطريقة التي تحصل على أكبر قدر من الأموال مقابل تسريب امتحانات الثانوية العامة.

وبالتواصل مع أحد الطلاب الذين دفعوا مقابل الحصول على نموذج الامتحان، تّبين أن تلك الصفحات تبيع الوهم وتنصب عليهم في العلن، فالحقيقة أنه ليس هناك أي امتحانات مسربة، فقط يرغبون في إيداع الأموال عبر الرقم المرفق مع كل منشور.

البحث عن «تسريب»

وباستخدام أداة «جوجل تريند»، المتخصصة في رصد عمليات البحث عن الأخبار، تبين أن كلمة «تسريب امتحان» تصدرت محركات البحث خلال الأيام القليلة الماضية، وكانت أعلى نسبة في البحث من نصيب محافظة الشرقية بنسبة 100%، تليها أسيوط بنسبة 85%، ثم أسوان بنسبة 83%، ثم محافظتي المنيا وشمال سيناء بنسبة 80%.

واتضح أيضًا أن معدل البحث عن الامتحانات المسربة ارتفع من يوم 20 يونيو في تمام الساعة السابعة صباحًا بنسبة 77%، ليصل في اليوم التالي الموافق 21 يونيو، إلى نسبة 100%، قبل انطلاق اختبار مادتى الاقتصاد والإحصاء.

عقوبات رادعة
أكد حامد عبيد، الاستشاري القانوني، أن هناك عقوبات رادعة لكل شخص أو شبكة إجرامية تساعد في تسريب أو غش الامتحانات، لكن الأزمة أن مجموعات «تيليجرام» السرية ليس عليها رقابة كافية من قبل الأجهزة الأمنية، ويستخدمها العديد من الطلاب في التواصل مع المتسببين في هذه الجريمة.

وأشار «عبيد» خلال حديثه مع «الدستور»،  إلى القانون رقم 205 لسنة 2020، الذي يختص بمكافحة أعمال تسريب الامتحانات، ومعاقبة أي من طبع أو نشر أو أو روّج بأي وسيلة أسئلة الامتحانات أو أجوبتها أو أی نظم تقييم في مراحل التعليم المختلفة، بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحانات.

ونصت العقوبة على الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه، كما يعاقب الطالب المتسبب في ذلك بالحرمان من أداء الامتحان في الدور الذى يؤديه والدور الذي يليه من العام ذاته، ويعتبر راسباً في جميع المواد.