رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيلها

«رحيلها صاعقة أصابت روحي».. «أحمد زكي وسعاد حسني» لكل ثنائية قصة

صورة نادرة تجمعهما
صورة نادرة تجمعهما

لم ينم الفتى الأسمر الذي يخطو أولى خطواته في عالم الفن خلال تلك الليلة، والتي أُبلغ فيها بإنه سيكون حبيبًا لسندريلا الشاشة العربية في أحد أفلامها، منتظرًا أن يأتي الصباح بفارغ الصبر حتى يدخل حقل التمثيل من أوسع أبوابه.

ابتسمت له الدنيا في تلك الليلة كما كان يصف، إلا إنها أدارت له ظهرها وصفعته حين تم استبعاده لكونه لا يليق حبيبًا للجميلة في فيلم «الكرنك» الذي صُنف فيما بعد ضمن أفضل 100 فيلم مصري.

بعد عامين من تلك الواقعة عادت الحياة لتبتسم للفتى من جديد حين أصرت السندريلا أن يشاركها فيلم «شفيقة ومتولي»، فكان الاستبعاد الأول على يد منتج «الكرنك» والعودة الجديدة على يد «سعاد حسني».

ربما لا يعرف الكثيرون أن سعاد حسني هي من فتحت أبواب الفن على مصرعيها للفتى الأسمر «أحمد زكي»، والذي كسر تابوهات عديدة خلال تمثيله لأفلام وثنائيات مشتركة بينه وبين سعاد.

سعاد حسني وأحمد زكي

الكرنك وشفيقة ومتولي.. استبعاد ثم بطولة

كان منتج فيلم «الكرنك» نجيب رمسيس والذي رفض أن يقف زكي أمام سعاد حبيبًا لها في الفيلم، وحكى الماكيير محمد عشوب والذي كان صديقًا للفنان والسندريلا بأن ذلك الرفض سبب له صدمة شديدة كادت تدفعه للانتحار.

وهو نفس الأمر الذي تحدث عنه زكي حين استضافة الإعلامي طارق حبيب، وقال نصًا: «المنتج رفضني مش عشان أنا ممثل وحش، رفضني عشان مش عاجبه شكلي لأني أسمر ومينفعش حبيب سعاد حسني يكون أسمر».

وفي المرة القادمة أصرت الراحلة في مشاركته بدور البطولة في فيلم «شفيقة ومتولي» لتحول إحباطه إلى أمل وحزنه إلى فرح حتى أن «زكي» رضى بإن يحدث انكماش ضخم في دوره وتتقلص عدد مرات ظهوره حتى تخيل إلى بعض المشاهدين أن سعاد هي البطلة الوحيدة بعدما حققت أغنية «بانو بانو» نجاحًا ضخمًا وأن زكي كان مجرد دورًا مساعدًا فقط.

فيلم شفيقة ومتولي

موعد على العشاء.. «الثنائي» يحلق

عقب ثلاث سنوات من فيلم شفيقة ومتولي، تكرر إصرار سعاد على أن يشاركها زكي فيلم «موعد على العشاء»، والذي تقاسما فيه أدوار البطولة، ونجح الفيلم وأصبحت سعاد للفتى الأسمر تميمة النجاح وبات هو لها نجم جديد ساطع.

سبح بعدها زكي في عالم الفن ما بين أفلام ومسلسلات حتى أصبح يمتلك قدر كبير من النجومية أهلته لأن يظل مشاركًا مع سعاد في مزيد من الأفلام والثنائيات التي أضحت بعد وفاتهما علامات مميزة في السينما المصرية.

من فيلم موعد على العشاء

هو هي.. قصة عشق جديدة

أصبحا نجمان ربما في نفس المستوى، ليلتقيا من جديد في مسلسل اجتماعي رومانسي «هو وهي»، والذي ناقش قضايا اجتماعية وحيوية عديدة مثل الزواج والطلاق والحب والغيرة وحقق ونجاحًا كبيرًا.

وقتها كان زكي متزوج من هالة فؤاد إلا أن خلافات ومشادات دبتّ بينهما دفعتهما للطلاق، فكان جاهين يحكي أن انفعالات زكي تجاه سعاد في المسلسل حقيقية وأن الحزن الذي طل من عينيه في بعض المشاهد لم يكن تمثيلًا.

كانت سعاد داعمًا له طوال الفيلم خلال تلك الأزمة، حتى أنه وصف صداقتهما في أحد لقاءاته بإنها الشيء الوحيد الحقيقي في حياته، وأنه يتمنى أن تمدد صداقتهما إلى الأبد ولا تنتهي.

مسلسل هو وهي

الراعي والنساء.. اللقاء الأخير

لم تتحقق رغبة زكي، حيث جمعهما لقاءان فقط عقب ذلك، الأول كان فيلم الجوع العام 1988 للمخرج علي بدرخان والذي لم يحقق نجاح مثل باقي أعمالها مما أدخلها في حالة من الاكتئاب والعزلة.

بينما كان اللقاء الأخير بينهما في فيلم «الراعي والنساء» خلال العام 1991، وهو أحد الأفلام الثنائية التي لم تحقق نفس نجاح الأعمال الفنية السابقة، لتعلن سعاد وقتها أنه السبب في انخفاض أسمهمها في السينما المصرية مودعة عالم الفن برحيلها.

فيلم الراعي والنساء

سعاد عن زكي: «توأمي»

حين سألت سعاد في لقاء مع الإعلامي مفيد فوزي عن أحمد زكي، اكتفت بأن تقول: «هو توأمي وضرتي في التمثيل»، متحدثة عن التشابه بينهما وكيف استمتعا بالتمثيل سويًا وتشاركا نفس الملامح السينمائية.

زكي عن سعاد: «أكثر الناس جمالًا»

أما زكي فقال عن سعاد في نعيها بعد 10 أيام من وفاتها: « يا أكثر الموهبين إتقانًا، وأكثر العباقرة تواضعًا، وأكثر المتواضعين عبقرية، بوجودك ملأت قلوب البشر بهجة، وبغيابك ملأتها بالحزن، استريحي الآن .. اهدئي يا من لم تعرفي الراحة من قبل، لك الرحمة وكل الحب والتقدير، وأسكنك الله فسيح جناته، يا من جعلت حياة الناس أكثر جمالًا».

بقى أن صداقة سعاد وزكي لم تكن فنية فقد، بل كانت وجدانية وروحية، حيث اشتراكا في المرض فحين كانت سعاد تعاني من زيادة الوزن أصيب النمر الأسود بسرطان الرئة، لترحل هي في العام 2001 ويلحق هو بها في العام 2005، لتكون بدايته السينمائية معاه ونهايته أيضًا بعد رحيلها والذي وصفه بقوله: «صاعقة أصابت روحي».

نعي زكي لسعاد