رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زمن» أم كلثوم

"فكروني" مش أحسن شغل أم كلثوم، ولا حتى من أفضل عشرين غنوة ليها "بـ النسبة لي طبعا" إنما ظبطت نفسي من كام يوم ووقفت قدام كام حاجة في الغنوة، وقاعد أفكر: هي إزاي الست حولت الكلام العبيط دا، والمزيكا اللي من ع الوش دي لـ كدا؟
اللي هو بـ أدائها لـ بعض الجمل هنا، وبعض التصريفات هناك، وتدخلات هنا وهناك وهناك وهنا، بقى عندنا موضوع متكامل عن حاجات كتير تخص الزمن.
أساسا الزمن هاجس عند ثومة في معظم أغانيها
السنين والأيام والليل والنهار والماضي والمستقبل
حاضرين يمكن في 90% من أغانيها: هـ أسيبك لـ الزمن، ليلي ونهاري، أنساك "سنين ومرت زي الثواني"، الأطلال طبعا، هذه ليلتي "بين ماض من الزمان وآتي"، ذكريات، أقبل الليل، شمس الأصيل، أهل الهوى، حلم، رق الحبيب، وغيره وغيره وغيرها.
حتى الأغنيات اللي الزمن مش محور فيها، لازم تلاقي جملة على الأقل ترميك في الحتة بتاعة الوقت دي، زي مثلا: أقول لك إيه عن الشوق، تلاقيها فجأة قالت لك: "هواك نسى الزمان طبعه".
قد يقول قائل: ما دا كلام الشعرا، وموسيقى الملحنين، إنما تؤ، كلنا عارفين إنها كانت بـ تصنع أغانيها صنعًا، وبـ تتدخل في كل هوفة.
المهم، يرجع موجوعنا لـ موضوعنا، فكروني بـ توديني شخصيا لـ منطقة "استعادة الشغف المفقود"، أنا عارف إنه كلمة الشغف اتمرمطت، بس دا مش ذنبي ولا ذنبها، فـ الواحد لما يفقد شغفه بـ أي حاجة "مش شرط علاقة عاطفية" بـ يعيش حالة ما تعرفش إن كانت مريحة ولا متعبة، شقية ولا سعيدة.
أصلك الشغف شقيق الأمل، وزي ما إحنا عارفين: "هوب إز دانجر"، على قولة مورجان فريمان في شاوشينك.
لكن على أي حال، سواء كدا ولا كدا، حالة فقدان الشغف دي فيها استقرار، وإحنا كـ مصريين نحب الاستقرار زي عينينا.
طيب، ماذا إذا حالة الاستقرار دي اتهزت، وبدأت مؤثرات خارجية تعيد إليك شغفك؟"كلموني، هم مين؟ ما تعرفشلكن لازم يكون مؤثر خارجي".  
هنا، الغنوة بـ تبدأ بـ مقدمة موسيقية، المقدمة أربع أجزاء: الجزء الأول وتريات كتير كتير داخلة تتسحب
ثم صولو قانون، صولو القانون داهو الشعور اللي بـ يتسرسب، شعور بـ إنه: إيه دا؟هـ نرجع تاني ولا إيه؟هي الحكاية لسه فيها؟يا محاسن يا فكيهة
شممكن! شمعقول!
ويظل الشعور مع القانون يتسرسب يتسرسب، أخفى من دبيب النمل، لـ حد، لا مؤاخذة، ما يدخل، ولما يدخل، يتمكن، ولما يتمكن يبدأ الجزء التانياللي بطله الجيتار.
ويحتوي على جملة فيها من الابتهاج ما فيها، تنتهي هذه الجملة بـ إننا هـ نقوم نرقص م الفرحة، ومن فرط اللذة، نعيدها تانيبـ الجيتار برضه، ونقوم نرقص برضه، لكن يا إخواني، في السيرة الهلالية جملة بـ تقول: "اللي ضحكته، قوم ابكيه"، ودي لقطها الأبنودي لـ وثيق علاقته بـ السيرة، وعملها كوبليه في غنوة "كل الحاجات" بتاعة منير، تمر صورتك أتبسم، الابتسامة بـ تعذبني 
أهي الفكرة دي! إنه ما فرحت به هو ما يحزنك، ما ابتسمت لذكره هو ما يبكيك، الفكرة ديهي اللي بـ تنتقل من خلالها لـ الجزء التالتمن مقدمة فكروني، إننا بـ نستعيد جملة الجيتارلكن بـ الكمنجة.
الكمنجةلا تفقد الجملة بهجتها، لكن بـ تديها لمسة أسى، فـ طعم الرقص المرة يختلف، يبقى كدا شبه:الطير يرقص مذبوحا من الألم.
رقصة الطير الذبيح ديهي الجزء الرابعالقائم على صولو الأوكورديون، اللي هو ما تعرفش: دي تنفع لـ عمتي تناظراللي بـ تعدد في الجنازات، ولا تنفع لـ سهير زكي في تابلوه راقص بـ كازينو صفية حلمي.
ثم تدخل الست
ملحوظة:
"فكروني" كلمات عبد الوهاب محمد
ألحان محمد عبد الوهاب
يعني ألفها وهو رايح
ولحنها وهو جي