رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجاح الموجى: أنا أول كوميديا يحصل على جائزة دولية

نجاح الموجي
نجاح الموجي

وصف الكاتب محمود السعدني، نجاح الموجي بأنه استطاع أن يصنع ذاته من الهواء، لم يكتب له دور خصيصًا، لكنه صنع الأدوار من لا شيء. 

عام 1989 حصل الفنان نجاح الموجي على جائزة مهرجان دمشق السينمائي عن دوره في فيلم «أيام الغضب»، لم تكن مساحة الدور تتجاوز دقيقتين بعد حصوله على الجائزة اعترف أنه حُشر في قائمة المهرجين وليس الممثلين. 

اكتفى نجاح الموجي بالتقدير الجماهيري حتى وإن كان الجمهور لا يعرف اسمه، إذ كانوا ينادونه أحيانًا أحمد بدير لتشابه الملامح بينهم «أغلب المخرجين لم يكتشفوني، الجمهور عرف قدراتي، حتى الذي لا يعرف اسمي وربما يناديني باسم أحمد بدير، وإذا عادل إمام هو نجم النجوم حاليًا أول كوميديان يحطم قواعد الفتى الأول، فأنا أول كوميديا يحصل على جائزة دولية».

شارك نجاح الموجي في مسرحية «المتزوجون» عام 1974، بدور على هامش الدراما «الواد مزيكا» في وجود سمير غانم وجورج سيدهم كأبطال للمسرحية، لكنه ابتكر حلًا، بحث عن إفيه يعضد حضوره أمام الجمهور، قال في حواره لجريدة روز اليوسف عام 1989: «مكنتش مغفل قوي، مكانش قدامي غير حل، ولازم أدور على إفيه».

جرت الأيام، ولا يشارك «الموجي» إلا في تقديم شخصيات «السباك» قدمها في مسلسل «أهلًا بالسكان» ولم يكن للدور والشخصية أي أبعاد، فقرر أيضًا أن يبحث عن «لزمة» وابتكر «ح تسلك» وحققت له مردودًا جماهيريًا كبيرًا، وردد الناس «ح تسلك» التي صنعها «الموجي» من الفراغ، بعيدًا عن المخرج والمؤلف. 

وجاء دور فيلم «أيام الغضب» كان دوره أيضًا هامشيًا، لا يتجاوز الدقيقتين، ومشاهد صامت لا يتكلم فيها، وصور بعضها وهو يدير ظهره للكاميرا، لكنه ابتكر وجودًا للشخصية بعيدًا عن الكوميديا «إنسان يعاني من مأزق ما أوقعه داخل مستشفى الأمراض العقلية». 

تمسك «الموجي» بالفرصة، ليثبت للمحرجين أنه فنان، قال: «لأنني تذكرت أن مخرجًا كبيرًا تراجع عن ترشيحي لدور به بُعد إنساني وقال لهم نجاح الموجي كوميديان وليس ممثلًا». 

في تلك الفترة، شارك نجاح الموجي في أفلام المقاولات، إذ كان يرى أن الأدوار الجيدة تحتاج إلى تواجد اجتماعي وسهرات فنية وعلاقات عامة وهو لا يمتلك هذه المقومات لذا ارتضى بهذه الأدوار، وشارك في فيلمين، الأول مجاملة لأحمد بدير والثاني مجاملة لبدر الدين جمجوم، وبعدها عُرضت عليه عدة أفلام من هذه النوعية لكنه اكتفى وقرر رفضها جميعًا «وأعتقد أن بعد جائزة مهرجان دمشق السينمائي لن يجرؤ مخرج أو منتج مقاولات على أن يطرق بابي». 

لجأ نجاح الموجي للخروج عن النص في مسرحياته ليضحك الجمهور، لكنه تعرض لسحب الترخيص لعرض مسرحية «ملك الشحاتين»، قال: «الناس بتيجي المسرح عشان تضحك وأنا كنت أبحث عن إضحاك الناس، والجمهور لم يكن يأتي لأن المسرح لا تضحك، عتابي الوحيد على الرقابة أنها ترصدت لهذه المسرحية وتركت مسرحيات أخرى مليئة بالتجاوزات».

ولفت «الموجي» إلى أن طالما عادل إمام يخرج النص وله الحق في ذلك، ما المانع أن يكون هذا الحق متاحًا لكل فناني الكوميديا حتى لا يصبح حلال لعادل إمام وحرام على باقي الفنانين. 

وحكى الفنان نجاح الموجي أن الفنان عادل إمام هو «أستاذ جيله»، مثلما كان إسماعيل ياسين نجمًا ناجحًا تقدم الأفلام السينمائية باسمه، لكن ما ميز عادل إمام أنه أذكى قال: «عادل إمام أذكى ممثل ظهر حتى الآن وعينه دائمًا تتابع كل الموجودين في الساحة ويعرف ما هي قدراتهم ورغم ذلك من الممكن أن يحقق فنان آخر نفس القدر من النجاح».