رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤسس «ويكيليكس» في قبضة أمريكا.. رحلة ويليام أسانج من الهروب إلى الترحيل

جوليان أسانج
جوليان أسانج

أسس جوليان أسانج موقع ويكيليكس، عام 2006، والذي يهتم بنشر الوثائق والصور السرية، واتهم أسانج في العديد من التهم، بداية من الاغتصاب والتحرش وصولا إلى التجسس وتعريض حياة الآخرين للخطر من قبل الولايات المتحدة.

ونرصد من خلال التقرير التالي بداية هروب أسانج من الولايات المتحدة وصولا لاحتمائه في بريطانيا، وتسليمها له في قرار لاقى ردود فعل متباينة:

هروب أسانج لبريطانيا 

الاتهام الأول الذى واجهه أسانج كان عام 2010 وهى تهمة التحرش والاغتصاب، وعلى إثره اعتقلته بريطانيا بعد أن أصدرت السويد مذكرة اعتقال دولية بحقه بسبب اتهامه بالاعتداء الجنسي.

وقالت السلطات السويدية حينها، إنها تريد استجوابه بشأن اتهامه باغتصاب امرأة والتحرش بأخرى وممارسة الجنس معها عنوة في أغسطس من ذلك العام، حين كان في زيارة إلى ستوكهولم لإلقاء محاضرة.

من جانبه، قال أسانج آنذاك إن ممارسته الجنس مع الامرأتين كانت بإرادة كل منهما.

واستمر منذ ذلك الوقت في معركة قضائية لرفض تسليمه للسويد، وهو قيد الإقامة الجبرية في بلدة ريفية صغيرة في إنجلترا، ولكن فى فبراير عام 2011 أقرت محكمة جزئية تسليم أسانج، وهو ما أيدته لاحقا المحكمة العليا.

وفي 14 يونيو عام 2012، رفضت المحكمة العليا طلبه لإعادة النظر في الطعن المقدم في القضية.

ولجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور بلندن، حيث مكث هناك بعد أن منحته هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية حق اللجوء السياسي في 16 أغسطس عام 2012.

وظل اسانج في السفارة إلى أن ألغت الأكوادور الحماية التي وفرتها له، حيث تم إلقاء القبض عليه في 11 أبريل 2019 داخل السفارة، واحتجزته بتهمة عدم تسليم نفسه إلى المحكمة.

وحكم عليه بالسجن لمدة 50 أسبوعا لخرقه شروط الكفالة، وكان من المقرر الإفراج عنه في سبتمبر 2019 بعد أن أمضى فترة العقوبة في السجن.

وأسقط الإدعاء السويدي التحقيق في اتهامات بالاعتداء الجنسي بحق أسانج في 13 أغسطس عام 2015 بعد انقضاء الفترة المحددة للتحقيق، كما سقط أيضا تهمة الاغتصاب الموجهة له عام 2019 بسبب مرور أكثر من 10سنوات على الشكوى التي تقدمت بها امرأة سويدية.

الاتهام الثاني الخاص بالتجسس وتعريض حياة الآخرين للخطر

وكانت التهمة الثانية والتى أثارت جدلا واسعا خلال الفترة الماضية، بعد أن وافقت بريطانيا بتسليم أسانج إلى الولايات المتحدة.

كانت بدايتها فى مايو 2019 حين وجهت وزارة العدل الأمريكية 17 تهمة لأسانج لانتهاكه قانون التجسس، وقالت إن المواد التي حصل عليها موقع ويكيليكس عرض حياة الناس للخطر.

بينما قال فريق أسانج القانوني، إن الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس التي تتعلق بحربي العراق وأفغانستان كشفت عن انتهاكات أمريكية وتخدم المصلحة العامة.

وكشفت هذه الوثائق كيف قتل الجيش الأمريكي مئات المدنيين في حوادث لم يتم الإبلاغ عنها خلال الحرب في أفغانستان، في حين أظهرت ملفات مسربة عن حرب العراق مقتل 66 ألف مدني وتعذيب السجناء على أيدي القوات الأمريكية.

بريطانيا تسلم جوليان أسانج لأمريكا

أعلنت الحكومة البريطانية، الجمعة، موافقتها على طلب تسليم جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية إن وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، وافقت على طلب الحكومة الأمريكية تسليم أسانج، موضحة أنه على الوزيرة التوقيع على أمر تسليم إذا لم تكن هناك أسباب لحظر الأمر، مشيرة إلى أنه أمام أسانج 14 يوما لاستئناف القرار.

ردود الفعل الدولية على قرار تسليم أسانج للولايات المتحدة

روسيا: تسليم أسانج للولايات المتحدة تعسف

استنكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، القرار البريطاني تسليم مؤسس ويكيليكس للولايات المتحدة.

وقالت زاخاروفا على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن "هذا تعسف من جهة، وأمر له دلالته من جهة أخرى، وهذا ما تحدثنا عنه دائما، أي أنه كل الكلمات عن حرية التعبير والموقف المبدئي من حقوق الإنسان كلها كذب وخدعة".

ألمانيا: تسليم أسانج لا يزال محل نزاع قضائي

أكدت الحكومة الألمانية أن قرار بريطانيا بتسليم أسانج، إلى الولايات المتحدة لا يزال محل نزاع قضائي.

وقالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، كريستيانه هوفمان، إن حكم التسليم الصادر قابل للطعن، وبالتالي ليس نهائيا بعد، لذلك هناك طريق قانوني آخر يمكن سلكه.

وأكدت هوفمان أن الحكومة الألمانية ستراقب عن كثب تلك الإجراءات إذا تم اتخاذها، مضيفة أن الحكومة ستراجع أولا القرار الذي تم اتخاذه الآن قبل إجراء تقييم مفصل، مشيرة إلى أن الحكم قد صدر للتو ولم تتم مراجعته بعد.