رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذ 2017.. كيف نسقت إسرائيل مع أمريكا سرًا لضرب سوريا؟

سوريا
سوريا

كشف مسؤولون أمريكيون تفاصيل التنسيق السري بين إسرائيل وأمريكا بشأن الغارات التي تشنها تل أبيب ضد سوريا، وكذلك الأهداف الإيرانية هناك.

وأكد مسؤولون أمريكيون - حاليون وسابقون - أن إسرائيل تنسق سرًا مع واشنطن بشأن العديد من الضربات الجوية التي تشنها في سوريا، حيث يواجه الحلفاء ساحة معركة مزدحمة بالجماعات المسلحة والميليشيات المدعومة من إيران، وكذلك قوات الجيوش الأجنبية.

دور البنتاجون والقيادة الأمريكية

ولم يتحدث المسؤولون الأمريكيون حول تفاصيل الغارات الإسرائيلية، والتي تهدف إلى وقف إرسال إيران الأسلحة المتطورة إلى حزب الله اللبناني، وتقليص القوات العسكرية الإيرانية ووكلائها في سوريا، حسبما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

وقال المسؤولون الأمريكيون إنه تتم مراجعة العديد من الغارات الإسرائيلية، لعدة سنوات، قبل تنفيذها، وذلك للموافقة عليها من قبل كبار المسؤولين في القيادة المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع «البنتاجون».

وتسعى الولايات المتحدة إلى ضمان ألا تتداخل الغارات الجوية الإسرائيلية مع الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي.

السرية بين أمريكا وإسرائيل بشأن الغارات الجوية 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فلم يتم الإبلاغ عن التنسيق الرسمي من قبل، وأن تلك السرية تؤكد كيف سعت واشنطن إلى دعم حليفتها تل أبيب دون الانجرار إلى الحرب الإسرائيلية ضد إيران.

وتابعت «وول ستريت جورنال» : "تمت الموافقة على الغالبية العظمى من الضربات الجوية الإسرائيلية من قبل الولايات المتحدة، لكن ليس جميعها، كما أن الجيش الأمريكي لا يساعد نظيره الإسرائيلي في تحديد أهدافه".

في السياق ذاته، أكد مسؤول أمريكي سابق أن التنسيق بين واشنطن وتل أبيب هو عملية متطورة ومدروسة، بينما رفض ممثل عن الجيش الإسرائيلي التعليق، وكذلك البنتاجون.

بداية التنسيق السري منذ 2017

وجاءت الحاجة لذلك التنسيق في عام 2017، عندما بدأت الطائرات الإسرائيلية في التحليق بالقرب من قاعدة «التنف» العسكرية، لمراوغة الدفاعات الجوية السورية، وتجنبها.

وتقدم إسرائيل - بحسب «وول ستريت جورنال» - تفاصيل المهام التي تخطط لها في سوريا إلى القيادة المركزية الأمريكية أولًا، ومن ثم تجري القيادة مراجعة وتبلغ أيضًا وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة، اللذين يجريان تقييما خاصا بهما.

وشدد المسؤولون الأمريكيون على أنه رغم موافقة الولايات المتحدة، بشكل عام، على الضربات الإسرائيلية، إلا أنها طلبت من إسرائيل - أحيانًا - إجراء تعديلات عليها.

مطالب أمريكية للجيش الإسرائيلي

وتابعوا: "في حالتين على الأقل طلبت أمريكا من إسرائيل وقف ضرباتها مؤقتًا للتأكد من أنها لم تدخل ساحة الحرب في وقت كان الجيش الأمريكي متورطًا في عمليات حساسة".

وقالوا: "حدث أحد هذه التعديلات عندما كانت أمريكا تخطط لغارة قوة دلتا 2019 في شمال غرب سوريا، والتي قتلت زعيم داعش أبوبكر البغدادي، والمرة الأخرى كانت خلال نشاط العملية التي قادتها واشنطن ضد عناصر داعش في وادي نهر الفرات".

وأكدوا أن جزءًا كبيرًا من الضربات الجوية الإسرائيلية لا تمر بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، ولا تتم مراجعته من قبل الولايات المتحدة.

وشملت تلك الضربات التي لا ترجعها واشنطن، الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد مطار دمشق الدولي، يوم الجمعة الماضية، والتي أسفرت عن تعطيله.