رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «ملتقى البصيرية»: المجتمعات التي لا تستثمر في شبابها تنتحر ببطء

ملتقى البصيرية الدولى
ملتقى البصيرية الدولى

قال مولاي إسماعيل بصير شيخ الزاوية البصيرية، رئيس الملتقى الصوفي الدولي الذي تنظمه الزاوية بالمغرب،: لقد دأبنا كل عام في مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، على تخصيص ذكرى انتفاضة المجاهد المغربي سيدي محمد بصير بموضوع فكري مهم نافع يهم الفرد والمجتمع والوطن والأمة، يثير إشكاليات عديدة، ويكون محورا للنقاش وتبادل الخبرات والتجارب بين العلماء والشيوخ والأكاديميين المشاركين، لذا ننظم الملتقى تحت شعار: " أهل التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب ".

 

وَتابع: الطفولة والشباب من أغلى المراحل وأعزها في حياة الإنسان، فيها يكون المرء في منتهى صحته وأبهى نشاطه، ولا يختلف اثنان أن الأطفال والشباب هم رأس مال يملكه كل واحد منا، وهم أجيال الغد، والمجتمعات التي لا تستثمر في أطفالها وشبابها إنما هي مجتمعات تنتحر انتحارا بطيئا، وليس ابتلاء الأمم والحضارات كامنًا في ضعف إمكاناتها المادية أو منجزاتها العلميَّة، إنما في مدى استثمارها في أطفالها وشبابها، تصوروا معي مجتمعا من المجتمعات لم يشتغل على بناء النشء والشباب كيف يكون هذا المجتمع في المستقبل القريب؟ كيف يكون هذا المجتمع قادرا على الحفاظ على قيمه وعاداته وتقاليده وثوابت حضارته ومجده وضمان مستقبله وسيرته؟.

 

وأضاف : الملك محمد السادس نصره الله، قال في خطابه الموجه إلى القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي: " من الطبيعي أن يخاطب المغرب، بحكم انخراطه في دينامية التاريخ وحرصه على مراعاة متطلبات المصير المشترك، كلا من إفريقيا التي ينتمي إليها وأوروبا الشريكة الجارة والمباشرة،إن التعليم والثقافة والتكوين المهني والتنقل والهجرة كلها قضايا تشكل مجتمعة أولويات عملنا في المغرب وفي إفريقيا، وفي إطار شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي. لأن القاسم المشترك بين كل هذه القضايا هو الشباب الذي يشكل رأسمالنا البشري، والذي ينبغي للشراكة بين القارتين أن تستثمر فيه ومن أجله بما يضمن لها بلوغ أقصى إمكاناتها." وقالت الأميرة لالة مريم رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل: " لا يهم العالم الذي سنتركه لأولادنا، بقدر ما يهم الأولاد الذين سنتركهم لهذا العالم".


وأكد أن مسألة أن نخرج من أطفالنا وشبابنا رجالا يعتمد عليهم تتطلب مهارات وتقنيات عالية ومتابعة شبه يومية قل من ينتبه إليها في معاملته لهذه الفئات، وهي تربية تلقيناها بالسليقة والفترة عن طريق آبائنا وأجدادنا رحمهم الله تعالى مع قلة معلوماتهم في هذا الجانب، ولكن تشبثهم بدينهم وتجربتهم الميدانية العميقة التي راكموها طيلة حياتهم جعلت منهم معلمين متمهرين في تكوين وتخريج الرجال، هذا الجانب المهم الذي غفلنا عنه اليوم، فأصبحت أسرنا الصغيرة ومؤسساتنا التعليمية ومجتمعنا الكبير يجني نتائجه السلبية المتفاقمة يوما بعد يوم، لقد تركنا الأطفال والشباب للفضائيات والإنترنت والإعلام على مختلف أنواعه لتوجيههم وتكوين شخصيتهم، فاستهدفتهم مختلف مخططات أعداء الدين الموجهة لإفساد أخلاق الأمم، فأصبحت الانحرافات عادات مستطابة بالنسبة لهم، فضاعوا وضاع المجتمع. فأين نحن من الوقاية إذا تركنا الأطفال والشباب عرضة لهذه المخاطر؟ إنه لابد من مراعاة السن والنضج في استعمال وسائط التواصل الاجتماعي، إذا أردنا الاطمئنان على الناشئة والشباب.