رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد السورى: التساؤلات الإنسانية دفعتنى لكتابة المسرح وقادتنى للفوز بـ«التشجيعية»

الطالب محمد السورى
الطالب محمد السورى

دفعته التساؤلات ليمسك بالقلم ويجرب كتابة الدراما، وقادته تساؤلاته الإنسانية تلك إلى تأليف نصوص مسرحية، فاز واحد منها بجائزة الدولة التشجيعية فى مجال التأليف المسرحى هذا العام.. هو الطالب محمد السورى، الذى يدرس بالفرقة الأولى بقسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، وحمل نصه اسم «الأثر». 

وجائزة الدولة التشجيعية هى جائزة تمنحها الدولة عبر المجلس الأعلى للثقافة، لتقدير البارزين فى مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية تحت ٤٠ سنة. 

«الدستور» حاورت المؤلف الشاب، الذى قال إنه شارك فى مهرجانات عدة وحصل من قبل على جائزة أفضل دراماتورج فى المهرجان القومى للمسرح، كما فاز مؤخرًا بالمركز الأول فى مهرجان «إبداع ١٠»، للمسرح المتخصص، الذى تقيمه وزارة الشباب عن العرض المسرحى «بنت القمر». 

■ بداية.. كيف كان شعورك حينما علمت بفوزك بجائزة الدولة التشجيعية؟

- كنت أتمنى الحصول على هذه الجائزة منذ زمن طويل، ولم أكن أتوقع الفوز بها، وشعرت بسعادة كبيرة حينما علمت بالأمر.

وأحرص على متابعة جوائز الدولة سنويًا، وسعدت بحصول المخرج الكبير داود عبدالسيد بجائزة النيل، فأنا من أشد المعجبين به وبأعماله، وأراه من أهم الكتّاب والمخرجين فى تاريخ السينما المصرية.

■ ما فكرة النص الذى أهّلك للحصول على الجائزة؟

- يتساءل بطل العرض خلال الأحداث عن «ماذا لو عاش ومات وهو بلا أثر؟»، ويؤثر عليه هذا التساؤل ويضعه فى أزمة، ويقرر السعى لترك أثر ما فى الدنيا، وفى سبيل تحقيق ذلك يواجه تحديات كثيرة، داخليًا وخارجيًا، ويرى أن عليه أن يسلك أى طريق لتحقيق الرغبة التى تسكنه.. وتطرق النص لفكرة رحلة الممثلين الشباب خاصة الهواة، وطموحهم الذى هو أعلى من إمكانياتهم مما يجعلهم يقعون فى ورطة.

■ هل جرى تنفيذ هذا النص من قبل؟

- نعم.. أخرجه الفنان محمود طنطاوى، مع فريق مسرح جامعة عين شمس، وعُرض مرة واحدة، ومن المقرر عرضه مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.

■ ما الذى دفعك لكتابة هذا النص؟

- يدفعنى للكتابة تساؤل؛ هو: «أنا عاوز أقول إيه دلوقتى؟ ولماذا؟».. ولا تكون الإجابة عن هذا التساؤل «كلمة» فقط، فيمكن أن تكون الإجابة إحساسًا أريد توصيله للمشاهد.. هذا ما يدفعنى للكتابة ويحركنى تجاه تدوين ما أفكر به.

أحيانًا، أهتم بموضوعات إنسانية عامة، وأحيانًا أهتم بأفكار وجودية، والآن أفكر فى موضوعات اجتماعية.. أحب الكتابة من الواقع، وأمزجه بخيالى الشخصى.

■ ما أحدث عمل ألّفته؟

- نص مسرحى يحمل اسم «أقرب إليك»، من المقرر عرضه قريبًا على مسرح الشباب، وسيكون من إخراج الفنان نادر الجوهرى، وهو إعداد لقصة قصيرة للكاتب الكبير يوسف إدريس، عالجتها دراميًا لتقديمها على المسرح.. ويتحدث النص عن علاقة الإنسان بربه وطريقة كل شخص للوصول إلى الإيمان.

وتدور أحداث النص فى حارة شعبية مصرية، حيث تسعى الشخصيات للوصول إلى الإيمان، كل بطريقته، دون أى وسيط، وأتوقع عرضه فى شهر أغسطس المقبل.

■ حصلت على المركز الأول فى مهرجان «إبداع ١٠» بمسرحية «بنت القمر».. ما فكرتها؟

- مسرحية «بنت القمر» من تأليفى وإخراجى، وإنتاج قسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، وشاركنا بها فى مهرجان إبداع هذا العام، وكانت تجربة مختلفة جدًا، خاصة أننى عالجت النص بصورة واقعية، مستخدمًا تقنيات لجذب الجمهور.

يناقش العرض قضايا التنمر والاضطهاد فى إطار مواقع التواصل الاجتماعى، ويدور حول «بسمة» التى يظهر عليها مرض جلدى نادر، وتعانى من مشاكل لها علاقة بالتنمر والقبول والاضطهاد فى المجتمع، ونكشف من خلال العرض كيف تحولت من ضحية إلى مذنبة، والعرض بطولة طلبة قسم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان.

■ هل تفضل إخراج النصوص التى تؤلفها؟

- هناك نصوص تنتهى مهمتى بكتابتها، وهناك نصوص أشعر بأننى سأضيف لها شيئًا مختلفًا إن توليت مهمة إخراجها.

على سبيل المثال هناك نص يحمل اسم «حذاء مثقوب تحت المطر»، أعتقد أن مخرجه أظهره بشكل أفضل مما كنت أتخيله.

عندما أنتهى من كتابة النص أبدأ فى قراءته كمخرج، وأحب دائمًا أن يكون بينى وبين المخرج مناقشات قبل تنفيذ العرض للوصول إلى أفضل صورة.

■ ما أهمية الجوائز بالنسبة للفنان؟

- الجوائز تقدم دعمًا معنويًا كبيرًا للكاتب، وتقربه من الجمهور، وتساعده على ترويج أعماله، وتجعله يشعر بأن عليه تحقيق المزيد من النجاحات.

أما عن جائزة الدولة، فهى جائزة عريقة لأنها تحمل اسم مصر، وأى فنان يريد أن تصل أفكاره للناس.. والجوائز تساعده على ذلك.

■ كيف استفدت من مشاركتك فى العديد من المهرجانات؟

- التفاعل والاحتكاك من أكثر فوائد المهرجانات، لأننا نرى أفكارًا كثيرة.. كما تساعدنا المهرجانات على إنتاج أفكارنا، وهذا مهم جدًا فى ظل ندرة فرص الإنتاج المسرحى، وهذا أمر نعانى بسببه.

وأرى أن مهرجان «إبداع»- مثلًا- له مميزات كثيرة، منها أن تتأهل للمشاركة فيه العروض المتخصصة التى تنتجها أقسام المسرح والمعاهد، والحاصلة على المراكز الأولى فى مهرجانات أخرى، وهى عروض قوية، وما يزيد الأثر الإيجابى المناقشة التى تعقب العرض، وتكون مهمة ومفيدة. 

■ ما خططك المستقبلية؟

- سأعيد عرض مسرحية «بنت القمر» فى المهرجان القومى، إذ إننا حصلنا على المركز الأول فى «إبداع متخصصين»، كما أحضر لعرض مسرحية «أقرب إليك»، وأيضًا نص «الأثر»، وأحضر حاليًا لمشروع جديد مع فريق مسرح كلية الهندسة بجامعة عين شمس، كما أحضر لعرض سيجرى تنفيذه على خشبة مسرح الهناجر، من تأليفى وإخراج زياد هانى.