رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشباب وصناعة التغيير

جمعنى اللقاء على مدى يومين «23- 24 مايو 2022» بشباب وشابات من مختلف محافظات مصر، واعدين وواعدات، يعملون بإخلاص من أجل تقدم وبناء ونهضة وطنهم، بل ويشاركون من خلال مبادراتهم وعملهم التطوعى فى تقديم الخدمات الاجتماعية التنموية والتوعوية والتثقيقية والرياضية والفنية.
شباب لا يكتفون بمناقشة الأزمات والمشكلات ولكن يضعون البدائل والحلول، من أجل إرساء دولة القانون والعدل والمواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية والحريات.

نظم اللقاء "منتدى حوار الثقافات" بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية والتنموية «الذى يحرص منذ بداياته من 30 عاما على إجراء حوارات ونقاشات وورش عمل ومؤتمرات تتناول كل قضايا الوطن، اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، ويعمل على إرساء دولة المواطنة والمساواة وعدم التمييز ومواجهة خطاب الكراهية، ومواجهة الإرهاب، وتجديد الخطاب الدينى، للعيش معا فى سلام».
وذلك بحضور مجموعة من أطياف الشعب المصرى من كُتّاب ومفكرين وأكاديميين وإعلاميين وسياسيين وبرلمانيين وممثلى الجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية والمجالس القومية المتخصصة.

وتم اللقاء تحت عنوان "الشباب وصناعة التغيير"، عبر أربع جلسات، الأولى "الشباب ورؤية حول الحوار الوطنى"، والثانية "تمكين الشباب وصناعة المستقبل"، وفى اليوم الثانى عُقِدت جلستان حول "تحديات إدارة التنوع"، و"تعزيز ثقافة التسامح"، والتى قدم الشباب من خلالها نماذج عملية للمبادرات، منها "مبادرة بناة الحوار فى حى إمبابة" بوجود قادة دينيين مسلمين ومسيحيين وممثلى المجتمع المدنى.. و"مبادرة بالحوار تحيا الشعوب بالإسكندرية" من خلال تجميع الجاليات المتنوعة التى تقطن مدينة الإسكندرية، وعمل مسابقات رياضية وجلسات حوارية توعوية للمساوة بين الجنسين.. أما المبادرة الثالثة التى تم تقديمها فكانت من محافظة بنى سويف تحت عنوان "مبادرة حلم ناصر"، والتى تم من خلالها العمل على اندماج الجميع معا، مسيحيين ومسلمين، بالحب والتعاون، ودمج أطفال مسيحيين ومسلمين معا فى دور الإيواء".. كانت هذه المبادرات هى بارقة الأمل فى صنع المستقبل والوصول لوطن خالٍ من التعصب والكراهية، وإننى أقدم كل التحية للشابات والشباب الذين قدموا هذه المبادرات الحقيقية على أرض الواقع، ويعملون بجدٍ وإخلاص ويشاركون بشكل فعلى لرفعة وتقدم بلدهم بتقديم الأفكار الجديدة والمشاركة فى تنفيذها.

ولأن اللقاء تم عقده بعد دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطنى بحوالى شهر، فكان من الطبيعى أن يسيطر على الجلسات مطالب الشباب من الحوار الوطنى، ومحاور الحوار، وآليات تنفيذه، وضمانات متابعة تنفيذ ما يسفر عنه الحوار.. وتبادل الحضور من جميع الأعمار من الكبار والصغار الآراء مما يمكننا أن نطلق على هذا اللقاء «حوار الأجيال من أجل مستقبل أفضل ومن أجل تحسين أحوال معيشة المواطنين».

وأجمع الحضور على أهمية فتح المجال العام، وأهمية حرية التعبير عن الرأى، وتوافر وتبادل المعلومات، وطالبوا بعدة مطالب منها:
- الإفراج عن كافة سجناء الرأى فيما عدا من ارتكبوا جرائم إرهابية وحضوا على الفتن والكراهية، مع تعديل قانون الحبس الاحتياطى الذى يصل لأربعة وعشرين شهرا وتحول لعقوبة على المعارضين لسياسات النظام الحاكم.
- دفع غرامات الغارمين والغارمات، والعمل على الدمج المجتمعى للمفرج عنهم ورعايتهم اجتماعياً.
- فتح قنوات الإعلام المرئى والمسموع والمقروء لكل الآراء ولكل القوى السياسية بالتساوى لعرض كافة وجهات النظر، وإعادة فتح المواقع الإلكترونية التى تم إغلاقها. 
- لا بد أن يكون الحوار دائماً وليس مؤقتاً أو موسمياً وبمشاركة القوى السياسية فيما عدا من اقترفوا جرائم إرهابية فى حق الوطن وحرضوا عليها.
- تحديد مدة زمنية للحوار وجدول أعمال.
- مشاركة كافة أطراف المجتمع مع المتخصصين فى جميع المجالات لوضع حلول للأزمات.
- امتداد الحوار لكافة أنحاء مصرى فى المدن والقرى والنجوع.
- أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الأطراف للوصول لقواسم مشتركة.
- قيام المسئولين والسلطة التنفيذية بتنفيذ نتائج الحوار.
- جلسات حوار تخص الشباب المهمشين والأيتام وأطفال الشوارع.
- توفير احتياجات الشباب من تعليم وصحة وفرص عمل.
- تعزيز قيم التسامح عن طريق التنشئة الاجتماعية على أساس ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان، فى مناهج التعليم، وفى البرامج الإعلامية والتصدى للأبواق التى تنشر الفتن والكراهية، والتركيز على مناقشة القضايا الشائكة «الخطاب الدينى، والتعددية الثقافية، والحياة الجنسية السليمة».
- الشباب هم الحاضر والمستقبل، ومصر بلد شابة لذا لا بد من التركيز على تنمية الموارد البشرية التى هى صانعة المستقبل.