رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخرج سامح عبدالعزيز: لا أخاف من «الأعمال المثيرة للجدل».. ودور الفن جعل الناس يفكرون وليس تقديم الحلول

المخرج سامح عبدالعزيز
المخرج سامح عبدالعزيز

قال المخرج سامح عبدالعزيز إن فيلمه الجديد «ليلة العيد»، بطولة الفنانة يسرا، يناقش قضايا تهم الأسرة المصرية، مثل زواج القاصرات وختان الإناث، مشيرًا إلى أن دور الفن هو مناقشة القضايا الحساسة لدفع الجمهور نحو التفكير.

وشدد «عبدالعزيز»، فى حواره مع «الدستور»، على أنه يسيطر على مجريات الأمور فى أى عمل فنى يتولى إخراجه، لافتًا إلى ضرورة تطوير الرقابة فى مصر، لأن الرقيب أصبح «جزارًا»، معتبرًا أن تصنيف الأعمال وفقًا للفئة العمرية يمكن أن يكون حلًا مناسبًا.

■ بداية.. كيف كانت ردود أفعال الجمهور حول مسلسلك الأخير «يوتيرن»؟

- أسعدتنى ردود أفعال الجمهور حول العمل، وكنت أتوقع تحقيق هذا النجاح، لأن كل المشاركين فى المسلسل بذلوا مجهودًا كبيرًا، وقدموا عملًا يحترم عقلية المشاهد، وانتشار المسلسل أكبر دليل على نجاحه.

■ كيف جاءت فكرة المسلسل؟

- عرض علىّ الفكرة المنتج جمال العدل، وجرى عقد جلسات عمل مع النجمة ريهام حجاج، بطلة العمل، والمؤلف أيمن سلامة، ووضعنا تصورًا مبدئيًا للعمل، قبل اختيار بقية الأبطال.

واتفقنا على أن يكون سرد الأحداث بشكل عرضى، أى عبر استعراض مقتطفات من كل الخيوط الدرامية خلال الحلقات الأولى، وعدم التركيز على ما يخص بطل العمل فقط كما يحدث فى بقية الأعمال، التى تكثف الأحداث خلال الحلقات الخمس الأولى لجذب المشاهد. 

وأود أن أشير إلى أن كواليس العمل كانت مليئة بالمحبة، وأعتقد أن الجمهور لاحظ ذلك خلال عرض العمل ضمن الماراثون الرمضانى الماضى.

■ بأى طريقة تختار أبطال أعمالك؟

- أحرص على اختيار أبطال أعمالى بدقة، لأننى أدرك أهمية عنصر التمثيل، ولدىّ خبرة كبيرة فى اختيار الممثلين، وأحرص على أن أجعلهم يعيشون الحدث الدرامى كأنه حقيقة.

ومن العوامل التى تساعد المخرج على اختيار ممثلين مناسبين الكتابة الواقعية، وقد أجاد المؤلف أيمن سلامة وقدم سيناريو قويًا.

أنا أبحث عن الممثل القدير.. ولا أعنى هنا بكلمة «قدير» أى كبيرًا فى السن، بل الممثل القادر على تقمص الشخصية بإتقان، وأحب أن أستعين بالممثلين فى أكثر من عمل.. وأرى أن الفنانة ريهام حجاج مجتهدة وملتزمة وتحرص على تطوير إمكاناتها دائمًا.

■ ما ردك على من يقولون إن ريهام حجاج تدخلت فى الإخراج؟

- أرى أنها شائعات مزعجة، ومن يروجون تلك الشائعات لا يعرفون شيئًا عنى، فمن يعرفنى جيدًا يدرك أننى أسيطر سيطرة كاملة على العمل الذى أتولى إخراجه، وأؤكد أن الفنانة ريهام حجاج كانت ملتزمة بتعليماتى ومتعاونة.

تحلى المخرج بالحزم يساعد على تقديم عمل قوى، لأن كل عنصر يقوم بدوره فقط، وهذا يجعل تنفيذ المهام أسهل.

■ ما القضايا التى يناقشها فيلمك الجديد «ليلة العيد»؟

- يناقش فيلم «ليلة العيد» قضايا تهم كل أسرة مصرية، منها «زواج القاصرات» و«ختان الإناث»، ويتضمن مجموعة من السيدات اللاتى يحاولن الحصول على حقوقهن، واستطاع الكاتب أحمد عبدالله أن يرصد هذه المشكلات بدقة وواقعية، لأنه يدرك أهمية هذه القضايا بالنسبة لكل السيدات العربيات، وحاول إنصاف المرأة فى مواجهة كل رجل ظالم.

وأنا سعيد جدًا بالتعاون من جديد مع الفنانة الكبيرة يسرا، التى تجسد شخصية تختلف عن كل الشخصيات التى جسدتها من قبل، وأعتز بالتعاون مع المؤلف أحمد عبدالله، لأن بيننا تفاهمًا كبيرًا، ونشكل ثنائيًا ناجحًا دائمًا.. وتشارك فى هذا الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم.

■ هل شعرت بالقلق بسبب إخراج عمل قد يثير الجدل؟

- لا.. فأنا أحرص على صناعة أعمال فنية تناقش قضايا المجتمع، وتسلط الضوء على إيجابياته وسلبياته.

فمن يرون أن مناقشة القضايا الحساسة خطأ يريدون إضعاف المجتمع، فدور الفن- من وجهة نظرى- هو جعل الناس يفكرون.

لو كان الفن يقدم حلولًا، لكان فيلم «الناصر صلاح الدين» استطاع تحرير القدس.. لكن الأمور لا تسير بهذا الشكل، النجاح من وجهة نظرى هو جعل الناس يعيدون النظر فى مسلمات، مثلما حدث فى فيلم «أريد حلًا»، الذى استطاع- من خلال المناقشة- تغيير قانون حتى يُصلح من حال المجتمع، وكما حدث فى فيلم «كلمة شرف»، الذى تسبب فى إصدار قانون جديد.

■ ماذا تمثل المرأة بالنسبة لك؟

- المرأة هى مصدر الإلهام فى حياة المبدع، والإلهام لا يأتى من امرأة واحدة ولكن من أكثر من امرأة، مثل الأم والابنة والأخت.

ألهمتنى الجميلة سناء منصور وهالة سرحان وصفاء أبوالسعود.. تعلمت منهن الكثير، وكل امرأة ناجحة أعتبرها ملهمة.

■ ما رأيك فى الرقابة؟

- أرى ضرورة تطوير أدوات الإدارة العامة للرقابة المركزية الخاصة بالتليفزيون، فالعقليات هناك لم تتطور منذ زمن طويل.. يشاهدون العمل وهم يشعرون بالقلق.

أنا لست ضد الرقابة على أعمالى، رغم أن الرقابة اختفت تقريبًا من دول كثيرة، وحل محلها التصنيف العمرى.

الرقيب هنا جزار، وليس لديه حس فنى، وأرى أن نترك التقييم للمشاهد، وأؤكد أنه لا يمكن صناعة إبداع دون حرية.

■ ما الفرق بين الإخراج للسينما وللتليفزيون؟

- لا يوجد فرق فى الإخراج بين السينما والتليفزيون غير عامل الوقت، والتحدى الحقيقى الذى يواجه المخرج هو «المونتاج» لأن عليه ضبط إيقاع العمل.. وألوم من يقول غير ذلك.

تنتهى علاقتى بالعمل بعد المونتاج، ولا شأن لى بوقت عرضه، ولا أقارن عملًا بآخر، وأحب أن تكون لدينا أعمال درامية كثيرة، سواء داخل الموسم الرمضانى أو خارجه، وكذلك أعمال سينمائية.

■ هل ترحب بنقد أعمالك؟

- نعم.. أرحب دائمًا بالنقد الموضوعى، من النقاد المتخصصين ومن الأصدقاء، لكننى أصادف فى بعض الأحيان آراءً غريبة، تصدر عن نقاد «موجهين»، وأرى أن ما يقولونه «فضيحة نقدية».. فلا يمكن- مثلًا- الحكم على عمل تليفزيونى بناء على الحلقات الأولى فقط.

هؤلاء النقاد يفقدون المصداقية بمرور الوقت، وأرى أن تقييم العمل متروك للجمهور.. لا يمكن لناقد على سبيل المثال إقناع الجمهور بجودة عمل ردىء.

■ هل يمكن أن تخوض تجربة الإنتاج؟

- لا.. لأننى أرى الإنتاج عملية خالية من الإبداع.. وأنا أبحث عن الإبداع، وأرى أن «السبكى» استطاع أن ينتصر إنتاجيًا، بمبدأ «كل ما يلزم المشهد يحضر».

على جانب آخر، أرى أن جمال العدل ليس منتجًا فقط، لكنه مبدع أيضًا، رغم أنه لا يتحدث عن ذلك كثيرًا، فهو يستطيع اختيار السيناريو الجيد، ويحرص على حضور التصوير ومناقشة كل جزئية فى العمل، لأنه مبدع.