رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الهروب للحياة».. تحذيرات من ارتفاع هجمات الزواحف على المنازل في الصيف

هجوم الزواحف
هجوم الزواحف

تضرب البلاد موجة طقس حارة خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي دفع هيئة الأرصاد الجوية، بضرورة توخي الحذر من قبل المواطنين خلال هذه الفترة، لاسيما وأن هذه الأجواء تشهد انتشارًا للحشرات والزواحف التي تهرب من جحورها.

ويعد التغير المناخي، أحد الأسباب الرئيسية لهجمات الزواحف على المنازل خلال فصل الصيف، وهو الموعد المتوقع لخروجها من جحورها هربًا من الحر الشديد والرطوبة للحصول على مخزونها من الأكل وبحثًا عن جو ملائم لها.

وتشهد البلاد ارتفاع قياسي في درجات الحرارة بداية من اليوم، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في القاهرة 42 درجة مئوية، والمنيا وبني سويف والفيوم واسيوط درجة، وسوهاج وقنا والاقصر واسوان 44°م درجة مئوية.

وتكشف "الدستور" في السطور التالية، أسباب ارتفاع حالات هجمات الزواحف خلال فصل الصيف وخاصةً مع زيادة درجات الحرارة وموجات الطقس السيئ والتغير المناخي الذي تشهده مصر ودول العالم، وتداعيات ذلك في الفترة القادمة. 

الدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز التغير المناخي، حذر من الموجة شديدة الحرارة التي تضرب البلاد حتى السبت القادم، بسبب امتداد منخفض الهند الموسمي، حيث يتعمق المنخفض على شمال البلاد حتى مناطق جنوب الصعيد.

وشدد “فهيم”، في تصريحات لـ"الدستور"، على ضرورة توخي الحذر من قبل المواطنين الذين يُعايشون في المناطق المتطرفة أو التي لها ظهير صحراوي مثل مناطق الواحات وبعض المناطق في محافظات الوجه القبلي.

تهدد مناطق الظهير الصحراوي

وأوضح رئيس مركز التغير المناخي، أنه مع بدء موسم الصيف، فإن ذلك علميًا يستفز الزواحف من الثعابين، العناكب، والعقارب وغيرها، الأمر الذي يدفعها إلى الخروج من جحورها للبحث عن وسائل خارجية لتبريد جسمها، لافتًا إلى أن هذا يحدث فقط في المناطق الصحراوية ويُعاصره البدو. 

الدكتور محمد علي فهيم

 

لا نقتلها إلا في حالات الخطر

اعتاد محمد سعد، من أهالي أسوان، على التعامل مع الزواحف والثعابين وغيرها من الحيوانات السامة، يقول: " أسوان لها ظهير صحراوي وجبلي كبير بالإضافة إلى أجوائها الصيفية شديدة الحرارة، فإنه مع كل موسم نعايش خروج الزواحف من جحورها".

"احنا في أسوان نعلم جيدًا كيف نتعامل مع الزواحف حال خروجها من الجحور"، يقولها سعد، مستطردًا أنه حتى الآن في هذا الموسم لم نصادف خروج الزواحف، ولكنه أمر متوقع خلال الأيام القادمة خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.

"العقارب والثعابين.. هي الأكثر انتشارًا لدينا، وبما أن أسوان أكثر المحافظات ارتفاعًا في درجة الحرارة فنرى كثيرًا من تلك الزواحف والحيوانات، ولكن نحن إما نتركها ترجع إلى البرية أو جحورها، وإما نقتلها إذا شعرنا بالخطر على أنفسنا منها، والنسبة الأكبر هو أننا لا نحب أن نقتلها"، هكذا أكد سعد.

 

تكثر في الصيف وتنتشر في الصحاري

يعمل محمود جمال مهندسًا تنفيذيًا بعدد من المشروعات التي عادةً ما تتمركز في المناطق الصحراوي، ويقول: " شغلي في المواقع بيكون في المناطق النائية والصحراوية، ويزداد عملنا صعوبة في فترة الصيف ليس بسبب ارتفاع درجة الحرارة فقط وإنما بسبب الصعوبات والمخاطر التي نواجهها".

وتابع: "الصحاري مليئة بالحيوانات الشرسة والزواحف السامة، ومع بداية الصيف في هذا الموسم وجدنا عقارب وثعابين، وطبعًا أول ما بنشوفها بنموتها حتى لا يتعرض أي شخص في الموقع إلى خطر الإصابة منها".

وواصل:"بحكم شغلي في الصحراء بقيت متعود على التعامل مع أي مخاطر، ومع الخبرة بنقدر إننا ناخد حذرنا واحتياطاتنا منهم، بالإضافة إلى أننا بيكون لدينا الأدوية والأمصال اللازمة في حال وقوع أي خطر".

مليون حالة وفاة سنويًا

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن التقديرات تشير إلى أن 5 ملايين نسمة يتعرضون، كل عام، إلى لدغات الزواحف والثعابين مما يؤدي إلى وقوع نحو 2.5 مليون حالة تسمم سنويًا.

تؤدي لدغات الثعابين، كل عام، إلى وقوع ما لا يقلّ عن مليون حالة وفاة ونحو ثلاثة أضعاف ذلك من حالات بتر الأطراف وغيرها من حالات العجز الدائمة، إذ يمكن أن تتسبب لدغات الثعابين السامة في الإصابة بشلل قد يعيق التنفس، واضطرابات نزفية يمكنها أن تؤدي إلى نزف مميت، وفشل كلوي يتعذّر تداركه، وضرر في النُسج يمكنه إحداث عجز دائم وقد يسفر عن بتر الأطراف في بعض الأحيان.

بحثًا عن طقس ملائم ومخزون من الطعام

الدكتور محمود عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم بجامعة القاهرة، لفت إلى أن الطبيعية البيئية للحشرات والزواحف تجعلها تخرج من جحورها تزامنًا مع فصل الصيف لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف أنه بتعامد الاشعة الحرارية للشمس فإن الزواحف والحشرات تبدأ في الخروج من الجحور والانتشار في الصحاري أو الأراضي الزراعي، وذلك بحثًا عن طقس ملائم لها فضلًا عن الحصول على مخزن كافي من الطعام. 

الدكتور محمود عمرو

 

هجوم ضاري من  الزواحف

ومنذ عدة أشهر سبق وتعرضت أسوان إلى هجوم شرس من الزواحف والحيوانات بسبب سوء أحوال الطقس إثر التغيرات المناخية والتي استمرت خلال بضعة أيام، الأمر الذي تسبب في حالة من الهلع والفزع بين الأهالي، جراء تعرض حياتهم وأسرهم إلى خطر الإصابة والموت.

وحينها انتشرت العقارب السامة واقتحمت بيوت الأهالي في أسوان، نتيجة لتداعيات موجة الطقس السيئ التي أدت إلى هطول سيول ضارية، وصلت إلى 8 ملايين متر مكعب من المياه، الأمر الذي أدى إلى هجوم الزواحف والعناكب السامة.

تقتل 81 ألفًا سنويًا

وفق جمعية "Wellcome Trust" الخيرية البريطانية، فإن لدغات الأفاعي تسبب الوفاة والعجز، أكثر من أي مرض استوائي مهمل، بل وتقتل الأفاعي ما بين 81 ألف و138 شخص سنوياً.

وبحسب ما ذكرت "Wellcome"، فإنه تبلغ تكلفة القارورة الواحدة من مضاد السموم 160 دولاراً، وعادةً ما تتطلب عملية الشفاء العديد منها.

وتستثمر الجمعية ما يعادل 136 مليون دولار من أجل تثقيف المجتمعات بخطورة الزواحف وتجنب لدغات الثعابين، وجعل العلاجات أكثر فعالية، وتحسين نظم الرعاية الصحية، بهدف الحملة إلى خفض عدد الوفيات والإعاقة الناجمة من لدغات الأفاعي إلى النصف بحلول عام 2030.