رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي في 8 سنوات.. استعادة العلاقات مع إفريقيا وقيادة القارة نحو التنمية

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

8 سنوات مرت على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد وسط تحديات كبيرة في الداخل والخارج، قاد خلالها مصر المحروسة إلى طريق المجد، والنهوض بالاقتصاد والصحة والتعليم وباقي المجالات.

وأعاد الرئيس السيسي هيبة مصر في الخارج، فأصبحت الجارة والشقيقة الكبرى الحاضرة بقوة في المحافل الدولية، والساعية لحل الأزمات المصيرية في العديد من الدول وعلى رأسها القارة الافريقية الامتداد الطبيعي والحيوي.

نرصد من خلال التقرير التالى، الجولات والاتفاقيات التى قام بها الرئيس السيسي لاستعادة العلاقات مع إفريقيا وقيادة القارة نحو التنمية.

جولات السيسي أعادت الريادة المصرية للقارة السمراء

أعادت الجولات الإفريقية التي قام بها الرئيس السيسي إلى معظم دول القارة السمراء أجواء الريادة المصرية للقارة الأفريقية، كما أعادت روح التقدير الشعبي والرسمي المتبادل الذي عاشته مصر مع أشقائها في إفريقيا في ستينيات القرن الماضي.

وحرص الرئيس السيسي على تقديم خدمات للشعوب الإفريقية في مجالات متعددة، لدعم علاقات الأخوة والصداقة مع الدول الإفريقية.

محاربة الإرهاب في إفريقيا

أكد الرئيس السيسي خلال أكثر من مناسبة على ضرورة تفعيل التعاون الأمني المشترك بين دول القارة، وإنشاء قوة إفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب.

وفى 2020، تسلمت مصر رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وقامت بقيادة أعمال الجهاز الإفريقي الرئيسي المعني بموضوعات السلم والأمن في القارة الإفريقية، وضم برنامج رئاسة مصر للمجلس عددا من الموضوعات التي تحتل أهمية خاصة وملحة لدى الاتحاد الإفريقي ومصر وعلى رأسها محاربة الإرهاب.

وفي تصريحات للرئيس السيسى، أبريل الماضي أكد أنه خلال فترة ما قبل 2017، كانت القوات المسلحة تنفق مليار جنيه كل شهر، خلال 84 شهرا من أجل مواجهة الإرهاب، والذي سينعكس بدوره على أفريقيا.

وسبق أن اقترح السيسى تكوين القوة الافريقية المشتركة لدعم الامن الافريقى والاستقرار والسلام بين الدول الافريقية.

مصر ورئاسة الاتحاد الإفريقي

خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، سعى الرئيس السيسى إلى إنجاز أكبر عدد من الملفات العالقة التى شغلت القارة السمراء لسنوات طويلة.

وكان من بين تلك الملفات وأهمها، ملف تكامل الاقتصاد القارى الذى تكللت جهوده بالإعلان عن دخول منطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ الفعلى على أرض الواقع بعد إعلان الرئيس السيسى عن إطلاقها فى القمة الإفريقية الاستثنائية بالعاصمة النيجرية نيامى فى يوليو  2019، بهدف الاستفادة المثلى من خيرات وثروات القارة.

كما دعا الرئيس السيسي القطاع الخاص الى اقتحام مجالات الاستثمار فى البنية التحتية القارية لتسهيل حركة التجارة البينية بين الدول، وتوفير فرص العمل للشباب، وتمكين المرأة.

العلاقات المصرية مع دول القارة السمراء

جيبوتي

تعد العلاقات بين مصر وجيبوتي علاقات متميزة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.

كما شهدت العلاقات السياسية بين مصر وجيبوتي تطورا في عهد الرئيس السيسي، لاسيما خلال ترأس مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، كما قام الرئيس السيسي بزيارة جيبوتي في مايو 2021.

كما أن هناك تعاونُا بين مصر وجيبوتي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تنشيط الآليات القائمة لتعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني، وكذلك حماية البحر الأحمر من التهديد الإرهابي وعمليات القرصنة الدولية، ولأهمية هذا الموقع الاستراتيجي لاسيما أنها من المحاور الأساسية لأمن القاهرة المائي والاقتصادي والأمني.

 

تنزانيا

تساهم مصر في دعم جهود التنمية في تنزانيا عبر توفير الخبرات والإمكانات اللازمة في شتى المجالات، ومن أبرز تلك الجهود مشروع إنشاء سد ومحطة "جيوليوس نيريري" لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات على نهر "روفيجي"، وهو نموذجًا لدعم مصر حقوق الدول الأفريقية ودول حوض النيل في تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردها المائية بما لا يؤثر سلبا على حقوق ومقدرات الآخرين.

وكانت الحكومة التنزانية قررت في ديسمبر 2018 إسناد عقد إنشاء المشروع إلى شركات مصرية بتكلفة 2.9 مليار دولار.

 

بوروندي

في أبريل 2022، شهدت القاهرة الاجتماع الأول للجنة العسكرية المصرية البوروندية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ووقع الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة ورئيس قوات الدفاع الوطني البورندي الفريق أول بريم نيونجابو بروتوكول تعاون عسكري مشترك يتضمن التعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتدريبات المشتركة بما يتيح تبادل الخبرات بين الجانبين، تأكيدًا لتوافق الرؤى تجاه الموضوعات التي تمس المصالح المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين.

وبخلاف التعاون الأمني تحظى البلدان بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية وسط آفاق لزيادتها الفترة المقبلة.

رواندا

تكتسب العلاقات بين مصر و جمهورية رواندا أهمية خاصة، لأسباب جيوسياسية لكونهما دول حوض نهر النيل، فمصر إحدى دولتى المصب بينما تعد روندا الواقعة بالهضبة الاستوائية والمصدر الثاني لمياه النيل احدى دول المنبع.

 وفي مارس 2022، استقبل السيسي، في القاهرة، بول كاجامي، رئيس رواندا لدعم علاقات البلدين.

أوغندا

وشهد التعاون بين مصر وأوغندا تطورا ملحوظا عبر العديد من المشروعات المصرية في شتى المجالات؛ الصناعة والزراعة والتشييد والبناء والصحة،والتي تسهم في دفع الاقتصاد الأوغندي، ولدعم هذا الامر زار الرئيس السيسي في 2016 أوغندا وبحث العديد من الملفات الحيوية.

وتدعم الحكومة المصرية إنشاء محطة "بوسيا" للطاقة الشمسية، وتوفر برامج تدريب للكوادر المتخصصة في مجال الكهرباء، وذلك أيضا بجانب تنسيق وتعاون علي المستوى الأمني والعسكري والاستراتيجي، ضمن مقاربة شاملة للتعاون المصري مع أوغندا يواكبها حرص من كامبالا على تعزيز العلاقات مع القاهرة.

كينيا

شهدت العلاقات بين مصر وكينيا تعاون ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وشملت زيارات متبادلة بين البلدين.

وتعاونت القاهرة مع نيروبي من خلال زيارة وفد من وزارة الصحة المصرية إلي كينيا بحث اتخاذ الخطوات التنفيذية لتفعيل مبادرة السيسي لعلاج مليون أفريقي من التهاب الكبد الوبائي "فيروس سي"، فضلا عن العمل على استكشاف فرص التعاون في مجالات طبية أخرى كعلاج الأورام والقطاع الدوائي. 

كما تضمنت الزيارة اتفاقات التعاون الزراعي الحيواني الموقعة بين الطرفين إنشاء مزارع مُشتركة في «نيروبى» لإنتاج 3 محاصيل إستراتيجية بالنسبة لمصر هي (الذرة الصفراء، والأرز، والفول الصويا) وزيادة فرص التبادل التجارى زراعيًا وحيوانيًا، بجانب بمساهمة مصر في تطوير المجازر الكينية، وتصدير الأمصال واللقاحات البيطرية إليها.

الكونغو الديمقراطية 

شهدت العلاقات المصرية الكونغولية، تطورا إيجابيا وتناميا على جميع الأصعدة ، سواء سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيا.

واستقبل الرئيس السيسي، نظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدى، خلال مايو 2022.

وتناول اللقاء تطورات قضية سد النهضة، إذ أكد السيسي تقدير مصر جهود الرئيس الكونغولي والثقة في قدرته للتعامل مع ملف سد النهضة، وحرص مصر علي دعم تلك الجهود في إطار المسار التفاوضي برعاية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ومشاركة الشركاء الدوليين بهدف الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد عملية الملء والتشغيل لسد النهضة.