رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السُحار السيليسي».. معاناة عمال المحاجر والمناجم مع غبار «السيليكا» الخطير

عمال المحاجر
عمال المحاجر

لم يُقصر علي حامد، 42 عامًا، يومًا واحدًا في عمله بمنطقة المحاجر الخاصة بنقل الرمال بدائرة بندر التابعة لمحافظة قنا، كونه يعلم جيدًا أن هذه المهنة هي مصدر دخله الوحيد، ولا يوجد سبيل آخر لتوفير احتياجات عائلته المكونة من خمس أفراد، رغم معاناته الشديدة مع الأمراض الصدرية التي تعرض لها على فترات متباعدة.

كان يتجاهل عمدًا ما يخبره به استشاري الأمراض الصدرية، عن تعرضه لاستنشاق كميات كبيرة من غبار «السيليكا البلوري» أثناء عمله في نقل الرمال، رغبة منه في عدم التوقف ولو للحظة واحدة عن العمل داخل المحجر، واكتفى فقط باتباع الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بأي مرض مزمن. 

نحو 25 عامًا، قضاها «حامد» في العمل بمحاجر الرمال بمحافظة قنا، استنشق خلالها العديد من الغازات السامة، وأصيب مرات عدة بأعراض «السُحار السيليسي»، الذي لم يكن يعلم عنه شيئًا إلا بعد الخضوع  لإجراء الفحوصات اللازمة، وحينها أبلغه الطبيب أنه مصاب بالمرض الخفي الذي لا تكشفه التحاليل الطبية.

عمال المحاجر

«السُحار السيليسي» هو مرض طويل الأمد يصيب الرئتين مباشرة، نتيجة استنشاق كميات عديدة من غبار «السيليكا البلوري» (RCS) القابل للتنفس، الذي يتواجد في أنواع معينة من الحجر والرمل والصخر، ويسبب التهابات شديدة في الرئتين، وغالبًا ما يتطور الأمر إلى تليف أجزاء من أنسجة الرئة بشكل كامل.

تختلف أعراض «السُحار السيليسي» من شخص لآخر، فقد لا يتم ملاحظتها  عند التعرض لغبار «السيليكا البلوري» أثناء العمل، فالمرض يستغرق سنوات عدة للظهور، وتتفاقم أعراضه على فترات مختلفة حتى بعد التوقف عن التعرض للغبار الخطير، وتترواح هذه المدة بين 5 - 20 عامًا، وأحيانًا ما تحدث بعد أشهر قليلة من التعرض.

اعتزال قهري

وبينما كان «حامد» منهمكًا في عمله كغيره من آلاف العاملين داخل المحاجر، تسلل غبار «السيليكا البلوري» إلى جسده دون أي إدراك منه عن مدى خطورة ما سيحدث في المستقبل، ورغم استخدامه أنواع مختلفة من الكمامات والأقنعة الوقائية، إلا أن ذلك لم يمنع مصيره المكتوب مع المرض الشديد.

ففي عام 2019، توقف الرجل الأربعيني عن عمله تمامًا، بعد أن قضى شهور عدة متنقلًا بين أروقة المستشفيات والعيادات الطبية المتخصصة في أمراض الصدر، دون أي فائدة، فالمرض لا علاج له، فقط اكتفى الأطباء بوصف علاجات موسعة للقصبات الهوائية، بهدف توسيع مجرى الهواء وتسهيل عملية التنفس له.

تبدأ أعراض مرض «السُحار السيليسي» بالسعال المستمر، والشعور بالضعف الجسدي طوال الوقت، فضلًا عن الضيق المتواصل في التنفس، وتتدهور الحالة تلقائيًا كلما مر الوقت عليها، لتصبح أكثر حدة، ولا يعمل على تقليصها سوى العلاج  الذي يساعد في تخفيفها وتحسين نوعية الحياة، حسب وصف الطبيب المتابع لحالة "حامد".

 

مرضِ خّفي

في مارس الماضي، أجرى عدد من الباحثين في مجال الصحة البيئية والمهنية بمختلف دول العالم (أستراليا - أمريكا - جنوب إفريقيا - فرنسا - الصين - إسبانيا - البرازيل)، دراسة موسعة عن وجهات النظر العالمية الحالية حول مرض «السُحار السيليسي»، وتقارب المخاطر القديمة والناشئة حديثًا.

واعتبر الباحثون أن «السُحار السيليسي» ليس مرضًا من أمراض الماضي (كما يعتقد البعض)، فهو مرض رئوي لا رجعة فيه ناتج على وجه التحديد عن التعرض لغبار «السيليكا البلوري» (RCS) القابل للتنفس، وتم تحديد أكثر من 20 ألف حالة من المرض في عام 2017، ولا يزال ملايين العمال يتعرضون لغبار «السيليكا الخطير».

ويقول الدكتور ريان هوي، الباحث في مركز موناش للصحة المهنية والبيئية، إن أعداد الحالات التي تم تحديدها من قبل تُعد استخفافًا كبيرًا بسبب أوجه القصور في أنظمة الإبلاغ ومراقبة الصحة التنفسية المهنية في العديد من البلدان، في الوقت الذي يتعرض فيه العمال بشكل خاص لخطر التعرض المكثف لـ“RCS”، وتطور المرض السريع في كثير من الأحيان، بحسب الباحثون.


وأشار «هوي» خلال حديثه مع «الدستور»، إلى أن مصر كانت أبرز الدول الإفريقية التي استهدفتها الدراسة، كونها تضم عددًا كبيرًا من عمال المهن المختلفة الذين يتعرضون دومًا لغبار «السيليكا البلوري»، وغالبًا ما يفقدون حياتهم في صمت تام، دون معرفة سبب المرض من الأساس.

الدكتور ريان هوي

وأوضحت الدراسة أن نسب المرض العالمي لإفريقيا، شكّلت 32% من جميع حالات الإصابة بداء الرئة، وارتفعت الحالات الجديدة بنسبة 124% من عام 1990 إلى عام 2017، وكانت البلدان الخمس الأولى التي قدمت حالات إصابة جديدة هي (مصر وجنوب إفريقيا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والجزائر).

وأشارت التقديرات إلى أن 5% من وفيات التهاب الرئة العالمية تأتي من إفريقيا، و20% من المواد السليكونية، أما في مصر، فقد اتضح أن معدل انتشار «السُحار السيليسي» المُبلغ عنه بين 18.5% و45.8%، بينما كان لدى عمال المناجم في حزام النحاس بدولة زامبيا مستويات أقل بنسب تتراوح بين 5% -8.8%، وتم الإبلاغ عن إصابة عمال مناجم النحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة 1.1% تراكمية.

النتيجة النهائية للدراسة المنشورة توصلت إلى أن وفرة ثاني أكسيد السيليكون في مجموعة واسعة للغاية من البيئات الصناعية، تجعل من «السُحار السيليسي» مشكلة صحية عالمية تتطلب استجابة عالمية تعاونية، ويمكن القضاء على المرض من خلال منع التعرض لغبار «السيليكا البلوري» أثناء العمل، وزيادة الوعي والمراقبة للمخاطر المرتبطة بالتعرض للغبار، في الوقت الذي أصيبت فيه عملية القضاء على المرض بالركود على مدار العشرين عامًا الماضية.

 

لينك الدراسة:

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/resp.14242

 

أعراض مميتة

يقول الدكتور محمد صلاح الدين، أخصائي الأمراض الصدرية والحساسية والدرن بمستشفى الصدر بمحافظة قنا، إن «السُحار السيليسي» يعد مرضًا رئويًا ينشأ عن طريق استنشاق جزيئات غبار «السيليكا» أي ثاني أكسيد السيلسيوم (SiO2)، حيث تدخل هذه البلورات إلى الحويصلات الهوائية، وهناك يتم ابتلاعها من قبل خلايا البلعمة.

وأكد «صلاح الدين» أن أعراض «السُحار السيليسي» تظهر بعد سنوات من التعرض لغبار «السيليكا البلوري»، وتشمل أعراض المرحلة المبكرة (السعال - البلغم - ضيق التنفس التدريجي)، بينما تبدأ أعراض المرحلة التالية مع استمرار التندب في التفاقم، فقد تكون العلامات الحقيقية الأولى للمشكلة هي الأشعة السينية غير الطبيعية للصدر، والسعال الذي يتطور ببطء.

أما عن أعراض المرحلة الأكثر حدة، فبمجرد أن يصبح تندب الرئة أكثر حدة قد تظهر مجموعة متنوعة من الأعراض، وتشمل عادةً أعراض تشبه التهاب الشعب الهوائية، مثل التعرق الليلي، وتغير لون الشفاه إلى الأزرق، وتورم الساقين، والحمى المستمرة، فضلًا عن ضيق وصعوبة التنفس، حسب «صلاح الدين».

كما يُرجع «صلاح الدين» سبب الإصابة بمرض «السُحار السيليسي» إلى رد فعل الجسم بعد تراكم غبار «السيليكا البلوري» في الرئتين، وعندما تتنفس «السيليكا» تستقر جزيئات الغبار الصغيرة بعمق في ممرات التنفس حيث تتكون بقع الندبات على أنسجة الرئة، وفي النهاية يؤدي التندب إلى تصلب الرئتين وإتلافهما؛ ما يجعل التنفس صعبًا للغاية.

 

تعويض مؤقت

داخل أحد مناجم الذهب الشهيرة بمحافظة البحر الأحمر، كان «علي» (اسم مستعار) يعمل دومًا على تنفيذ عملية تفتيت الصخور، التي تبدأ بحفر الآبار على عمق يصل إلى 40 مترًا من الصخور، ثم إجراء عينات للتأكد من وجود ذهب في الأسفل.

وبمجرد التثبت من توافر الذهب داخل الصخور، يستعد «علي» لمساعدة مهندسي التفجير المختصين في وضع مواد كيميائية تُستخدم في عمليات التفجير، وبمجرد تنفيذ العملية، يتجه سريعًا برفقة زملائه لنقل الصخور إلى المكان المخصص للتكسير واستخلاص الذهب.

سنوات طوال واظب فيهم الشاب الثلاثيني على تنفيذ هذه العملية بإتقان شديد، لكنه لم يدرك إطلاقًا خطورة المواد المتسللة إلى جسده في خفاء تام، ظنًا منه أن الكمامة الواقية التي يرتديها ستحميه من أي أمراض خطرة، حتى سقط مغشيًا عليه أثناء عمله في فبراير 2018.

قضى «علي» شهر ونصف داخل منزله يحاول فيهم استرداد عافيته، والعودة إلى المنجم لاستكمال عمله، لكن ما حدث كان عكس ذلك، فالمرض الذي أصيب به منعه من التعرض لغبار «السيليكا» نهائيًا، بعد أن حذره الطبيب المعالج من العمل في هذه المهنة؛ لأن المرة القادمة الذي سيسقط فيها لن يفيق مرة أخرى.

عمال المناجم

وبالفعل لازم المرض جسد الشاب حتى وقتنا الحالي، ولم يكن مجرد مرض رئوي بسيط كما اعتقد في البداية، فالأشعة السينية التي أجراها الطبيب للصدر كانت غير طبيعية، وكشفت تفاقم التندب في الرئة لديه، فضلًا عن تورم الساقين الذي صاحبه لفترات طويلة، وكُل ذلك لم يحدد نوع المرض الذي أصيب به.

اعتمد الطبيب على اختبارات وظائف الرئة والفحوصات الطبية المختلفة، لتحديد مدى تطور حالته الصحية، وأجبره على عدم الذهاب إلى المنجم مرة أخرى، وقال له: «المرض اللي عندك ملوش اختبار أو علاج محدد، لازم تواظب على الفحوصات عشان تقيس درجات التنفس من وقت للتاني».

وفي الوقت الذي أيقن فيه «علي» أن عمله قد انتهى للأبد، طالب المسؤولين عن المنجم بصرف تعويض شهري، وبالفعل تم توفير جميع مستحقاته المالية، لكنها لم تدم سوى 6 أشهر فقط من وقت المرض، ليتسلم بعد ذلك ورق انتهاء عمله، ويعتمد في توفير مصروفات العلاجات اللازمة من خلال ذويه.

غبار السيليكا 

 

دراسة محلية

كشفت دراسة أعدها مجموعة من الباحثين المصريين بالمركز القومي للبحوث، تم نشرها في عام 2015، أن التعرض لغبار «السيليكا البلوري» لا يتسبب في الإصابة بالتليف الرئوي المعروف باسم التليف السيليكي فحسب، بل ينتج عنه أيضًا أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب الجهازي، والذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب الأوعية الدموية والتهاب الكلية المرتبط بالخلايا المضادة للخلايا.

اعتمدت الدراسة المنشورة بعنوان «الأجسام المضادة الذاتية للمصل في عمال الأسمنت السيليكوني وغير السيليكوني»، على مصنع أسمنت حلوان الذي يقع على بعد 30 كم جنوب القاهرة، وهو ثانِ أقدم مصنع أسمنت أبيض في مصر، وتم الحصول على القياسات البيئية من السجلات البيئية المتاحة لمصنع الأسمنت، والتي قام بها المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (مصر) في العام نفسه (2011) لإجراء هذه الدراسة.

وكشفت السجلات البيئية أن نطاق محتوى السيليكا الحر يتراوح بين 3.7 و 5.6%؛ كان الغبار القابل للاستنشاق والغبار الكلي 1.53-1.86 و 16.45-18.89 ملغ/م 3، بينما  كانت القياسات البيئية أعلى من المستويات القياسية المسموح بها التي أوصت بها إدارة السلامة والصحة المهنية، والتي تقل عن 5% من محتوى السيليكا الحر، و0.1 و5 ملليغرام/متر مكعب للغبار القابل للاستنشاق والغبار الكلي.

وقام الباحثون بمقابلة جميع المشاركين باستخدام استبيان (البيانات الشخصية، عادة التدخين، التاريخ المهني المفصل الحالي والماضي لمعرفة الأعراض المرتبطة بالعمل والتاريخ الطبي السابق للمرض المزمن أو تعاطي المخدرات)، وتم خضوعهم جميعًا لفحصوصات الصدر، وكانت بيانات القياس التصوّري لمجموعة التسمّم السيليكي متوافرة مع ثلاثة على الأقل من مخططات التنفس المقبولة والصالحة والقابلة للتكرار (في حدود 5%).

وخلصت الدراسة إلى أن مستوى متوسط الغلوبيولين المناعي (جسم مضاد لمحاربة العدوى) في الدم كان أعلى بكثير في مجموعة السحار السيليكوني مقارنة بمجموعة السحار غير السيليكوني.

 

لينك الدراسة:

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1002/ajim.22413

عامل بالمحاجر

من بين استبيان أعدته «الدستور» شمل 46 عاملًا بالمحاجر والمناجم في مصر، لرصد مدى إصابتهم بمرض «السُحار السيليسي»، تبين أن 78.3% منهم تعرضوا للإصابة بمرض رئوي دون معرفة اسمه، و21.7% لم يتعرضوا للإصابة بالمرض المذكور، بينما 56.5% لم تُشخص حالتهم الصحية بمرض «السُحار السيليسي»، و23.9% أبلغهم الأطباء بحقيقة إصابتهم بالمرض، و19.6% غير متأكدين من ذلك.

واتضح أن 63% منهم تركوا عملهم داخل المناجم والمحاجر بعد الإصابة بالمرض، بينما 17.4% واصلوا عملهم بشكل طبيعي دون الالتفات للمرض، و19.6% لم يصيبوا بأي مرض رئوي نهائيًا.

 

إجراءات وقائية

أوضح رفعت محرز، مسؤول السلامة والصحة المهنية بوحدة التنفيذ بمحافظة سوهاج، أن غبار «السيليكا» يتواجد بكثرة داخل المحاجر، ومصانع الزجاج، ومناجم الذهب والفضة، وهو عبارة عن حبيبات لا يشعر بها العامل عند دخولها للجيوب الأنفية، وتؤدي إلى تحجر رئوي، وغالبًا ما تكون بعد فترات طويلة من العمل.

أشار «محرز» خلال حديثه لـ«الدستور»، إلى الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المنشآت، من خلال توعية العمال بمفهوم مادة «السيليكا» ومخاطرها وأهمية استخدام الكمامات الطبية لتجنب الإصابة بالأمراض الرئوية الخطيرة.

وأضاف: «من الضروري أيضًا توفير كمامات وقائية معينة، تعمل على فلترة ومنع تسرب أو استنشاق العمال لجزيئات حبوب «السيليكا البلوري» عبر الجيوب الأنفية، ويتم تخصيص نوع معين من الكمامات لغبار «السيليكا»، تستخدم حسب جودتها ونوعها ومدة استعمالها، وفقًا لطبيعة العمل».

رفعت محرز، مسؤول السلامة والصحة المهنية

أكد «محرز» على ضرورة أن تكون الكمامات محكمة تمامًا على الأنف والفم بشكل كامل، ويتم استبدالها يوميًا، وقد تلجأ بعض المنشآت إلى استعمال كمامات طبيعية لا تحمي من «السيليكا»، وبالتالي يتعرض العمال لأمراض خطيرة، منوهًا إلى العديد من المحاجر والمناجم التي تستخدم كمامات ذات جودة رديئة أو بعض العاملين بها يستهترون بالأمراض والمخاطر الناتجة عن استنشاق غبار «السيليكا البلوري».

وفي الوقت الذي تظهر فيه مشكلات الرئة بشكل متكرر داخل المحاجر والمناجم، يشرف «محرز» بنفسه على خضوع هؤلاء العمال للكشوفات الطبية بمستشفيات الصدر، وتناولهم للعلاجات التي تساعد على تخفيف أعراض المرض، لكنه لا يستنكر حقيقة وقوع هذه المنشآت في مشكلات مهنية، تتضح من خلال الاحصائيات النصف سنوية.

وطالب «محرز» في ختام حديثه، بضرورة تشديد الرقابة على المحاجر والمناجم، والصناعات الأخرى المهددة بخطر «السُحار السيليسي»، وأيضًا الكشف الدوري على العاملين بها، بهدف التأكد من انتشار المرض أو عدمه، وفي حالة التثبت من ذلك، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه المنشآت، سواءً بالتعويض أو الغلق الكلي.

________________________________________________________
نُشر هذا التقرير بالتعاون مع «معهد جوته»، في إطار ورشة عمل مشروع «الصحافة والعلوم»، بدعم من وزارة الخارجية الألمانية.