رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

المقامر والراهبة والمذياع.. قصة «أرنست هيمنجواي» عن أفيون الشعوب

هيمنجواى
هيمنجواى

المقامر والراهبة والمذياع.. واحدة من قصص الكاتب الأمريكى الشهير أرنست همنجواى الفلسفية، التى حكى فيها عن الرغبات الشخصية للإنسان، والتي أراد أن يقول فيها إن كل شخص يدمن ما يعرفه ويحبه، فهناك من يحب الدين مثل الممرضة التى ترغب فى أن تكون قديسة، والمقامر الذى يجد لذته فى لعب الورق، والثالث الذى أدمن المذياع وانفصل به عن العالم. 


تفاصيل القصة  

تبدأ قصة المقامر والراهبة والمذياع، من مشفى أمريكى وصل اليه رجلان أحدهما مكسيكى، ويدعى كابيتانو، والثانى روسي، كلاهما مُصابين بأعيرة نارية؛ لذا حضر رجال الشرطة؛ لاستجوابهما فوجدا الروسى قد مات، أما المكسيكى كان مازال حيًا، ورفض أن يخبر الشرطى أن إصابته كانت مقصودة.

ثم يتبين للممرض الذى يحتضن المذياع، أن كابيتانو المكسيكي، أصيب عن عمد وأن من أطلق عليه الرصاص شاب مكسيكى أيضًا وفاز عليه الكابيتانو وأخذ ماله فى القمار، هذا وكانت ممرضة تطيب جراح الكابيتانو وتصلى من أجله، وتقول لكل فرد حولها: «أريد أن أصبح قديسة.. لقد خلقت لأكون قديسة.. أنا بالفعل قديسة». 

وهنا يتطرق «هيمنجواي» إلى مقولة الدين أفيون الشعوب، ولم يكتف بذلك بل قال إن الجنس أفيون الشعوب، والمذياع أفيون الشعوب، والشهرة أفيون الشعوب فكل ما يدمنه الانسان يعتبر أفيونًا يُشعره باللذة، ويمكننا القول أن «هيمنجواي» أراد القول أن الدين هو الذى يضبط رمانة الميزان أمام كل أنواع الأفيون التى تحيط بالانسان من كل جانب، وذلك لأن شخصية الممرضة التى مثلت الدين فى القصة كانت شخصية سوية ومتزنه وتفعل الخير بعكس المقامر الذى يمثل الطمع والشهوة وبعكس المذياع المتقطع الذى كان يرسل تشويشًا.

وكان قد أراد «هيمنجواي» أن يقول لا تصدقوا كل ما يصل إليكم عن طريق المذياع، الذى جعل الشخص الذى يحتفظ به متقوقعًا حول ذاته، ولا يرى فى الحياة سوى متعة العزلة.

 

الهدف من القصة 

أراد «هيمنجواي» من قصته الفلسفية «المقامر والراهبة والمذياع» أن يقول إن لكل شخص اهتماماته التى ينغمس فيها ويسخر لها كل مقدراته ويعتبرها الأفضل له وبالنسبة للبشرية.