رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ريفو».. الاستمتاع بدراما سلسة دون الوقوع فى فخ النوستالجيا

ريفو
ريفو

مصطلح «نوستالجيا» من الكلمات التي استُهلكت كثيرًا خلال الفترة الماضية وانتشرت في الأعمال التي تستدعي الحنين إلى الماضي، باعتبارها طريقًا إلى النجاح المضمون، فالجمهور يحب ما يذكّره بماضٍ لم يعد موجودا، ولكن هل لعب «ريفو» على النجاح المضمون من خلال النوستالجيا فقط؟.

أطلقت منصة «WATCH IT» أحدث إنتاجاتها الأصلية، الخميس الماضي، باسم «ريفو»، وهو مسلسل مكون من 10 حلقات، بطولة مجموعة من الشباب، وكان المسلسل الأول من إنتاجات المنصة المصرية الضخمة خلال الصيف الحالي تمهيدًا لسلسلة من الأعمال خلال الفترة الماضية.

سيناريو هادف ومشوق وخاطف.. تلك الكلمات يمكن أن نصف بها سيناريو مسلسل «ريفو» الذي كتبه المؤلف محمد ناير، فمن اللحظات الأولى يربطنا بالوقت الحالي من خلال شخصية مريم، التي تقدم دورها ركين سعد، وهي ابنة الكاتب الكبير حسن فخر الدين، الذي يقدم دوره الفنان محسن محيي الدين، لم تمر إلا مشاهد معدودة ويصبح "محسن فخر الدين" في عداد الأموات وتبدأ ابنته خوض رحلة البحث عن أبطال آخر أعماله التي كان يكتبها من خلال فيلم باسم «ريفو».

الرحلة التي تخوضها مريم خلال الأحداث لم تجعل الجمهور يفصل بين مشاهد الفلاش باك والمشاهد الحالية بالرغم من وجود ما يقرب من 25 عامًا فجوة زمنية بين الزمنين، مع كل تتر نهاية حلقة ومع أغنية للمطرب أمير عيد، بطل العمل، ننتظر الحلقة التالية التي تتواجد بالفعل على المنصة ،حيث أطلق العمل كله دفعة واحدة، ولكن لا تنهي التتر فتظل مستمتعا بكلمات النهاية المختلفة مع كل حلقة.

المخرج يحيى إسماعيل في عمله الأول لم يقع في أخطاء المبتدئين، ولم يقع إيقاع العمل منه، ولم يُدخل المشاهد في مشكلات الزمنين المختلفين، ويحسب له اختيار طاقم العمل، فكان من السهل اختيار فريق غنائي كامل لتقديم دور فرقة «ريفو» الموسيقية، ولكنه لم يقم بذلك فكان أمير عيد، مطرب فريق «كايروكي» الشهير، متواجدًا بتمثيله وصوته، وكان مفاجأة فلم يشعر الجمهور بأنه الدور الثالث له في مشواره، فكان متمكنًا من أدواته بشكل كبير وظهرت عليه بصمات المخرج وتوجيهاته، وباقي فريق «ريفو» المكون من صدقي صخر وتامر هاشم ومينا النجار وحسن أبوالروس ظهر بينهم تجانس كبير للغاية، وكذلك باقي فريق العمل ،فكانت ركين سعد، بالرغم من عملها في مصر في أدوار معدودة، إلا أنها تمكنت من اللهجة المصرية والدور وكانت محركًا مميزًا للأحداث، وكذلك الفنانة الشابة سارة عبدالرحمن.

الاستعانة بالمطرب الشهير حسام حسني، بطل التسعينيات، في دوره الحقيقي كان إضافة كبيرة بالرغم من قلة مشاهده إلا أنه كان مؤثرًا وفعالًا، وكان جزءا من استدعاء «النوستالجيا» الحقيقية، وكذلك الفنان محسن محيي الدين كان تواجده إضافة.

اختيار الاسم «ريفو» كان موفقا للغاية، فالكل يعرف اسم الدواء الذي كان منتشرا في تلك الفترة بكثافة، وكان يتناوله الجمهور بشراهة حتى دون استشارة الطبيب، الفيلم وضع علاقة بين اختيار الاسم والدواء الشهير، ويمكن للمتابع مشاهدة العمل ومعرفة الترابط، لكن الترابط كان سلسلًا وله أغراضه الدرامية السليمة.

إنتاج العمل كان متوازناً للغاية ولم يشعر الجمهور بالـ«الأفورة» أو الفقر الإنتاجي الذي يحدث في بعض أعمال المنصات باعتبارها موجهة لمنصات وليس قنوات تستطيع جلب إعلانات بطريقة أكبر مثل الموسم الرمضاني.

نهاية العمل كانت منطقية إلى حد كبير لم نقسها مثل أعمال الإثارة، فمن الممكن أن يتوقع البعض جزءًا من النهاية، ولكن السؤال: كيف تم تقديم النهاية؟ وهو الأهم هنا، فنهاية العمل كانت منطقية إلى حد كبير وردت على تساؤلات كثيرة خلال العمل، وأطلقت النهاية جزءا ولو صغيرًا من لو أن هناك نية لجزء ثانٍ من «ريفو» حتى ولو لم يفكر طاقم العمل في تقديم جزء ثان.

التجربة مميزة من حيث الإنتاج والتمثيل والإيقاع، وهي تجربة تستحق منصة «WATCH IT» التقدير عليها والتشجيع لتقديم أعمال على نفس المنوال ومستويات أفضل خلال الفترة القادمة.