رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عميد كلية الدعوة الأسبق: الأوقاف تتبنى حراكا علميا في التدريب والتثقيف

جانب من القاء
جانب من القاء

عُقدت المحاضرة الثالثة للدورة التدريبية المشتركة لأئمة وواعظات بوركينا فاسو المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية، للدكتور أحمد ربيع أحمد يوسف عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر تحت عنوان: "قراءة في الكليات الست"، بحضور الدكتور أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف.

ومن جانبه، رحب الدكتور أحمد ربيع، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر بضيوف مصر من دولة بوركينا فاسو، وبزملائهم من مصر مشيدًا بدور وزارة الأوقاف غير المسبوق في الارتقاء بمستوى الأئمة والواعظات وتبنيها حراكًا علميًا في التدريب والتثقيف والتأليف والترجمة والنشر، والدور البارز في تجديد الخطاب الديني، والجهود المتواصلة في التدريب والتثقيف للأئمة والواعظات داخل مصر وخارجها، والتي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي المستنير في ربوع العالم كله.

مؤكدًا أن العلم هو الشيء الوحيد الذي أمر الله (عز وجل) بالازدياد منه، حيث يقول تعالى: "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، مضيفًا أن مقاصد الشرع الحنيف تراعي مصالح الناس في كل زمان ومكان وهي: الدين والوطن والنفس والمال والعقل والعرض.

وأشار إلى أن إلى أن الحفاظ على الوطن لا يقل أهمية عما ذكره العلماء من "الكليات" الأخرى إذ لا يوجد وطني شريف لا يكون على استعداد أن يفتدي وطنه بنفسه وماله، وأن الوطن ليس حفنة تراب كما تزعم الجماعات المتطرفة، وأن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، 

وتابع :"هذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول مخاطبًا مكة المكرمة: "والله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ" , ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه، فالوطن ليس مجرد أرض نسكن فيها، إنما هو كيان عظيم يتملكنا ويسكن فينا".

وأضاف أنه في السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل, لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل، وكأنه لم يكن أصلا ثابتًا،  فمشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك، بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر، ومصالح الأوطان والحفاظ عليها من صميم مقاصد الأديان.

وأوضح أن الأديان والشرائع جميعًا تتفق على ثلاثة أصول وهي: الإيمان، والعبادة، والأخلاق، وأن الدين ضرورة من ضروريات الحياة على المستوى الاجتماعي والنفسي والفقهي، وأن الإسلام أمر بالدفاع عن الأوطان وهو أول من أقام مبادئ المواطنة بدون إسالة الدماء من خلال وثيقة المدينة، كما عُنيَ بالمحافظة على الإنسان جسدًا وروحًا، ونهى عن أكل أموال الناس.