رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أهداها نابليون ساعة ألماظ».. التفاصيل الكاملة لقصة أم المماليك

نفيسة البيضا
نفيسة البيضا

نساء كُثر لم يذكرهن التاريخ، وقد كان لهن دور كبير بارز، ومن بين تلك السيدة نفيسة البيضا، فكانت سيدة عاشت حياة عنيفة وحكمت وعليت وانهارت، غفل عنها كتاب الدراما، فهى غير مصرية ولم يعرف جنسيتها حتى الآن.

كانت من جواري على بك الكبير، وكانت تتمتع باللباقة واللياقة وعلى درجة عالية من الثقافة، أعتقها على بك وتزوجها وبنى لها بيتا من بابه يطل على بركة الأزبكية فى درب عبد الحق.

وبحسب ما جاء في كتاب "مصر من تالت" للكاتب مؤمن محمدى، فإن نفيسة البيضا كانت تحب وهى متزوجة مراد بك، الذي تحالف مع مملوك منافس لعلى بك الكبير، وهو محمد بك أبو الدهب، وقرروا أن مراد بك يقتل على بك ولكن اشترط مراد أن يتزوج نفيسة وبالفعل تم وقتل على بك.

وتزوجت تفيسة البيضا من مراد بك، وكونت من الزيجتين ثروة عظيمة، واشتغلت في التجارة وأصبح لها أملاك وعاشت فى ظل مراد بك، وعندما جاءت الحملة الفرنسية هرب مراد إلى الصعيد.

ولم تذهب البيضا مع مراد إلى الصعيد بل ربطتها علاقة جيدة بالفرنسيين وعلى رأسهم نابليون شخصيًا الذي أعطاها ساعة ألماظ هدية، وعندما فرض الفرنسيون فدية على أصحاب الأملاك، دفعت هى فديتها هذه الساعة، فأعادت الساعة لـ نابليون الذي أعطاها هدية لمحبوبته، وظل نابليون حريصا على حسن علاقته بنفيسة حتى بعدما عاد إلى أوروبا.

ظلت نفيسة البيضا على ذمة مراد بك من حيث المادة والمعاملات التجارية والسياسية، وهو علاقته بالفرنسيين ما بين جيد وسيء حتى أعطته الحملة الصعيد أن يحكمه باسمهم، ومات هناك بالطاعون ودفن في سوهاج فى نفس العام الذي رحلت عنه الحملة الفرنسية عن مصر.

وجدت البيضا نفسها وحيدة بعد ذلك فقد رحل الفرنسيون التي كانت تحتمى فيهم ورحل الزوج التي على ذمته، وبعدهم جاء إلى مصر الاحتلال الإنجليزي، فكونت علاقة جيدة بهم، وتزوجت من إسماعيل بك المحتسب الأول فى مصر.

وفى هذه الفترة كانت المحافظة الأولى على أوضاع المماليك وأسرهم، وكان كثير من أسرهم في حمايتها وتصرف عليهم فسموها "أم المماليك" لكن الحفاظ على كل شيء طوال الوقت مستحيل.

فعندما جاء خورشيد بك وحكم مصر، اضطهدها واعتلقها في بيت السحيمي، وبعده جاء محمد على وجردها من كل أملاكها، أما إسماعيل بك زوجها فقتل فى حرب وخلافات المماليك وقضت أواخر حياتها عجوزًا فقيرة، وأصبح الناس لا يتابعون أخبارها ونسيوها تمامًا مع مرور الوقت حتى رحلت. 

يذكر أن الروائي مصطفى البلكي كان قد تناول قصة نفيسة البيضا في رواية حملت نفس الاسم وصدرت عن دار سما للنشر والتوزيع، والرواية تدور حول قصة تلك المرأة التي تجاهلها التاريخ بالرغم من أهميتها.