رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح.. هون عليك يا حبيبى وافرح بما كسبت

 

رغم أننى لست من المتعصبين لكرة القدم، كانت ليلة أمس الأول ثقيلة، ومرهقة للروح، بالضبط مثلما كانت ليلتى خسارة المنتخب القومى أمام السنغال فى نهائى كأس الأمم الإفريقية، والتأهل لنهائيات كأس العالم.

بالأمس كانت خسارة فريق ليفربول نهائى دورى أبطال أوروبا، التى لم أشاهدها أو أتابعها من قبل سوى مرات معدودة، وتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، على أن مصدر الثقل ما رأيته بعد نهاية المباراة على وجه محمد صلاح من هزيمة وانكسار فى المرات الثلاث، وما رأيته، أمس، من تعليقات غريبة تحاول أن تنتقده، أو تقلل من إنجازه، رغم أنها فى المجمل تعليقات صغيرة، تكشف عن نفسيات مشوهة أو مريضة، لا تمثل شيئًا وسط كمية المحبة التى يتمتع بها صلاح فى قلوب مائة مليون مصرى وأكثر.

ولك مثلًا أن تتخيل كيف تحلق أهل المحروسة عن بكرة أبيهم حول المقاهى، وأمام شاشات التليفزيون فى المنازل والنوادى، وعلى طول المدن والقرى والنجوع، ينتظرون المباراة التى لم يكن يهتم بها غير عدد محدود من متابعى الدوريات الأوروبية، أملًا فى فوز يفرح به قلب صلاح، ويعوضه عن «سوء الحظ» الذى لازمه هذا العام، ولو كان لفريق إنجليزى «مش الأهلى أو الزمالك أو حتى المنتخب».. هل شاهدت تلك الكثافة من قبل؟

هل تظن أنه لو لم يكن صلاح كنا سنتابع نهائى أبطال أوروبا بهذه الأعداد الرهيبة، أو نشجع فريق ليفربول بهذا الحماس والانفعال؟! وهل كنا سنحزن لو خسر؟!

بالتأكيد لا.. هو صلاح وحده، بموهبته وتفرده ومنجزه، مَن جمعنا أمس الأول، وسيجمعنا خلفه إلى ما شاء الله. 

سنفرح له عندما يعلن اتحاد الكرة البريطانى عن تتويج هدفه فى مرمى «مان سيتى» بجائزة أفضل هدف فى الموسم، وسنفرح به ونحن نتأمل الصحافة العالمية وهى تحلل إحصائيات مباراة النهائى التى خسرها ليفربول فتحتفل بإنجاز صلاح الذى سجل فى المباراة رقمًا تاريخيًا جديدًا فى دورى أبطال أوروبا، وذلك بعد تسجيله ست تسديدات على المرمى أمام ريال مدريد، هى الأعلى على الإطلاق منذ موسم ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤، لأى لاعب فى مباراة النهائى فى تاريخ البطولة.

ربما كان عامًا حزينًا لصلاح، وله كل الحق فى حزنه هذا، على أننى أود لو أقول له: «هون عليك يا حبيبى.. وافرح بما حققت وأنجزت هذا العام، فلم تكن السنة كلها بهذه الصورة الحزينة، ولك أن ترفع رأسك عاليًا، وتفاخر الدنيا ونفاخرها بك، ففى كل هذه البطولات كنت أنت الأفضل، والأجمل، والأكثر فاعلية وإنجازًا. 

فى هذه السنة وصلت بمنتخب قومى حديث التشكيل، معظمه من الشباب، إلى نهائى كأس الأمم الإفريقية، ولم نخسر المباراة بأشواطها الإضافية، بل بضربات الترجيح التى لا يحكمها منطق، ولا يمكنك أن تتحكم فى مجرياتها أو نتائجها، وفاز بالمركز الثانى، بل ووصلت بهم أيضًا إلى التصفيات النهائية للتأهل لكأس العالم. 

وفى هذه السنة، وبعد موسم كروى طويل ومجهد، وصلت بفريقك «ليفربول» إلى المنافسة بقوة على صدارة الدورى الإنجليزى، وهى المنافسة التى استمرت حتى اللحظة الأخيرة من عمر الدورى الأقوى على مستوى العالم، ولم يخسر، بل فاز بالميدالية الفضية.

وفى هذه السنة توجت للمرة الثالثة بلقب هداف الدورى الإنجليزى، وأفضل صانع ألعاب.. 

هون عليك يا صديقى، لا تحزن، وافرح بما أنجزت، واستعد جيدًا لموسم جديد من البطولات والإنجازات، فمصر كلها معك، تحبك، وتساندك، وتفرح بك ولك.. لا تلتفت لعواجيز الفرح وذوى النفوس المشوهة المريضة، فما أكثرهم، وما أضعفهم، وأتفههم».