رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإدمان

كيف تصدت الدولة لحماية الشباب من الوقوع فى براثن إدمان المخدرات؟.. متعافون يجيبون

المخدرات
المخدرات

كانت الحياة مظلمة أمام محمود.م، حين عكف على تعاطى الحشيش حتى وصل لمرحلة الإدمان ، ثم تطور الأمر إلى شم الهيروين، الشاب الثلاثينى سلك طريق المخدرات بعدما تم فصله من العمل، وظل 6 أشهر، لا يفعل شيئا سوى السهر مع أصدقائه وتعاطى تلك السموم، يقول: «تحولت حياتي إلى جحيم في كل مرة أقرر فيها العدول أعود من جيد».

مرّ الشاب بمراحل متعددة في محاولات منع نفسه من العودة مجددًا إلى ذلك الطريق، إلا إنه لم يستطع قلل جرعاته وعاد من جديد، منع نفسه من الخروج فأتى له أصدقاؤه بالمخدر إلى المنزل حتى ينحدر فيه من جديد. 

كان طوق النجاة عندما جلس يشاهد التلفاز فظهر إعلان حملة "أنت أقوى من المخدرات" الذى دشنه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، وكانت سببًا في إقلاعه عن السم الأبيض الذي دمر حياته.

لم تكن تلك هي الحملة الأولى التي ينفذا الصندوق التابع لوزارة التضامن لمحاربة الإدمان، ولكن هناك جهود جبارة تبذلها الدولة في ذلك الملف، منها إطلاق برنامج "الأسر القوية"، والذي يهدف لتنفيذ أنشطة وطنية لدعم ووقاية الشباب من العنف والجريمة والمخدرات باستخدام الرياضة والفن والدعم النفسي لحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان. 

البرنامج الذي اطلقته وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة – المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تكمن أهميته في تنفيذ أنشطة توعوية لتمكين الشباب وتنمية مهاراتهم للتصدى للجريمة والعنف والمخدرات". 

يحكي محمود عن دور الصندوق فى تغيير حياته ويقول : توجهت إلى أحد المستشفيات التابعة له للعلاج، طول فترة علاجي دعمتني زوجتي ووقفت معايا لحد ما خرجت ، وهناك علمت أن الصندوق يمنح قروضا للمتعافين من الإدمان، وفعلا كانت المبادرة التي غيرت حياتي للأحسن".

يضيف: "حصلت على القرض وقدم لي أحد المختصين في الصندوق دراسة جدوى لمحل حلاقة بمنطقة صفط اللبن، ومازال هذا المختص يتابع سير العمل معي ونعمل الآن على وضع خطة لتطوير المشروع، فلم يتركني في أي لحظة وعاملوني جميعًا بطريقة محترمة للغاية".

 

يحكم تعاكي المخدارت مواد القانون 182 لسنة 1960 والمعدل برقم 122 لسنة 1989، حيث تنص المادة 34 مكرر على أن كل من دفع غيره بأي وسيلة من وسائل الإكراه إلى تعاطي مادة مخدرة من الكوكايين أو الهيروين أو غيرها يعاقب بالإعدام وبغرامة تتراوح ما بين 100 ألف جنيه إلى 500 ألف جنيه.

 

من شخص رياضي يمارس كرة القدم، إلى مدمن، ذلك ما حدث مع عبدالرسول، أحد المتعافين عن طريق صندوق مكافحة الإدمان، إذ كان يلعب كرة القدم منذ كان في سن الثانية عشر.

وحين قدم للانضمام إلى أحد الأندية الكبرى رفضته، فكانت بمثابة صدمة له فمنها اتجه إلى المخدرات، بعدما مر بنوبة من الاكتئاب الحاد، وبات يبحث عن عمل حتى التحق بأحد ورش الميكانيكا وأصبح مجاورًا لكل متعاطي المخدرات.

يقول: "عرضوا عليا المخدرات وبسبب اكتئابي وافقت وتدرجت في المخدرات وكل الممنوعات لحد ما وصلت للهيروين الذي ضيع من حياتي 14 سنة كاملة، وتعمقت في الأمر حتى تاجرت في الموت واستمر الأمر هكذا حتى تزوجت وكان يوم المواجهة".

كانت زوجته هي السبب في لجؤه إلى صندوق مكافحة الإدمان، فوجدهم يتعاملون باحترام شديد وخصوصية: "خضعت لجلسات تعديل سلوك وعلاج، لحد ما بطلت كل أنواع الممنوعات حتى السجائر وكل ده خلال 90 يوم، تحولت لإنسان جديد".

لم تقف الاستفادة من اللجوء إلى صندوق مكافحة الإدمان إلى هذا الحد، ولكن حصل على قرض منهم وأسس متجر في قطاع السيارات في منطقة الحرفيين، وكذلك بدأ يبحث من جديد على منافذ للاستمرار في لعبة كرة القدم.

يمتلك صندوق مكافحة الإدمان 31 ألف متطوع، وتم تنفيذ 130 ألف زيارة منزلية لتوعية الأسر بهذه المناطق، استهدفت أكثر من 44 ألف أسرة خلال عام 2021، بالإضافة إلى تقديم العلاج بالمجان لـ 6 آلاف مريض إدمان، وتشغيل 5 عيادات لاستقبال طالبي الخدمات العلاجية.