رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: بالعلم والقوة معًا تبلغ الأمم ما تتمنى

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه بالعلم والقوة معًا تبلغ الأمم ما تتمنى، وعن مفهوم العلم النافع أكد وزير الأوقاف أنه لا يقتصر على العلم الشرعي فقط، فمن قصر العلم النافع على بعض علوم الدين البحتة فقط فقد ضيق واسعًا مستشهدا بقوله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، ولم يقصره على العلم الشرعي فقط، ويقول النبي ( صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ".


وأوضح أن إعلاء الإسلام لشأن العلم جاء عامًا مطلقًا، مستشهدًا بقوله: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" جاء في معرض الحديث عن الآيات الكونية، لأن الإيمان بالله يرسخ بالعلم قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"، وفي قول الله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ".

 

 واستشهد وزير الأوقاف أيضًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا" جاءت كلمة (العلم) نكرة، ومعلوم أن النكرة تفيد العموم والشمول، فثواب تعلم علم الطب والهندسة والصيدلة والفيزياء والكيمياء وغيرها ليس أقل ثوابا من تعلم العلم الشرعي، وثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه، وكذلك أجر تعلم الصيدلة والكيمياء والفيزياء وغيرها لا يقل عند الله (تبارك وتعالى) عن من تعلم العلم الشرعي، وعلى كل إنسان أن يجتهد في مجاله فكل ميسر لما خلق له.

 وبين أن الأفضل أن يحقق الإنسان الكفاية في ما تحتاج إليه الأمة، حيث إن فيها من الفقهاء والمحدثين والمفكرين ما يكفي حاجتها وزيادة، وحاجة الأمة إلى الطب والهندسة والصيدلة وغيرها من العلوم أشد، فالعبرة أن يجتهد الإنسان في مجاله ليحقق الكفاية لوطنه وأن يبدع في مجال تخصصه، حتى لا تكون الأمة عالة على غيرها، فجيش قوي واقتصاد قوي يعني دولة ذات مكانة ومواطنًا ذا كرامة، فالأمم الضعيفة لا مكان لها في عالم لا يحترم إلا الأقوياء، وهذا أشبه بالسنن الكونية، فعلينا أن لا نقلل من أهمية الآخرين فالجنة ليست مرتبطة بالشهادة، فلا فضل لرجل دين على طبيب إلا بالأخلاق والتفاني في العمل، والطالب الذي يريد أن يخدم دينه عليه أن يتفوق في دراسته، والمدرس الذي يريد أن يخدم دينه ووطنه عليه أن يخلص في عمله، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى".


كما أشار وزير الأوقاف إلى أن الصورة الذهنية للأمة لا تصنع بالكلام النظري، فقد انتشر الإسلام في دولة إندونيسيا عن طريق التجار الصادقين المخلصين، وقد رأينا دولًا تقدمت بسواعد أبنائها، والعالم لا يحترم إلا الأقوياء، فإذا كان لدينا أطباء عالميون، ومهندسون عالميون وغيرهم في جميع المجالات، سيكون هذا سبب من أسباب احترام الناس لديننا ودخولهم فيه.


وأكد أن تطبيق الأخلاق الحميدة في السلوك إنما يكون بتطبيقه في سائر المعاملات مع الناس، خاصة إذا كان الإنسان داعية إمامًا كان أو واعظة، فالناس تقيس ذلك بمقياس دقيق، وقديمًا قالوا: حال رجل في ألف رجل خير من كلام رجل لألف رجل.