رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه.. لماذا فضل أسامة أنور عكاشة التليفزيون عن السينما؟

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

"الحقيقة أنني لا أبحث عن تحقيق المدينة الفاضلة في كتاباتي لأنها بعيدة عن الواقع، ولكني أبحث عن كيفية حفاظ الإنسان على توازنه في المجتمع، وأدعو إلى أن نقاوم الشر وأن نتقدم بالفنون والآداب، التي أعتبرها مقياسا لحالة المجتمع وتقدمه، فهي تنير الطريق أمام الناس لأن المجتمع الحقيقي هو الذي يهتم بالعلوم والفنون معا؛ لكي يحقق النهضة المطلوبة، إن تحقيق المدينة الفاضلة حلم إنساني قديم لكنه غير قابل للتحقيق على أرض الواقع" هكذا كشف الكاتب أسامة أنور عكاشة، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ12، عن حلمه لتحقيق المدينة الفاضلة في كتاباته.

عرف أسامة أنور عكاشة "27 يوليو 1941 - 28 مايو 2010" بأنه أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، كما تعتبر أعماله التليفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والوطن العربي، فهو مؤلف مسلسل "ليالي الحلمية" الذي أخرجه إسماعيل عبدالحافظ، وصور التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق حتى مطلع التسعينيات في عدّة أجزاء كان آخرها 1995، فضلا عن "المشربية"، "أرابيسك"، وغيرها من الأعمال التي قدمت في التليفزيون، ولاقت إعجابا شديدا، ولا تزال يتذكرها البعض حتى الآن.

رغم تأليف أسامة أنور عكاشة العديد من الأعمال الروائية والسينمائية والمسرحية، إلا أن براعته ظهرت بشكل أكبر في التليفزيون، وهو ما أكده في حوار له بجريدة "الأهرام" بعددها الصادر بتاريخ 26 أبريل لعام 1997 قائلا: التليفزيون أفضل وسيلة للوصول إلى الناس، وأنا أعتبره الساحة التي أستطيع أن أجري فيها كما أشاء لكي أصل بفكري إلى كل بيت، فهو جهاز خطير يستطيع أي كاتب أن يتخطى به كل حواجز الأمية وهو الذي جعل الصلة قائمة بين الكاتب والمتلقي؛ لأنه يصل لمعظم الناس. واستطرد: أن أسباب أزمة السينما كثيرة ومتعددة، ومنها أن الميزانية القليلة تتسبب في فشل الفيلم، كما أن الممول المصري غير موجود في وقتنا الحاضر، بالإضافة إلى ذلك فإن ضريبة الملاهي عبء على ميزانية الفيلم المصري.

وحول علاقته بالسينما والتليفزيون، أكد أسامة أنور عكاشة أن علاقته بالسينما ليست كعلاقته بالتليفزيون، معللا ذلك بقوله: مافيش حد اسمه بتاع كله، يعني نجيب محفوظ ملك الرواية ليس ملكا في القصة القصيرة، ويوسف إدريس عملاق في القصة القصيرة لكنه ليس كذلك في الرواية، ولكن ذلك لا ينفي أن تكون لك تجارب في غير مجالك، فأنا كتبت للسينما الهجامة، ودماء على الأسفلت وكتيبة الإعدام، وفي عام 88 كتبت فيلم "الإسكندراني" وظل حبيسًا حتى جاء منتج أخيرًا وقرر إنتاجه سينمائيًا، السينما لها معايير مختلفة عن التليفزيون أتفق وأختلف معها من آن إلى آخر.