رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستثمار فى الأشبال

 

منحة مجانية، لتلاميذ وطلاب المدارس الإعدادية والثانوية، الذين تتراوح أعمارهم بين ١٢ و١٧ سنة، تهدف إلى تدريبهم وتنمية مهاراتهم وتأهيلهم للمشاركة، مستقبلًا، فى إحداث نقلة نوعية فى صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبناء مجتمع رقمى يتواكب مع مستحدثات العصر ومتطلبات المستقبل. 

حتى ١٠ يونيو المقبل، يمكن لتلاميذ وطلاب كل مدارس مصر، التقدم لمنحة العام الدراسى المقبل ٢٠٢٢/٢٠٢٣، أولى منح «مبادرة أشبال مصر الرقمية»، التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، منذ أسبوعين تقريبًا، فى إطار التوجه العام لدولة ٣٠ يونيو، واستمرارًا لاستراتيجية «الاستثمار فى البشر»، واستجابة، أو تنفيذًا، لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى المتكررة بضرورة توسيع الهدف من التعليم، والاهتمام ببناء الإنسان المصرى وتزويده بأحدث وأفضل المهارات الرقمية والتكنولوجية. 

لمدة خمس سنوات، سيتم استثمار ٢٥ مليون دولار، فى تدريب ١٥ ألف تلميذ أو طفل، طالب أو شبل، ممن تنطبق عليهم معايير الحصول على المنحة، بمعدل ٣ آلاف سنويًا. وأمس الأول الخميس، قامت وزارة الاتصالات بتوقيع ١٠ مذكرات تفاهم مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة، للمشاركة فى تنفيذ المبادرة: مؤسسة فودافون مصر، أمازون، هواوى، مايكروسوفت، فى إم وير، ديل، جوجل، آى بى إم، فاليو، وسيسكو.

مذكرات التفاهم تهدف إلى التعاون مع هذه الشركات فى إعداد المسارات التدريبية وإتاحة المنصات والمعامل الافتراضية فى التخصصات التكنولوجية، وإتاحة الفرصة للأشبال، المشاركين فى المبادرة، خاصة المميزين منهم، لزيارة مقار هذه الشركات. وقبل ذلك، تدريب المدربين المسئولين عن تنفيذ المبادرة ومنحهم شهادة مدرب فى التخصصات ذات الصلة: تطوير البرمجيات والفنون الرقمية، الشبكات وأمن المعلومات، علوم البيانات والذكاء الصناعى، الروبوتات والأنظمة المدمجة و... و... وغيرها. 

مدة المنحة تبدأ من سنة وتمتد إلى خمس سنوات، وفقًا للمرحلة العمرية والمستوى الدراسى. وبالإضافة إلى منح الأشبال شهادات معتمدة من الوزارة ومن جامعات دولية من بينها جامعة إنديانا Indiana الأمريكية، ستقدم المبادرة للملتحقين بها منحًا دراسية جزئية من الجامعات التكنولوجية المتخصصة والتابعة لوزارة الاتصالات، وجوائز عينية للمتفوقين، الذين ستتاح لهم أيضًا فرص المشاركة فى المسابقات المحلية والدولية، بالإضافة إلى بناء مهاراتهم الشخصية والحياتية والقيادية، عبر أنشطة علمية وثقافية واجتماعية.

فى إطار استراتيجية «الاستثمار فى البشر»، أيضًا، وتطبيقًا لـ«رؤية مصر ٢٠٣٠»، تم إطلاق ٢٠ مبادرة، خلال العامين الماضيين، كان أبرزها مبادرة «شباب مصر الرقمية» التى استهدفت طلاب الجامعات وحديثى التخرج، و«فرصتنا الرقمية»، لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة فى تنفيذ مشروعات التحول الرقمى، و«مستقبلنا رقمى» لتدريب ١٠٠ ألف شاب على مهارات المستقبل ووظائفه و... و... ومبادرة «بناة مصر الرقمية»، التى تم إطلاقها فى سبتمبر ٢٠٢٠، لتخريج كوادر شابة متميزة فى أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من الخريجين والمهنيين المستقلين والعاملين فى مختلف المشروعات القومية. إلى تلك المبادرات، يمكنك أن تضيف مبادرة «إفريقيا للإبداع الرقمى»، التى أطلقها الرئيس، منتصف نوفمبر ٢٠١٨، خلال فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، لإتاحة التدريب التقنى المتخصص للشباب الإفريقى فى مجالات التكنولوجيا المختلفة، وتشجيع تأسيس ١٠٠ شركة مصرية وإفريقية ناشئة فى هذا المجال. وبالفعل، تم تدريب نحو ١٠ آلاف، وحققت المبادرة طفرة فى البرامج المتعلقة ببناء القدرات الرقمية على المستويين المصرى والإفريقى، عززتها برامج أخرى، استهدفت بناء القدرات طويلة الأمد لشباب القارة. 

وتبقى الإشارة إلى أن معدل نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ارتفع من ١٥.٢٪ سنة ٢٠٢٠ إلى ١٦٪ سنة ٢٠٢١، كما زادت نسبة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى من ٤.٤٪ إلى ٥٪، ومن المتوقع أن يزيد المعدل ونسبة المساهمة، هذا العام وخلال الأعوام المقبلة، مع الخطوات، أو القفزات، التنموية التى يشهدها هذا القطاع، وبجهود الشباب والأشبال، الذين قال لهم إبراهيم ناجى: 

يا شباب النيل فتيان الحمى.. 

حماة الدار، أشبال الأجم.

زعموكم أمة هازلة.. 

كذب الزاعم فيما قد زعم. 

حطموا القيد الذى حطمكم.. 

واجعلوا أمتكم فوق الأمم.